صاحب الأخيار تنجومن الأكدار
بقلم : التميمي الحبال
اصحب قرينك واصطفيه تفاخرًا إن القرين إلى المقارن ينسب .
الصاحب مصاحبة والقرين بالقرين والناس أشكال كأشكال الطير ؛ الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب والدجاج مع الدجاج .
كل مع شكله والطيور على أشكالها تقع والخليل عل دين خليله .
غفر من صديق السوء فرارك من الأسد فهو أجرب معد يقودك إلى جهنم وبئس المصير،وإن أحببته قذفك فيها ،وسيكون لك عدوًا أمام الله (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67).الزخرف
ها هو عقبة بن أبى معيط ، كان يجلس مع النبى بمكة ولا يؤذيه وكان كافرًا ، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه يؤذونه ، وكان لإبن أبى معيط صديق كافر غائب بالشام ، وقد ظنت قريش أن عقبة قد أسلم لما يُعامل به النبى من معاملة حسنة ، فلما قدم خليله من الشام قالت قريش : ها هو خليلك بن أبى معيط قد أسلم ، فغضب خليله وقرينه غضبًاشديدًا ورفض أن يكلم قرينه بن أبى معيط ،وأبى أن يسلم عليه إلا بعد أن يؤذى النبى ، فاستجاب عقبة له وأذى النبي حتى إنه خنقه بتلابيبه ذات مرة ، وبصق فى وجه الرسول الشريف ، فاستأثر بكل حقارة ولؤم على وجه الأرض فى تلك الساعة.
وكان عاقبته أنه يوم بدر مات كافرًا ، فأنزل الله تعالى فيه قرٱنًا يًتلى إلى يوم القيامة (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29).
إياك ثم إياك ثم إياك والصاحب السوء ،فإنه يعدى كما يعدى الصحيح الأجرب.
إذا كنت فى قوم فصاحب خيارهم، ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى، عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، فكل قرين بالمقارنة يقتدى، واحرص على صحبه الأخيار يأخذوا بيدك إلى الجنة،فالمؤمن ينتفع بإخوانه الصالحين فى الدنيا والآخرة،ففى الدنيا يحرصون كل الحرص على إيصال المنافع الدينية والدنيوية لاخوانهم،.كما يحرصون على دفع المضار.
وفي الٱخرة فإن المؤمنين يشفع بعضهم لبعض ليدخلوا الجنة بفضل الله تعالى ورحمته.
بدم الحب يباع وصلهم فمن الذى يبتاع بالثمن
أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك فى الهوى من تصطفى


















