طارق الإمبابي يكتب : التفخيم والتبجيل لدرجة التَأْلِيه
بقلم : م.طارق الإمبابي
مشكلتنا كمجتمعات عربيه هو التفخيم والتعظيم وتقديس آراء العلماء ورجال الدين وكثير من الأفراد والذي يصل بك إلى حد التأليه ، والحجر على أي علم أو رأي أوفكر جديد وهذا هو الفرق بيننا وبين العالم المتقدم وهذا هو الفرق بيننا كعرب في آسيا وإفريقيا حتى بيننا وبيننا العرب المقيمين في أوروبا.
إن التطور والتقدم الذي حدث ويحدث كل يوم في الدول الغربيه هو بسبب عدم التحجر والوقوف عند نظرية أو رأي واحد ، بل إن تعدد النظريات وتحديث القديم يؤدي كل يوم إلى معلومة وتطور جديد.
والدين الاسلامي نفسه يحثنا على أن نقرأ ونتعلم ونتفقه في علوم الدنيا والدين ، وأول آيه نزلت علي الرسول الأمين ـ صلى الله عليه وسلم ـ تدعوا للقراءة عندما نزل سيدنا جِبْرِيل عليه السلام على الرسول الكريم وقال له : اقرأ فقال : ما أنا بقارئ فقال له : اقرأ فقال : ما أنا بقاريء ثم كررها ثالثًا فقال له : " إقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ".
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "علموا أبناءكم الرمايه والسباحه وركوب الخيل "، إذًا الله ورسوله والخلف الصالح حثوا ودعوا إلى العلم والتفقه في جميع أمور الدنيا والدين ولكننا بتحجرنا عند حقبه زمنية معينه جعلتنا نقف عندها ، حتي أننا لو الأمر بيد هؤلاء لحُرِمنا استخدام جميع وسائل التطور والتكنولوجيا الجديدة.
ولولا ان أعداءنا يستخدمون الطائرة والدبابه والصاروخ لأفتوا لنا بالدفاع عن أنفسنا بالخيل والسهام والسيف ، ورغم أنهم يتنقلون بين الدول الغربية إلا أنهم يفتوا حتى الآن بتحريم السفر إلى بلاد الفرنجة رغم أنهم يلجأون لها ويلهثون نحوها ويحتمون بها ، كل ما يقولوه ويفعلوه متناقض ومتنافر، ويدعونا إلى التفكير والتأكد أنهم يأخذون من الدين مايناسبهم، ويتركوا ما يحدهم ويقلل وصاياتهم وتأليههم.
إنهم يسعون للحجر علي أفكارنا وعلى عقولنا تحت بند العيب ، كل العيب الذي قد يصل إلى حد التكفير لوخلفناهم واعترضنا علي فتواهم وأفكارهم، رغم أن الدين الإسلامي دين الفطرة ، والفطرة السليمة تدعونا إلى الخير وتبعدنا عن الشر والسيء من الفعل دون أن تلجأ في كل خطوة إلى فتوى جديدة، ورسولنا الكريم يقول استفتي قلبك وما حاك في الصدر أو القلب اجتنبوه.
ديننا بسيط جدًا وخفيف وسهل يفهمه الانسان الطيب البسيط، ولايحتاج إلى تعقيد، إن هؤلاء جميعًا يذكرونا ببداية أي دين جديد ، عندما جاء سيدنا موسى حاربه فرعون وكبار الدوله خوفًا على مراكزهم وسلطانهم وهكذا عندما جاء عيسي عليه السلام إلى أن جاءنا الرسول الكريم ـ خاتم الأنبياء والمرسلين ـ حاربوه خوفًا علي وجاهتهم وسلطانهم ولازلنا حتى الآن ندين بهذا الفكر الجاهلي ونخشى علي الوجاهة ونحن نساعدهم ونقدسهم إلى حد التأليه. فمتي نعلم أنه بعد الرسول ليس هناك معصوم من الخطأ وليس هناك كتاب مقدس إلا القرآن الكريم؟!
