خمسة سياحة ( اكتشف مصر ) باب الفتوح.
تقرير : سامح طلعت
باب الفتوح هو أحد أبواب سور القاهرة، بني سنة 1087 م على يد جوهر الصقلي، ثم جدده الأمير بدر الجمالي فجعله في موضعه الحالي في مدخل شارع المعز لدين الله الفاطمي بجوار جامع الحاكم بأمر الله.
يقال أن تسمية هذا الباب ترجع إلى الغرض الرئيسي في أنشائه حيث كانت تخرج من بوابته الجيوش أثناء سيرها للفتوحات. ثم تعود وتدخل القاهرة وهي منتصرة من باب النصر. بالإضافة إلى أن الباب كان مركزاً لدخول وخروج قوافل الحجاج المصريين كل عام لزيارة مكة.
وكان الباب جزءاً من تحصينات بناها القائد الوزير بدر الجمالي الفاطمي، ليكون حصناً ودفاعاً قوياً عن المدينة من هجمات المعتدين، وكانت تُستخدم أبراج وأعمدة الباب لسكب الماء المغلي أو حرق النفط على المهاجمين، بالإضافة إلى صعود حملة الأسهم الحربية لاصطياد وقتل الأعداء، وتُغطّى البوابة بزخارف ونقوش نباتية وهندسية، ويمثّل الباب نموذجاً لفنون العمارة خلال العصر الفاطمي.
يقع باب الفتوح في الجدار الشمالي من المدينة الفاطمية القديمة في القاهرة، والذي جدّده قائد الجيوش الأمير بدر الجمالي في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وجعله في موضعه الحالي في بداية شارع المعز لدين الله بجوار مسجد الحاكم بأمر الله، ويتكوّن باب الفتوح أو بوابة الفتح من قبب عالية منحوتة من كتلة ضخمة من الحجر، ويُعتبر البناء أدق من ناحية التصميم والشكل والضخامة من البوابة الجنوبية (باب زويلة)، حيث كان يحمي الحدود الشمالية لمدينة القاهرة الفاطمية القديمة، ويصل عرض واجهة البوابة 23 متراً، والارتفاع 22 متراً، في حين يصل عمق البوابة 25 متراً، وتأخذ البوابة شكلاً شبه دائري على غرار برجي باب زويلة في الجدار الجنوبي، ويتكوّن الجزء العلوي من أبراج البوابة من غرف دفاعية مع شقوق تسمح لحملة الأسهم باصطياد الأعداء، ويغطّي مدخل البوابة قبة ضحلة تتكوّن من مناطق واسعة للتحرّك والانتقال، وتحتفظ بوابة الفتوح بالعناصر الزخرفية الجميلة على القوس الخارجي الذي يتضمّن مجموعة متنوّعة من الزخارف النباتية والهندسية، وهو ما يمثّل مرحلة من مراحل التنمية فيما يتعلّق بزخرفة الحجر في العمارة الإسلامية في العصر الفاطمي.
ويتكوّن الثلث الأعلى من باب الفتوح من قبب ضخمة وأبراج للدفاع عن المدينة، وتم استخدام البوابة من قِبَل قادة الحملة الفرنسية على مصر تحت حكم نابليون بونابرت (1213-1216 هـ إلى 1798-1801)، وتم تدوين ونقش أسماء القادة على أبراج باب الفتوح، كشاهد لإقامتهم في مصر واستخدامهم لتلك الحصون أثناء حملتهم.
وشهدت القاهرة خلال العهد الفاطمي محاولات عديدة من التركمان لغزوها، فضلاً عن التهديدات المستمرة من الإمبراطوريات الأخرى من الشرق، وهو ما دفع القائد بدر الجمالي لإعادة بناء أسوار المدينة، واستخدام الأرمن من شمال بلاد ما بين النهرين والسوريين في حملة بناء واسعة بعد وقت قصير من توليه السلطة لتشييد الجدران والبوابات الثلاث (الفتوح والنصر وزويلة)، وكل باب من الأبواب الثلاثة يضمّ برجين من الأبراج الضخمة، والتي تُستخدم لحمل قبة مرتفعة فوق مدخل الممر، واستخدام أقواس نصف دائرية وأقواس أفقية لمواجهة الأعداء، حيث عكست بوابات القاهرة تراث العمارة العتيقة جنباً إلى جنب مع العناصر الزخرفية الفاطمية.
ويتكون الباب من برجين مستديرين يتوسطان المدخل، ويوجد بجوارهما طاقتان كبيرتان في فتحتيهما حلية مزخرفة بأسطوانات صغيرة، ويتصل بباب النصر بطريقين أحدهما من فوق السور والأخر من تحت السور، يعطي الباب فكرة واضحة عن نظام العمارة في العصر الفاطمي وتحديدا نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد شيده القائد جوهر الصقلي في العام 480 هـ هجريا الموافق عام 1087 ميلادية بالقرب من حارة تعرف بحارة «بين السيارج» وعندما قام الوزير بدر الدين الجمالي بتجديد أسوار القاهرة قام بأعادة تشيد الباب في موضعه القديم.


















