كيف تسرق في دقائق
بقلم/داليا زردق ـ "رئيس قسم المرأة"
عزيزي الإنسان سأعلمك كيف تَسْرق في دقائق ـ وبكل سهولة ـ قلب وعقل من أمامك..
ابتسم وأنت تحادثه ، وانطق اسمه برقة، وامنحه فرصة لقول مايشاء دون أن تقاطعه..
دعه يختار ما يناسبه من مكان لتجلسوا سويًا فيه ، واهتم أن تعرف ماذا يحب..
ادعوه لأن يبدأ حديثه بترحيب ورغبة حقيقية في سماعه دون أن تكون فقط كل رغبتك أن ينهي حديثه حتى تتكلم ، ولا تقاطعه كل لحظة وهو مسترسل في كلامه.
لاتحرجه بأسئلة فضولية شخصية عن حياته ، وعن ماضيه ، وعن أسراره التي هو حريص على عدم الخوض فيها..
لا تتثاءب وتتململ في جلستك معه وهو يتكلم، ولاتنظر أبدًا في ساعتك أو هاتفك كل لحظة..
امنحه إبتسامة في كل حين وهو يتكلم لتعبر له عن إهتمامك وتركيزك وعدم شعورك بالملل منه وتشجيعًا له ليُكمل ما يقول..
لا تتحدث عن مساوىء الآخرين أوتذم أحد أمامه أوتشكو من الحياة والمرض والغلاء بطريقة تثير الضيق و الكآبة.
لاتتدخل تمامًا في سؤاله عن أحواله المادية وطريقة معيشته وكيف ومن أين يكتسب ماله وكيف ينفقه وكل ما يتعلق بالماديات.
لا تحكم عليه من خلال ما يقول مهما بدا كلامه ، فأنت لم تعش حياته ، ولم تكن مكانه لتعلم ما عاناه وما عاصره وماشعر به، ويكفي أن تتعاطف مع كلماته وتتجاوز هفواته بصدر رحب.
لاتجبره علي تَذْكر كل لحظات حزنه وضعفه إلا لو أبدى هو رغبة في الفضفضة وشعر بأنه يريد أن يحكي لك كنوع من أنواع الشعور بالراحة لك .
تأكد من أن تطلب له ما يُحب من شراب أو طعام ، ولا تتركه كثيرًا دون سؤاله فهو قد يخجل أن يطلب ، وسؤالك له عما يحب دليل علي الإهتمام الحقيقي .
لا تنتقد ولا تلوم ولا تستنكر من حديثه،فقط انصت له وأنت في دور إنسان عادي وليس في دور قاضي أو محقق.
تذكر أن هذا الوقت الذي تقضيه معه يجعلك إما قد ربحت شخص يقدرك ويحترمك ويسعد بوجودك إلى الأبد أو خسرت شخص لن يرغب لحظة واحدة أن يراك مرة أخرى.


















