سالم هاشم يكتب | دعوة التجديد في الخطاب مابين السياسة والحداثة
بقلم : سالم هاشم
بالعقل والمنطق فكل كيان أوجدته الطبيعة أو كان مستحدثًا له قواعد ثابتة قام عليها بدايًة من خلق السماوات ووصولًا إلي جبال الأرض الراسية والتي ثمثل أوتادًا تحكم اتزانها ، وهذه حكمة من الله كي تستقيم الصورة الكلية مع العقل البشري ويتقبلها ثم يسير عليها.
الثوابت هي أركان تضمن سلامة المنشأة، وهندسيًا لوتم أي تحريف في التركيبة الكيميائية حتمًا تفقد صلاحية السلامة للمنشأة والتي تُعَرضها سريعًا للإنهيار .
وعن المصطلح الخاص بشأن التجديد في الخطاب فهو مصطلح في ظاهره البساطة لكن المقصد منه خطير والهدف يستتر والغاية تدمير ولا أبرئ السياسية من تناوله كزاوية جديدة بسلاح جديد للتشكيك والطعن في سلامة الدين والتدين، إذ هنا يتقول بمقترح التجديد، والمعني أن الخطاب الحالي لايصلح والطبيعي أن الكيان القائم علي عدم صلاحية المعطيات فهو كيان خطأ ومشوب بكل عوار.
والعوار الفكري لدي المسلمين خطر علي المجتمع والعالم، من هنا ـ ورأيي شخصي ـ أن الهدف هوذلك الخبث الذي يعطي المجال للتشكيك في الدين ومن ثم المسلمين ومن ثم إثبات الفكر المتطرف والإرهاب ، القضية أكبر من ذلك، فأداوات الفوضي علي الساحة الفكرية الدعوية كثيرة.
الخطاب الديني مابين الثبات والتحرر
وهنا القضية ولب الموضوع ، هنا صراع شخصي شديد مبعثه فقط إثبات الفكر والذات والمعتمد علي الفلسفة الفكرية المشكلة من عدة ثقافات مختلفة أبرزها الغربية والتي في منهجها تدعو للتحرر ولن أتهمها بغير أنها متحررة ممايترتب عليه التسيب في الإنشاء والترتيب الذي يشكل كيان مشوه والأمثلة كثيرة في السلوكيات الحياتية ونتائجها هناك ، ولن أزيد مادام الثبات غير موجود.
تجديد الخطاب الديني مصطلح خاطئ، والأحرى تنقية المدعين والبقاء علي المادة بثوابتها مع التدعيم بالتفاسير والأراء المأخوذ بها عن السلف ومادون ذلك فهو دعوة لهدم الدين وتشكيك المسلمين في عقيدتهم وكتابهم المُنَزه عن الشك والريب.
القضية ليست بالهينة فهي قضية جدلية مصيرية تعج بها الساعة الفكرية والدعوية تتناولها فرق شرسة أعدت نفسها جيدًا لذلك ، وتُرى من سينتصر ومن سيفوز.
هل فكرة التحرر المستترة خلف مصطلح التجديد أم المدافعين عن الدين المتحفظين علي عدم المساس بثوابته؟ مما لاشك فيه أن دعوي التحرر دائمًا عالقة بلسن الفرق الحديثة التي لاتتقيد سوى بفلسفة معظمها غربي ومضمونها عدم الإلتزام بمضامين تحكم النفس ويمكن لها تطويع أي شئ في سبيل غاية.
وهنا الخطر الشديد حيث استعرضت هذه الفرق أفكارها ورؤاها نحو الدين والتي بدورها عن عمد أو غير عمد أجرت معادلة التجديد بمعطيات خاصة حتى تعطي ناتج يتوافق مع الهوى دون إدراك لما هو مترتب علي ذلك من إضعاف لأركان تحمل بيتًا يسكنه أناس تسير في منظومة تحتاج إلي قواعد تنظيمية حتي لاتتداخل في بعضها البعض وتنهار.
وأما المحاربين المدافعين عن الدين وثوابته فهم في الفكر والثقافة الغربية عمالقة أمثال الطيب الذي يتحدث لغات مختلفة بلسان وفكر غربي غير مشوب بأهوائهم ، وهنا أقول بأن ثوابت الفكر لدى الشيخ المدافع قد جمعت بين الفكرين ،فكر الداعين للتجديد وفكر المنصفين بالتجديد ، وكان لزامًا علي الجميع تفهم القضية بدراستها دراسة متأنية بعيدة عن السياسية والفلسفة ، فالثابت من الدين له قدسية وتحريكه تحريف والأحرى انتقاء الدعاة،


















