تاريخ العلاقات اليونانية المصرية
كتب : محمود النقر
بالإطلاع على كتب التراث والتاريخ وخاصة كتاب الدكتور طه حسين الشهير " مستقبل الثقافة فى مصر" ، حيث وجدت أنه ربط بين مستقبل الثقافة المصريه وثقافة البحر الأبيض المتوسط ، مشيرًا إلى انتمائنا لحوض البحر الأبيض المتوسط وإلى الشراكه التاريخيه بين الثقافتين المصريه والهلينيه.
ولايخفى على أحد أن هناك فترة تداخل بين التاريخين الفرعوني والاغريقي، ولعل حكم البطاله الذي جاء بعد أن أعلن الإسكندر الأكبر نفسه ابنًا للإله آمون بعد الزياره التاريخية التي قام بها لواحة سيوه فى معبد آمون هو خير دليل على تواصل الحضارتين اليونانية والمصرية ، حتى أن فكرة إنشاء مكتبة الإسكندرية الأولى في عهدىي بطليموس الأول والثانى قدماء نتيجة الا حساس المشترك بالندم الثقافى بين الحضارتين.
ففي اليونان المتحف الإسلامى فى أثينا، حيث أن معظم المقتنيات التي توجد به هي قاهرية الأصل خصوصًا التي تنتمي للعصر المملوكي، وكذلك يوجد بمكتبة الإسكندرية مركزًا للدراسات الهيلينسكيه وهو مركز تابع للمكتبه يعطي درجات أكاديميه تحت إشراف قسم الدراسات الرومانيه واليونانية بكلية الأداب جامعة الإسكندرية.
وقد عبر الرئيس اليونانى عن اعتزازه الشديد بمكتبة الإسكندرية والتي يزورها بانتظام، حيث يعتبر مدينة الإسكندرية درة المدن اليونانية وليس المصرية من شدة حبه لها..
وعن آفاق التعاون المشترك بين مصر واليونان، التعاون بين مؤسسة أوناسيس الثقافية ومكتبة الإسكندرية حيث يوجد فى مكتبة أوناسيس كتب من أمهات الكتب منذ السنوات الأولى لاختراع الطباعة ، فيوجد نسخ أصلية لكتاب وصف مصر الذى أنتجته حملة نابليون على مصر، حيث نجد أن مؤسسة كفافيس شاركت فى إحياء قصر أنطونيادس الذي ما زال فى حوزة مكتبة الإسكندرية حتى الآن بعد أن أنفقت عليه قرابة 29 مليون جنيهًا للإصلاحات الداخليه فقط.
وقد سعى الجانب اليوناني استعداده للتفكير فى التعاون لتحويل ذلك القصر التاريخى الذى بناه ثري يونانى فى الإسكندرية منذ قرابة قرن كامل لكي يكون مركز حوار حضارات يُلحق به متحف متخصص خصوصًا أن لهذا القصر قيمة تاريخية، ففيه وقع النحاس باشا بروتوكول إنشاء جامعة الدول العربية فى النصف الأول من أربعينيات القرن الماضي والقصر حدائق واسعة يمكن استغلالها متنفسًا لأبناء الإسكندرية ومركزًا التثقيف والتسلية فى ذات الوقت.


















