"الدفء" بقلم علاء خليل
كتب : علاء خليل
نجحت مناطق كثيره فى مصر أن تحتوي الفقراء في هذا الصقيع الشديد وظهر التكافل الاجتماعي فى أسمى معانيه ، ورأينا البعض يرسل الطعام الساخن فى السر دون أن يعلم عنه أحد ، وكعادة أبناء مصر تجدهم عند الحاجة.
صور إيجابيه لمجتمع متدين بطبعه يعشق عمل الخير ويسارع له ، لكن السؤال هنا هل كل محتاج فى بلدنا يصل له أهل المعروف ؟ وهل الدور المنوط بالجمعيات الخيرية تقوم به على النمط المطلوب؟
إننى هنا أريد أن أدق ناقوس وأضرب الأجراس لكي نضع هذا الموضوع على طاولة النقاش ، فأعتقد أن الكل يغرد فى إتجاه ، لا القانون الجديد ولا القديم يعمل على التنسيق بين الجمعيات وبعضها البعض فى وضع حلول للقضاء على الفقر وليس زيادته وإعطاء أهلنا فرصا لزيادة دخلهم وتنمية مواردهم ووضعهم على خط أن يكونوا هم أيضًا مصدرًا للعطاء.
فالموضوع متشعب بين غير قادر على الكسب لظروف صحية وغير قادر على الكسب لفقره وعدم وجود مورد للرزق، وهنا دور الجمعيات الأهلية جنبًا إلى جنب مع الدوله فى تنظيم تلك الشرائح ووضع الحلول على أرض الواقع التى تتماشى مع ظرف كل فرد.
الجمعيات الأهلية تنتشر فى كل ربوع الوطن وصدقًا هناك الكثيرون ممن يقدمون خدمات جليلة فى مناطقهم ، لكن أيضًا هناك من هم اسمًا على ورق ويقدمون أعمالهم مجرد صور وحفلات، إن العمل فى الخير لا يحتاج موظفين ولاعمل نمطي ولكن يحتاج لأفكار خلاقة تخترق حاجز العوز والحاجة وأن تكون هناك منظومة حقيقية للمتابعة ودورات تدريبية لأعضاء تلك الجمعيات وتعاون مشترك بين الجمعيات وبعضها البعض.
العمل الأهلى هو المكمل الحقيقي لدور الدولة فى التنمية والوصول للمواطنين ، وإننى من على أرض الواقع أجد أن هناك فرص كثيرة مهدره ، فقليلون يُرَكَز عليهم العطاء لأنهم يعرفون كيف يُظْهرون عوزهم والكثيرون مغلق عليهم الأبواب لعفتهم.
وياللقدر حينما يفعل الأغنياء بمزاجهم وخاطرهم ما يعيشه الفقراء من لبس ملابس مقطعه ومرقعه فأصبحت موضة! والتخسيس أيضًا وعدم الأكل وربط المعدة أيضًا لكى يبعدوا عن الأكل وكأنه رسالة لكي يتذكروا الفقراء ولكن لمن يعي.
إننى أناشد قادة الفكر والرأي فى كل منطقه أن ينظروا بنظرة تطوير لتلك الجمعيات والعمل على الوصول للفقراء ليس بالعطايا وفقط ولكن بفكر عملي أكثر ، فإعطاء السنارة خير ألف مرة من إعطاء السمك والتعاون بين الجمعيات بعضها البعض سيطور العمل على الأرض.
أعرف أن هناك إتحاد للجمعيات الأهلية وأن القانون المنظم لعمل تلك الجمعيات يسمح بذلك ويتحدث عن ما هو أكثر، لكن من يئنون فى صمت ينتظرون منكم التطبيق على الأرض والوصول لهم ومد يد العون والمساعدة ، فبرد الشتاء قارس وحر الصيف شديد وشظف العيش أصعب ، جعله الله فى موازين أعمالكم الصالحات وأبعد عن مصرنا الغاليه وعنكم كل شر وسوء تحيا مصر عزيزة غالية، تحيا مصر وأهلها الطيبين.


















