الصبر مفتاح الفرج
بقلم : التميمي الحبال
لاشك في أن كل منا يطلب الصبر فى مواقف عديدة من حياته، والصبر منزلة عظيمة والصابرون لهم من الله أعظم الدرجات.
ما هو الصبر ؟وما جزاؤه ؟
إن الله تعالى جعل الصبر جوادا لا يكبو، وصارمًا لا ينبو وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينًا لا يثلم.
قال النبي الكريم الذي لا ينطق عن الهوى (ما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
ولمنزلة الصبر وقيمته ذكره الله تعالى فى أكثر من تسعين موضعا من القرآن الكريم ، فقال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنالما صبروا وكانوا بٱياتنا يوقنون).
لذا قال الإمام إبن تيمية (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ).
وقال عزوجل (إنما يُوفى الصابرين أجرهم بغير حساب) وقد ذكر الله تعالى الصبر فى القرآن الكريم فى نحو تسعين موضعًا ، وقرنه بالصلاة في قوله تعالى ( واستعينوابالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين بقوله ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنالما صبروا وكانوا بٱياتنا يوقنون).
فإن الدين كله علم بالحق وعمل به ، والعمل به لابد فيه من الصبر، بل وطلب العلم نفسه يحتاج إلى الصبر ، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه (عليكم بالعلم فإن طلبه لله عبادة ، ومعرفته خشية، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعرف قيمة ولايعلمه صدقة ، ومذاكرته تسبيح ، به يعرف الله ويعبد ، وبه يمجد الله ويوحد ، يرفع الله بالعلم أقوامًا يجعلهم للناس قادة وأئمة يهتدون بهم وينتمون إلى رأيهم).
فالعلم النافع للبشرية هو أصل الهدى والإيمان والاستقامة والتقوى والعمل بالحق هو الرشاده، وضد الأول الضلال وضد الثاني ألغى ، فالضلال العمل بغير علم.
الغى اتباع الهوى ، قال تعالى مادحًا نبينا الكريم (والنجم إذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى ).
فلا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالعلم والصبر،ولهذا قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا انقطع الرأس بان الجسد ، ثم رفع صوته قائلًا (لاإيمان لمن لا صبر له).
يحكى عن أنو شروان قال (جميع المكاره فى الدنيا تنقسم إلى قسمين قسم فيه حيلة فالاضطراب دواؤه، وقسم لا حيلة فيه فالاصطبار شفاؤه).
وكان يقال ( من تحلى بالصبر، أتبعه النصر )، روى الأصمعى عن أعرابي قوله (اخف الشر من موضع الخير ، وارج الخير من موضع الشر ، فرب حياة سببها طلب الموت ، ورب الموت سببه طلب الحياة ، وأكثر ما يأتى الأمن من ناحية الخوف).
إذا العناية لاحظتك عيونها ...
نم فالمخاوف كلهن أمان .
عن الفاروق عمر (وجدنا خير عيشنا الصبر).
وقول الإمام علي (الصبر مطية لا تكبو).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال (الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله).
وقول الدقاق ( فاز الصابرون بعز الدارين ، لأنهم نالوا من الله معيته فإن الله مع الصابرين).
ذكر قول أحد السابقين (الصبر لله غناء ، وبالله بقاء ، وفى الله بلاء ، ومع الله وفاء ، وعن الله جفاء، والصبر على الطلب عنوان الظفر وفي المحن عنوان الفرج).
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم. "الصبر الجميل والصفح الجميل والهجرالجميل"
*الصبر الجميل هو الذى لا شكوى فيه ولا معه.
*الصفح الجميل هو الذى لا عتاب فيه ولا معه.
*الهجر الجميل هو الذى لا أذى معه.
ولنعلم جميعًا جعلنا الله وإياكم من الصابرين وجمل أخلاقنا بالصبر أن :
( الصبر إذا قام به العبد كما ينبغى ، انقلبت المحنة فى حقه منحة، واستحالت البلية عطية، وصار المكروه محبوبًا، فإن الله تعالى لم يبتليه ليهلكه، وإنما ابتلاه ليختبره ويمتحن صبره وعبوديته،وهكذا رأينا معنى الصبر ،وما أعده الله الصابرين) .
الله من فضله وكرمه وجوده نسأله الصبر وأن يبلغنا منزلة الصابرين.


















