في استراحة الجمعة "محسن طاحون" يكتب : تَذْكِرَة لأهل المعروف
بقلم : محسن طاحون
وضعتُ السكر فى الشاي ونسيت أن أقلبه .. ورشفت رشفه فكان طعمه مرًا ولكن مرارة الشاي لاتعـني عدم وجود السكـر فيه !لأنك بمجـرد تحريكـك الشاي ستظهر حـلاوته ، فالسكـر موجـود ولكـنه يحتاج من يحـرّكه، كـذلك الخـير والحب موجـود في نفـوس أغلب الناس ولكـنه يحـتاج من يحـركه!
حركوا الخير والحب فى نفوسكم ..ونفوس من تحبون ستشعرون بحلاوة طعم حياتكم وتكتشفون الخير في شخصياتهم، فما أنبل قطعة السكر !أعطت الشاي ما لديها .. ثم اختفت "..
هكذا أهل المعروف كن كقطعة السكر حتى وإن اختفت تركت أثرًا جميلًا، وإن جاء من يطلب المساعدة فلا تتنحى عنه ، وافعل له بقدر المستطاع ما يقضي حاجته، فإن سخرك الله لتكون عوناً لعباده فهذه نعمة حافظ عليها.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: «ما من عبدٍ أنعم الله عليه نعمةً وأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرَّم فقد عرَّض تلك النعمة للزوال»رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد..
وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: «من سرَّه أن ينجيه الله من كُرَب يوم القيامة فليُنفّس عن مُعسر أو يضع عنه، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه».
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة» [أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب].
إن أول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يجنون ثمراتِه عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والسكينة والطمأنينة.
جرِّب يا أخي.. إذا طاف بك طائف من هم أو ألمّ بك غم فامنح غيرك معروفًا...
وأسدِ له جميلاً ..
تجِد السرور والراحة،
أعط محرومًا،
انصر مظلومًا،
أنقذ مكروبًا،
أعن منكوبًا،
عُد مريضًا،
أطعم جائعًا؛
تجد السعادة تغمرك
من بين يديك ومن خلفك.


















