فضلت أعيش بقلوب الناس
بقلم : شيرين عبدالجواد
في يوم وفاة كوكب الشرق أم كلثوم في ٣فبراير١٩٧٥ ،افْتُتِحت محطة أغاني أم كلثوم إرسالها في الرابعة عصرًا ، ولكن ليس بأغنية كاملة لها كالمعتاد ، ولكن بهذا الكوبليه الذي كان يعبر فعلًا عن مدى عشق الشعب العربي لأم كلثوم: فضلت أعيش بقلوب الناس.. وكل عاشق قلبي معاه..
هكذا كانت حياة أم كلثوم عاشقة مصر وتراب مصر ، وكم من ألقاب حصلت عليها أم كلثوم من معجبيها مثل : ثومة ،الهرم الرابع ، سيدة الغناء العربي ،كوكب الشرق.
اهتمت أم كلثوم بمعاني كلماتها احترامًا لجمهورها وغنت كل أنواع الغناء بما فيه الديني والوطني والعاطفي ، واختارت من القصائد الشعرية ما يسمو بمسامع جمهورها وجعلته يحفظها مثل : رباعيات الخيام ، أراك عصي الدمع ورائعة الأطلال.
وقد لحن لها كبار الموسيقيين مثل السنباطي وعبدالوهاب ، وأيضًا شجعت شباب الملحنين وأبدعوا معها مثل بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل..
كانت أم كلثوم الوحيدة التي تجمع كل الشعب العربي علي اختلاف توجهاته في الخميس الأول من كل شهر في حفلها الغنائي المذاع بالراديو علي الهواء ، حيث كانت تبدأ الوصلة الأولي بأغنية جديدة والوصلة الثانية بأغنية غنتها من قبل.
غنت أم كلثوم للثورة المصرية ودعمت الرئيس عبدالناصر في كل معاركه الوطنية،و انكسرت أم كلثوم داخليا بعد و فاته و كادت ان تعتزل الغناء لو ضغط محبيها عليها.
و كانت مواقفها الوطنية تجاه بلدها مصر لا يضاهيها فيها احد،حيث انتفضت بعد نكسة ١٩٦٧ و اشتغلت بكل طاقتها في مصر وحول العالم لتجمع الأموال والمجوهرات من نفسها ومن كل أصدقائها حول العالم، وأقامت العديد من الحفلات الخارجية ، وكانت تقدم كل ريع حفلاتها وكل ما تجمع الي الخزانة المصرية ولصالح المجهود الحربي للمساهمة في إعادة بناء القوات المسلحة..
كان خبر وفاتها صادما لكل الشعب العربي ومحبيها حول العالم بعد أن عانت من المرض في أواخر أيامها ، و كانت جنازتها المهيبة التي خرج فيها حوالي ٤ مليون مواطن لوداعها ، خير شهادة وفاء وحب لها من جمهورها .. ودومًا نتذكر من قصيدة رباعيات الخيام : لا توحِشِ النَفْسَ بخوف الظُنون واغْنَمْ من الحاضر أمْنَ اليقين فقد تَساوى في الثَرى راحلٌ غداً وماضٍ من أُلوفِ السنين.


















