اميرة البيطار تكتب ”أبناء النيل يكتبون فصول التفوق في أرض الخليج”


رحلة اختبارات أبناء مصر في البحرين نموذجًا للتحدي والانتماء
في مملكة البحرين، حيث تنسج الجاليات قصص النجاح في الغربة، برز أبناء مصر بإنجاز جديد في مشوار التعليم، بعد أن أنهوا اختبارات برنامج "أبناؤنا في الخارج" لعامهم الدراسي بكل التزام وإصرار.
هؤلاء الأطفال، الذين يعيشون الغربة بصبر، لم يسمحوا للمسافات أن تُبعدهم عن مناهج وطنهم أو هويتهم التعليمية. بل حملوا كتب مصر في قلوبهم، وتقاسموا مع أسرهم أعباء المذاكرة في ظروف ليست دومًا سهلة.
كان عام مختلف... ومنصة أحدثت الفارق جاء هذا العام الدراسي بطابع مختلف. فبفضل التنظيم المحكم وسلاسة استخدام المنصة الرقمية لرفع أوراق الإجابة، شعر الطلاب وأولياء الأمور براحة لم يألفوها من قبل. التكنولوجيا سهّلت الكثير، ووفّرت بيئة أكثر تنظيمًا، جعلت التركيز ينصبّ على التحصيل لا على التفاصيل التقنية.
تلك الأصوات الصغيرة... تحمل حبًا كبيرًامن بين هذه الوجوه المضيئة، عبّرت الطالبة حليمةعبدالعزيز ؛ والطالب أحمد عبد السلام من الصف الثاني الابتدائي، عن سعادتها بالأسئلة وثقتها في أدائها. أما ميرا ومروان ، طلاب الصف الرابع الابتدائي، فتمنّا سؤالًا يفتح لهما المجال ليعبرا عن حبها العميق لمصر.
والطلاب جنات وإياد عمرو من الصف الثالث والخامس الابتدائي، تطلع لأن يستمر النظام الرقمي ليصل إلى المرحلة الثانوية، لما وجدا فيه من راحة وتنظيم. بينما أبدى كل من صابرين تامر وماليك عمرو، من الصف الأول الابتدائي قسم اللغات، إعجابهم بوجود قسم خاص باللغات، يعكس طموحهم لمستقبل تعليمي عالمي ينطلق من الجذور المصرية.
لم يكن الجانب النفسي غائبًا عن هذه التجربة، فقد حرصت السيدة أميرة البيطار، عضو الجالية المصرية وسفيرة التعليم المصري في البحرين، على متابعة الحالة المعنوية للطلاب بشكل يومي، بالتواصل مع الأسر ودعمهم، لتوفير أجواء مستقرة تُعينهم على التركيز والمذاكرة بثقة واطمئنان.
كما لا يمكن إغفال دور المعلمات المصريات، أو كما يطيب للجميع تسميتهن بـ"الأمهات المعلمات"، اللاتي قدمن من وقتهن وجهدهن بلا مقابل، فقط من أجل أن ينجح هؤلاء الصغار، وأن يفهموا كل ما استعصى عليهم من دروس، في صورة تجسّد أجمل معاني العطاء في الغربة.
وتلك كانت رسالة أمل من أرض البحرين في وجه التحديات، يُثبت أبناء مصر مرة تلو الأخرى أنهم أهل للنجاح والتفوق، وأنهم يحملون وطنهم في أرواحهم، أينما رحلوا. كل ورقة امتحان كتبوها كانت بمثابة رسالة حب وفخر لمصر.
ومع نهاية هذا الفصل الدراسي، نرفع الأكف بالدعاء أن يُكلل تعبهم وتعب أسرهم بالتفوق، وأن يستمروا في رسم ملامح مستقبل مشرق، لأنهم حقًا:
أبناء النيل... ونجومٌ تضيء سماء الغربة