مناقب وفضائل الصحب الكرام ( سيدنا أبو بكر _1 )
عبدالموجود دسوقي يكتب:
أجمع المسلمون على أنَّ الصحابة رضي الله عنهم رأسُ الأولياء، وصفوة الأتقياء، وقدوةُ المؤمنين، وأسوة المسلمين، وخير عبادِ الله بعدَ الأنبياء والمرسلين
عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
إنَّ الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلبَ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - خيرَ قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعدَ قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجد قلوبَ أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وزراءَ نبيِّه، يقاتلون على دينه . سيدنا عبدالله بن عثمان بن عامر، أبو بكر الصديق ، وكان يُلقَّب بعتيق الله
ثم لُقب بالصدِّيق. رجل لا كالرجال، وفذٍّ لا كالأفذاذ، يكفيه أنه صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل عظيم القدر، رفيع الشأن، شديد الحياء، كثير الورع، حازم، رحيم، تاجر، كريم، شريف، غني بماله وجاهه وأخلاقه، لم يشرب الخمر قط؛ لأنه سليم الفطرة، سليم العقل، ولم يعبد صنمًا قط؛ بل يكثر التبرم منها، ولم يُؤثَر عنه كذبة قط
نصر الرسولَ يوم خذله الناس، وآمن به يوم كفر به الناس، وصدَّقه يوم كذَّبه الناس، أثنى عليه - جل وعلا - في كتابه فقال : ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ شهِد له ربُّ العالمين تعالى بالصُّحبة، وبشَّره بالسَّكينة، وحلاَّه بثاني اثنين
قال سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " مَن يكون أفضل ثاني اثنين الله ثالثهما ؟
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ( ما نفعني مالٌ قطُّ ما نفعني مال أبي بكر) فبكى أبو بكر - رضي الله عنه - وقال : هل أنا ومالي إلاَّ لك يا رسول الله ؟
وهو أول مَن أسلم من الرجال ، وهو أول مَن يدخل الجنة بعد الأنبياء
ويُدعَى من أبواب الجنة كلها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثني عليه دائمًا، ويقول: ( جئتُ أنا وأبو بكر وعمر )، ويقول : ( لو كنتُ متخذًا خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي )
وأنزل الله تعالى في فضائل سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - آياتٍ من القرآن منها قول الله - عز وجل -: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ﴾
لا خلافَ أنَّ ذلك في أبي بكر - رضي الله عنه - فنعته بالفضلِ - رضوان الله عليه. دعي رضي الله عنه إلى الإسلام، فما كبا ولا نبا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( ما عرضتُ هذا الأمرَ على أحد، إلا كانت منه كبوة وتردُّد، إلا ما كان من أبي بكر، ما أن عرضت عليه الأمر، حتى صدقني وآمن بي ) ليس في الصحابة الكرام مَن أسلم أبوه وأمُّه، وأولاده وأولاد أولاده ، وأدركوا النبي - صلى الله عليه وسلم – سواه
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : فهم أهل بيت إيمان، ليس فيهم منافق، ولا يعرف هذا لغير بيت أبي بكر، وكان يقال : للإيمان بيوت ، وللنفاق بيوت
وبيت أبي بكر من بيوت الإيمان.


















