من هنا نبدأ ... من ثورة 23 يوليو 1952 إلى ثورة 30 يونيو 2013… بقلم: د. مدحت يوسف
مصر تُجدد عهدها وتُجسد هويتها في قلب الرياض


في مشهد دبلوماسي راقٍ، يليق بمكانة مصر وتاريخها العريق، نظّمت البعثة الدبلوماسية المصرية في الرياض بقيادة سيادة السفير ايهاب ابو سريع سفير مصر بالسعودية احتفالًا مهيبًا بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، ذلك الحدث الذي غيّر مسار الدولة المصرية وحدد هويتها الوطنية، بحضور كريم من سمو الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي من نواب الوزراء في حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وممثلي الهيئات الدولية، ونخبة من أبناء الجالية المصرية، والشعب السعودي العزيز.
لقد مثّل هذا الاحتفال تأكيدًا عمليًا على أن ثورة 23 يوليو 1952 لم تكن مجرد لحظة في سجل التاريخ، بل كانت نقطة الانطلاق لاسترداد مصر لإرادتها، وإعادة بناء كيانها الوطني على أسس من السيادة والعدالة والاستقلال. واليوم، ونحن نعيش في ظل الجمهورية الجديدة، نجد أنفسنا نعود بإجلال إلى هذه اللحظة التأسيسية، ونربطها بثورة 30 يونيو 2013، التي جاءت لتستكمل المسيرة، وتحسم مصير الوطن من جديد، بقرار شعبي لا يُملى، وبإرادة لا تُكسر، أعادت لمصر وجهها الحقيقي وهويتها الحضارية.
الاحتفال الذي أقيم في العاصمة السعودية لم يكن مجرد فعالية دبلوماسية، بل كان تعبيرًا صادقًا عن اعتزاز مصر بتاريخها، وفخرها بجذورها، وثقتها في حاضرها، واستعدادها لمستقبلها. لقد أبدعت البعثة الدبلوماسية المصرية في إخراج هذا الحدث بصورة مشرفة، تعكس عمق الانتماء الوطني، وقوة الحضور المصري في الخارج. وقد تجلى ذلك في حسن التنظيم، والدقة في التفاصيل، والرسائل التي وصلت بحكمة ولباقة إلى كل الحضور.
وجاءت كلمة معالي السفير إيهاب أبو سريع لتكون حجر الزاوية في الحفل، حيث جمع بين الاعتزاز بالماضي والوعي بالحاضر والرؤية للمستقبل، مؤكدًا أن ما تشهده مصر اليوم من نهضة شاملة هو امتداد لمسيرة وطن بدأها الأجداد ويمضي فيها الأبناء بثقة في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما عبّر معاليه عن عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن ما يجمع البلدين يتجاوز الجغرافيا والتاريخ، ليصل إلى وحدة المصير، والتكامل السياسي والاقتصادي والثقافي تحت قيادة رشيدة في البلدين الشقيقين.
ولم تغب عن الكلمة الموقف الثابت لمصر تجاه القضية الفلسطينية، حيث شدد معالي السفير على وقوف مصر الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل لحقوقه المشروعة، وحرصها على إنهاء معاناته في ظل ما تشهده غزة من أوضاع إنسانية صعبة، مؤكداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لإنهاء هذا الألم المتواصل.
إن احتفال البعثة المصرية بثورة 23 يوليو في الرياض لم يكن مجرد احتفاء بذكرى، بل كان إعلانًا حضاريًا عن استمرار مصر في أداء دورها التاريخي، ودعوة مفتوحة للعالم ليرى جمهورية جديدة تتشكل، بقوة من الماضي، وبثقة في الحاضر، وبرؤية تنطلق إلى المستقبل. فمصر التي أنجبت ثورة 1952، وحسمت قرارها في 2013، تمضي اليوم في بناء وطن يليق بتاريخها، ويستجيب لطموحات أبنائها في الداخل والخارج.
علاء
من ثورة 23 يوليو 1952 إلى ثورة 30 يونيو 2013…
مصر تُجدد عهدها وتُجسد هويتها في قلب الرياض