شرن هرن كرنش امبو !
بقلم : د.خاطر الشافعي
تميد بك الأرض ، و تتوارى خجلًا و حسرةً وانزعاجًا و غضبًا صفحات خالدة في عمق هويتك و لغتك و ثقافتك و حضارتك ، الضاربة في عمق الزمن ؛ وأنت ترى جغرافيا وجودك وبهاء معين ماضيك يتلاشى بفعل فاعل ؛ وأذنك تصدمها لغة غريبة و كلمات لايمكن بأي حال من الأحوال أن يهذي بها إلا سكير في حانة تقدم أردأ أنواع الخمور ، ممزوجة بكل معطيات الفجور والعرى الأخلاقي و العهر اللافني وحصد المال القذر بأي وسيلة ، وكأنك في مستشفى للمجاذيب ، تتقاذفك أمواج اللامنطق و اللامعقول !
شوارع تحولت إلى حانات نال فيها المجون حصاده الأوفر و حظه الأثير ، وتقبض على ماتبقى فيك من عقل لتتساءل : ماهذا العبث ؟! ومن يسمح لتلك الكائنات أن تلوث الفضاء ؟!
نمضي في طريق التطوير العلمي الذي لايمكن أن يؤتي ثماره إلا بوجود بيئة ثقافية تربوية خصبة ، فهل هذا يتفق مع المعروض الفني الذي يمثل الجانب الأكبر من روافد ثقافتنا وهويتنا ؟!
هل أجدبت الأرض الخصبة التي أنجبت محفوظ وحسين والحكيم والسباعي وشوقي و أم كلثوم وعبدالحليم ؟!
حسنًا فعل هاني شاكر ، ولكن القضية أكبر ، وتحتاج فعلًا مؤسسيًا حازمًا وجازمًا ، فتلك الحالة من اللاوعي ستأتي على الهوية والقيم ، وتتزامن مع حالة التغييب الثقافي ، الذي يرى من الثقافة ترفًا !
هل تعلم أن نادي القصة بتاريخه العريق مهدد بالضياع وسط ذلك السيل من القبح الذي خلق حالة من الجهل بتاريخنا وموروثنا الثقافي ؟!
لابد من التصدي بقوانين حازمة ، فقد طف الصاع ، والخوف كله الآن أن يشتد الخرق على الراقع !
في بعض الدول القراءة منهج ، وهنا قصور ثقافة لا نسمع لها حسًا ولاخبرًا ، إلا من فعاليات روتينية تسد خانات وهمية و تكبد البلد مبالغ طائلة ، من دون مردود ثقافي حقيقي ، يسمو بالهوية والقيم ، والعجيب تلك المباني الفاخرة !
اختلط الحابل بالنابل ، وعلى الدولة فض الاشتباك ، فمصر أكبر من أن يتصدر مشهدها الفني والثقافي معدومي الفن الهادف والثقافة الناجزة !
حفظ الله مصر بعقول مثقفيها ، ووقاها شر العجول الهائجة .


















