حوار مع البطلة رحمة خالد و والدتها عن الإرادة و الهمة
حوار / زينب فتحي
حواري اليوم مع شخصيتين مؤثرتين ليس بالمجتمع المصري بحسب بل في العالم أجمع فحينما نتحدث عن الإرادة،التحدي، العزيمة، القدرة الفائقة لابد من حضور الجميلة رحمة خالد ذات الثلاث وعشرون عاما أول مذيعة مصابة بمتلازمة داون.
مما جعلها صاحبة القدرات الفائقة فلقبت بالمرأة الأكثر تأثيرا لعام ٢٠١٥ والفتاة الأصغر سنا في قائمة النساء المصريات المميزات ..
بالإضافة إلى ثراء مجالها الرياضي إذ حصدت ألقابا وطنية وأوليمبية وعالمية في رياضتي السباحة والتنس. وأصبحت الآن تعمل على توعية المجتمع ومساندة الأسر مما لديهم أولاد متلازمة داون.....
وجدير بالذكر المرأة القوية صاحبة العزيمة والإصرار فخر للنساء المصريات في العالم أجمع أستاذة أمل عطيفة والدة رحمة أخصائي التخاطب وأم لأثنين من الأبناء غير رحمة....
سعدت بالحوار معهم وكانت البداية بسؤال رحمة :
بالرغم من صغر سنك إلا أنك حققتي بطولات في المجال الرياضي وكل نجاح خلفه كواليس من التعب والمجهود ممكن نعرف عدد ساعات تمريناتك؟
بتمرن كل يوم لمدة ساعتين صباحا سباحة وبتمرن ثلاثة أيام في الأسبوع فتنس.
هل دخولك لمعهد سياحة وفنادق حب للمجال؟
لا أنا كنت أتمنى دخول ثانوي عام لألتحق بجامعة إعلام لكن للأسف كان المتاح آنذاك سياحة وفنادق فقط.
ماهي وظيفتك الحالية؟
أعمل متحدث رسمي بإسم الجمعية المصرية لمتحدي الإعاقة الفكرية رعاية بشجع قطاع الأعمال يشغلوا النسبة 5% من ذوي الإعاقة...وأعمل مذيعة بقناة دي ام سي.
إحكي لنا عن تجربتك كعارضة أزياء؟
الموضوع كان صدفة لكنني أحببته جدا ومازلت أعمل به إلى الآن وأتمنى الإستمرار.
سطع سماكي الإعلامي مؤخرا لتصبحي أول مذيعة إحكي لنا عن تجربتك ومن شجعك في هذا المجال؟
إني أكون مذيعة كانت أمنيتي فاشتغلت على نفسي كتير بالقراءة المستمرة وأخذت دورات أهمها دورة لمدة سنة ونصف مع أستاذ ماهر مصطفى رحمه الله كبير المذيعين وكنت عند أي ظهور بأي برنامج أردد أمنيتي بأن أكون مذيعة إلى أن إستضافني أستاذ رامي رضوان وقال لي إنضمي لأسرة ٨ الصبح وبدأنا واكتشفني الأستاذ هشام سليمان ودائما يشجعني ويردد علي شاطرة هتقدري وأكثر من يشجعني زملائي رامي رضوان وآية جمال وداليا أشرف دائما نراجع سويا الاسكريبت ودائما يقولوا لي برافوعليكي وفيه أحسن مما أعطاني الاستمرارية. بالإضافة إلى تشجيع مامتي المستمر واخواتي وبابا.
سمعت عن حبك للتمثيل هل عندك خطة للدخول بهذا المجال؟
لسه بس إن شاء الله حعمل عليها لأني نفسي أمثل وأغير نظرة المجتمع وأعرف الناس إننا نقدر نعمل حاجات كتير.
ماهو دافعك في عمل صفحة على الفيس بوك..وما هو رد فعل الناس؟
صفحتي الآن بها مائة ألف مشاهد مما يسعدقلبي جداا ويوجد تجاوب من الناس رائع..أساس عمل صفحتي هو توعية أولياء الأمور بقدرات أبنائهم من متلازمة داون وإثبات للناس بقدرتنا على كل شئ فنحن نستطيع أن نطبخ وأن نمسك بالشوكة والسكين. ونقدر يبقى جسمنا رشيق ونبقى شيك ونقدر نتعلم ونعمل حاجات كتير.
ماهي أمنياتك وتتمني تحقيقها؟
نفسي أكون مذيعة مشهورة وممثلةوأتمني يكون فيه دمج أكثر والمجتمع يشعر بحقنا في الحياة وأن القوانين تتفعل لنصبح جزء فعال في المجتمع نساعد وننجح...
سعدت بالحوار معك يارحمة ونكمل باقي الحوار مع أستاذة أمل.
ماهي وظيفة حضرتك الحالية وكم عدد الأبناء؟
حاليا لا اعمل لكنني أخصائية تخاطب لسنة ٢٠١٥ وبعدها قررت التفرغ التام لرحمة ولدي اثنين من الأبناء يكبروا رحمة..
أكيد حضرتك كنتي في تحدي طول الوقت إحنا من الخارج بنشوف الصورة النهائية وتحقيق الإنجاز ونسقف.
إحكي لنا عن الصعوبات وإزاي واجهتي تنمر الناس وعدم فهمهم بمتلازمة داون؟
المشوار كان مش السهل مررنا بمشوار كبير لكي تدخل حضانة ثم مدرسة عادية وكان بيواجهنا رفض على إعتبار أن أصحاب متلازمة داون لايفهمون ولايستطيعون كان طلبي بأنها تلتحق بمدرسة عادية شئ غريب من عشرين سنة فكان كل شئ بنعمله إجتهاد شخصي. وأعتقد أننا حفرنا الطريق لمن بعدنا كنت أشتري كتب من الخارج لكي أتوصل لأي معلومة فالأمر ليس كما الآن كله متاح عبر الإنترنت كنت أتضايق كثيرا حينما أري شخص متلازم داون كبير لايستطيع القراءة والكتابة والاعتماد على نفسه مما زاد إصراري على النجاح برحمة أما بالنسبة لتنمر الناس كنت بقابله بصدر رحب و بحاول دائما أفهمهم وأساعدهم على كيفية التعامل لم أغضب لمعرفتي بجهل الناس فكنت أعذرهم في البداية أردت أن أثبت أنني بحكم عملي حينما أطلب من ولي أمر شئ لا يوجد صعب أو مستحيل بالإضافة إلى وجود ناتج مبهر نتيجة التعاون بين المركز والأم فالمركز يعطيكي طريقة التعامل ولابد من أن تكون الأم مهتمة.
هل مريتي بفترات يأس وقولتي كفاية مش حكمل ؟
الحمد لله لم يحدث لحظات يأس لأن أهدافي كانت صغيرة فكان هدفي الرئيسي أن تتعامل رحمة مثل بقية أخواتها لكنها كانت دائما تفاجئني بتفوقها وإصرارها فذات مرة وهي بالمرحلة الإعدادية بدون نظام الدمج وكان لديها بطولة عالمية لابد من تمرينات مكثفة ومذاكرة كثيرة فشعرت بضغط كبير جدا فقولت لها أننا بعد الإعدادية نكتفي ونترك التعليم ونركز في الرياضة ففاجئتني بردها هل التعليم بيخلص عند الاعدادية وفوجئت بمديرة مدرستها تقنعني بأن رحمة تكمل تعليمها وهذه رغبة منها ففي هذا الوقت شعرت أن رحمة هي من أخذت بيدي.
واضح إن حضرتك بتبذلي مجهود شاق إزاي بتقدري تنظمي وقتك مابين يوم رحمة المزدحم بالأنشطة ومسئولياتك المنزلية وبقية أخواتها؟
لأنني أخصائية تخاطب فأنا على علم بمدى أهمية كل شئ أقدمه لرحمة فمنذ ولادتها وأنا عاهدت الله أن أعامل رحمة كأخواتها لم ينقص منها شئ. كنت أعمل من أجل إعطائها حقها في الحياة من أن تتعلم وتتدرب وتلبس لم أطمح في أن تكون بطلة أو مميزة كنت أطالب بحقها كإنسان حيث كان الناس يجهلون هذا الحق بحجة أنها لا تقدر لاتستطيع لا لا وكثير من لا..ربنا سبحانه وتعالى دائما بجانبي ويساعدني ورحمة كانت بإنجازاتها تمنحني طاقة علي الإستمرار وكل الأسرة باباها كان بيضحي بأشياء كثيرة كنا نأخذ من وقته الكثير ونتركه كثيرا لظروف السفر وهو كان دائما يحاول التفرغ لنا وأخواتها دائما يدعموها ويرددوا بفخرهم بها.
أنا بعتبر إن متلازمة داون نعمة ربنا بينعم بيها على أسرتهم فهم رحمة من الله تجد معهم الحب والخير.
إحساسك بعد ما أثبتي للعالم إنه لايوجد فرق بينهم وبين أي إنسان؟
أول ما عرفنا إنها متلازمة داون وقت الولادة سميناها رحمة لإحساسنا بأنها رحمة لنا في الدنيا ورحمة في الآخرة بإذن الله فعلا كل شئ جميل يمتلكونه فلديهم حب وشفافية إحساس كبير أنا فخورة برحمة وإصرارها على النجاح ومتأكدة بأنها مازالت تملك الكثيروالكثير رحمة الآن هي من تعطيني الطاقة وكل يوم تثبت إني كنت على صواب في وقت كان الجميع يتهمني بأنني أسعى للمستحيل ولكنني تعلمت من رحمة بأن لا مستحيل مادمنا على قيد الحياة وفخورة جدا بأنني مصرية ونعتبر الأسبق على مستوى الدول العربية والكل يقتدي بنا ويشيدون بظهور أول مذيعة متلازمة داون في مصر وسعيدة بتقبل الإعلام وسعيدة جدا لأن رحمة تمشي بخطوات ثابتة لتحقيق أحلامها ..
ففي سنة ٢٠١٨ قامت بتجربة تحدثت فيها عن نفسها واحلامها وقالت أن لديها طموحات وأحلام أولها أن تصبح مذيعة فلم ينتهي العام وقد حققت أمنيتها فكل سنة نحاول نحقق حلم من أحلامها ودائما أنظر لإنجازاتنا أجدها في أزدياد الحمدلله.
حضرتك فخر للمرأة في العالم كله بعد مرور الوقت ونبوغ رحمة وتألقها ونجاحها وإثبات إن أصحاب متلازمة داون لديهم قدرات فائقة ونجاحك في تغيير نظرة المجتمع...
وجهي كلمة للأمهات؟
أحب أقول لكل أم إكتشفي ابنك بيحب إيه ؟ مهم جدا ..
ذات مرة كنت أتحدث مع رحمة وأقول لها نفسي تعملي كذا ابهرتني بردها قائلة من حقك يا ماما تعملي اللي نفسك فيه لكن عليكي أن تسأليني ما هو الذي أريد أن أفعله أنا..
فهي دائما تحب أن تحقق أهدافها وعليكي كأم تشجيع أبنك على تحقيق مايتمنى ولاتستهيني به فلديهم قدرات فائقة نجهلها نحن...
وفي النهاية أشكر حضرتك أستاذة أمل عنوان قوة وإرادة المرأة المصرية.
وأشكرك يارحمة إنك صحيتي العالم من غفوته وأثبتي بالفعل أنكم أصحاب قدرات فائقة...سعدت بالحوار معكم
