أكلوا جيري... ظهرت كورونا
بقلم : مصطفى كمال الأمير
على مدار التاريخ أكل الإنسان البشري كل شيء تقريبًا يمشي علي الأرض من الحيوانات أو يطير في السماء من الطيور أو يسبح في الماء من الأسماك
حتى إنه أكل الديدان والقرود والحشرات كالجراد مثلًا في بعض الدول حول العالم.
كان الحيوان الوحيد الذي لم يأكله الإنسان ربما هى الفئران أو الجرذان ، وهو ما حدث مؤخراً في الصين حيث يأكلون كل شيء يتحرك علي الأرض أو في السماء، حتى أكلوا الخفافيش وأكلة النمل والجرذان الفئران مما كان سبباً في ظهور فيروس كورونا القاتل.
الفئران كانت سببا أساسيًا في وفاة الملايين من البشر بسبب مرض الطاعون القاتل الذي اهلك الكثير من الأمم والجيوش البرية والبحرية بعد تفشيه وانتشاره بين الجنود بسبب تلوث الطعام والغذاء ومحاصيل الحبوب.
لا تخاف المرأة من أي شيء في العالم أكثر من خوفها من الصرصور والفأر وتصاب بالهلع والذعر عند مجرد مرور خيال هذا الحيوان الصغير الذي أفلت من الفناء والانقراض رغم وجوده في عصور سحيقة فيما قبل وجود الديناصورات ثم انقراضها وبقاء الفئران في عالمنا بدون فائدة أو منفعة ظاهرة للإنسان أو للمخلوقات الأخرى سوى كونها فئران للتجارب في المعامل أو طعاما للقطط والأفاعي والزواحف والثعالب والطيور الجارة.
الفأر Mus) Mouse) هو حيوان من الثدييات فصيلة القوارض. النوع الشائع له في العالم هو فأر المنازل. الفئران بكل أنواعها تعيش بالقرب من بيئة البشر. ألوان معظمها بين البني والأسود والرمادي والأبيض في حين تتعدد ألوان فئران المختبرات. الفئران حيوانات نباتية ولكنها عملياً تلتهم كل شيء تقريباً من أخشاب وأوراق ولحوم وحتى جثث الفئران الأخرى.
تنشط الفئران ليلاً ولديها حاسة شم متطورة تساعدها في البحث عن الغذاء. يعيش الفأر حوالي ثلاث سنوات لكنه بسبب أعدائه الكثر قلما يفلح بالوصول لهذا العمر سالماً، فغالباً ما يقع فريسة للقطط والكلاب البرية والثعالب والثعابين والبوم ناهيك عن البشر الذين يكافحونه بلا هوادة.
هناك 38 نوعاً مختلفة الأحجام منها في المنازل والمزارع والمجارير ويمكن تربية بعض الفئران كحيوانات أليفة cavia ولكنها تحتاج إلى عناية خاصة من ناحية النظافة اليومية.
ورغم حرص كل الحضارات القديمة بكل قارات العالم علي توثيق وتدوين وكتابة تاريخها علي جدران المعابد والتماثيل والآثار لكل الحيوانات والطيور مثلًا إلا أننا لا نجد أبدًا أي رسوم أو آثار عن الفئران في حضارات العراق السومرية و البابلية والآشورية وحضارة مصر الفرعونية والقبطية والحضارة الإغريقية أو الهندوسية بالهند أو حتى الحضارات الأخرى العديدة في قارة آسيا وأمريكا الجنوبية.
ومن العجيب كذلك أنه رغم ذكر الكثير من المخلوقات حتي الخنزير نفسه في الكتب المقدسة وفي القرآن الكريم إلا انه لم يرد ذكر الفئران بأي صورة من الصور سواء بالتلميح أو بالاسم وكانت هوليود في أمريكا هي الوحيدة التي اخترعت الشخصية الكرتونية ميكي ماوس الشهيرة التي تربى عليها الكثير من أجيال الأطفال وحتي الكبار منذ مائة عام تقريبًا، فهي الوحيدة التي مجدت للفأرة ميكي وميني وسلسلة القط توم والفأرة جيري أيضاً التي روجت لمدى ذكاء الفار الصغير جيري
وتغلبه علي غريمه التقليدي التاريخي وصديقه اللدود القط توم.
وتعتبر فئران التجارب من أهم وسائل البحث العلمي والطبي والتي يتم إجراء التجارب عليها قبل استعمال أي دواء للإنسان وذلك بسبب أن هناك بعض التشابه بينها وبين الإنسان في تشريح الأعضاء والوظائف والحيوية.
وأشهر من استخدم لفظ الجرذان كان هو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أطلقه علي الثوار في مدينة بنغازي قبل تمكنهم من قتله بمساعدة الناتو مع أبنائه خميس والمعتصم وسيف العرب.
كل ما أود قوله باختصار أن الفئران ليست صديقة للإنسان بل تهدد بقاءه وحياته لذا فأنه كما يجب علينا المكافحة والقضاء تمامًا علي الفئران الضارة المؤذية التي تهدد حياتنا.
كما يجب علينا أيضًا أن لا نكون في عالمنا الحديث مجرد فئران للتجارب يتم إبقاءها علي قيد الحياة من كل قوى الشر والدول الاستعمارية الكبري فقط لتجربتها عند الحاجة علي كل أنواع الأسلحة الفتاكة والسموم القاتلة.


















