اكتشاف المواهب ومسئولية تمنيتها
بقلم : م.أشرف الكرم
منذ زمن بعيد ، وأنا أقرأ عن كيفية اكتشاف المواهب في الأطفال صغاراً في بلاد الغرب والشرق من البلدان التي تقدمت وتفوقت بأبنائها ومواهبهم التي أسهمت في بناء تلك البلدان وصعود أسهمها العلمية والتقنية والإبداعية عمومًا.
وكنت كثيرًا ما ألتمس العذر لوطني ولمجتمعي بأن قلة ذات اليد وعدم توفر الإمكانات هي التي تحول دون اجتيازنا جدار النجاح في هذا المضمار الذي نحتاجه بشدة ، مضمار اكتشاف مواهب أبنائنا في طور التنشئة وهم صغار.
وأؤمن كثيراً بأن الله قد أعطى كل إنسان موهبة وإبداعاً في مجالٍ ما، سواءًا فكريًا أو فنيًا أو أدبيًا أو غير ذلك، ويكون على الكبار متابعة صغارهم واستكشاف تلك المواهب وسبر أغوار الصغار لإلتقاط التميز الموجود داخل أطفالهم، وتنمية تلك المواهب وصقلها وتقديمها للوطن تبني وتقوي دعائمه كقوة ناعمة فاعلة ومضيفة.
وفي الحقيقة لقد أجهدت نفسي كثيراً كي أصل إلى اكتشاف مواهب وقدرات أبنائي في صغرهم ،وتابعت معهم بشكل فردي ولكن دون جدوى تذكر، إذ أن الجهد الفردي في ذلك المجال يظل محدودًا ومحصوراً في إمكانيات فردٍ ليس بمقدوره الكثير، وظللت أشعر بأهمية تواجد مؤسسات وهيئات تقوم استكشاف تلك القدرات المدفونة داخل أطفالنا دون استثناء ، والتي علينا جميعاً استخراجها و تنميتها للإبداع بها، مما يقلل فرص انتشار الأفكار الشاذة والهدامة فيهم، وينأى بنا عن تغلغل الفنون الهابطة التي تنتشر في ربوع الوطن.
وفي ذلك المضمار وجدت محاولة أرجو لها النجاح في أحد نوادي مصرنا الغالية ـ نادي مدينة أكتوبر ـ والذي بدأ محاولةً جادة في ذلك بإعلانه فتح باب التقدم للأطفال بهدف اكتشاف مواهب التمثيل المسرحي لهم ، في مبادرة أراها مهمة وإيجابية وأتمنى معها النجاح في تنمية مواهب الموهوبين واستخراج الخصائص المميزة للأطفال في سنيّ الطفولة المبكرة.
وأدعو جميع مؤسسات الدولة ممثلةً في دور الثقافة و هيئات الفنون، وكذلك وزارة التربية والتعليم في مدارسنا الإبتدائية، وكل هيئات المجتمع المدني، أن تقوم بواجبها الوطني إزاء اكتشاف تلك المواهب وتنميتها وتقديمها لوطننا الذي سينتفع بها لامحالة.
إن وطنًا يزخر بثروته البشرية مثل وطننا الغالي، لحريٌ بأبنائه و مؤسساته وهيئاته، أن يهبوا منتبهين تجاه ضرورة اكتشاف قدرات الأطفال ومواهبهم، وأن يفتحوا لهم قنوات تنمية تلك الإمكانات لنفع الوطن الذي يحتاج منا بناءه.


















