عذاب الكتابة
بقلم : د.أحمد سماحة
أن تكتب يعني أن تدفع بما تريد أن تقول إلى الداخل وتظهر مالا تريد أن تقول على الورق ، يعني أن تبرر فأنت دائمًا في موقع الدفاع ، تدافع عن وجودك ، عن تصرفاتك عن ثقافتك ، عن شهيقك وزفيرك. تعلم أن هناك من لا يقرأ منقبًا عن فكرة جيدة أو معرفة ولكن عن خطأ ما، يصلبك عليه.
تاريخ طويل من العذاب هي الكتابة تتمنى أن تتحول إلى نص نص هو سيرتك التي تغلق بنهايتها قوس حضورك لتضع القلم في متحف النفايات..وتدخل غرفة قهرك التي ملأتها بالأوراق والتواريخ الحزينة والانكسارات تتذكر ما شاء لك عقلك من أشخاص وأقوال.. لاحب يومض ولا تاريخ امتك يضيء بشارات النصر وبشارات الزمن المقبل. فلاحب يقدر على الحياة في زمن الرعب، والبؤس. ولا التاريخ يضيء لمن هم خلف جدار الحياة.
كتب الحب وصيته ورحل ، اغلق قوس سيرته في حياتنا أصبح نصًا تستجربه قصائد الشعر الزائفة، والمسلسلات التليفزيونية المتخلفة عن ايقاع العصر الذي تعيشه ، وتوقف التاريخ عند حضارة بيننا وبينها ما يزيد عن الألف عام.
أن تكتب يعني أن تفتش في رأسك وأن تحرك أحداقك في كل اتجاه تأخذك اللحظة إلى ملايين الأحداث ليبقى الزمن أسطوريًا لا قبل ل كبه ، تخدعك عقارب الساعة وتخدعك الكلمات وعليك أن تقول ماذا تقول؟ تسأل نفسك لا إجابة تلمك المعرفة ولكنك تشقى بها تشوى بنيرانها رويدًا رويدًا.
في لوحة الوعي ثمة شعار يتكون سأفعل كل شيء في الزمن القادم ! أي زمن قادم لا تعرف ! تخدع قلمك وتخدع ذاتك وتكتب.. هل سيقرأ خائف أو جائع أو مقهور ما ستكتب؟ هل يمكن تدفع رجلًا يبحث عن قوت أولاده أن يذهب ليشاهد فيلمًا أو معرضًا أو يشتري كتابًا أو حتى جريدة؟ هذا هو عذاب الكتابة، الداء الذي ينال منا فتغفل عما يريد إلى مالا نريد.


















