( مصر علي مر العصور) مصر الطولونية
ثورة العباس بن أحمد بن طولون"
خرج أحمد بن طولون إلى بلاد الشام في شعبان 264هـ، واستخلف ابنه العباس على مصر، وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي وزيرًا له، لكن بطانة السوء أشارت على العباس إعلان العصيان على أبيه، والقبض على الواسطي الذي أرسل لابن طولون يُخبره بما يحدث،
ولما عاد ابن طولون إلى مصر قبض على ابنه، و وضعه في السجن حتى مات في عهد أخيه خمارويه بن أحمد بن طولون.
بعد عقد الصلح بين ابن طولون والموفق، زحف ابن طولون ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج متراكماً، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث قابل وجه كريم في (10 من ذي القعدة 270 هـ = 10 من مايو 883 م).
وعندما توفي ابن طولون فى شهر مايو 884، أغار الموفَّق بالله ولى العهد العباسى على الشام للقضاء على الدولة الطولونية وبالفعل استولى عليها ووصل حتى الحدود المصرية لكن خمارويه بن أحمد بن طولون تصدى له واستطاع استعادة ما استولى عليه الخليفة، فانتزع من الخلافة العباسية اعترافًا له بحكم مصر هو وأولاده لمدة ثلاثين عاماً.
إذ اضطرَّت دولةإ الخلافة إ لى عقد مُعاهدة صُلح مع خمارويه ضمنت للدولة الطولونيَّة حُكم مصر والشَّام مُقابل الجزية ،
تمكن خمارويه (884-895 م) من انتزاع الاعتراف باستقلال حكمه في مصر والشام، حيث تصاهر مع العباسيين عندما زوج ابنته للخليفة المعتضد.
و لكن خمارويه قد بدد كل ما تركه أبوه من ثروة تكفى مصر الحاجة وقت الشدة، و تمادى فى تصرفاته الشاذة وأوامره المنافية للأداب حتى كرهه خدمه وكرهته جواريه، ومات على يد أحدهم بالشام سنة 282 بعد 12 عاما قضاها فى الحكم،
ثم تعاقب على حكم مصر من بيت طولون ثلاثة هم أبو العساكر جيش الذى حكم سنتين وانتهى حكمه بخلعه وسجنه ثم أخيه الأصغر أبى موسى هارون ثم شيبان بن أحمد ابن طولون الذى انتهت على يده الدوله الطولونية بحريق عاصمتها.
بدأت الدولة تتهاوى في عهد ابنه هارون (896-904 م)، إذ كانت الصراعات مع القرامطة قد أنهكتها. سنة 905 م ،
عادت «مصر» والشام ولايتين تابعتين للخلافة العباسية بعد انتهاء الدولة الطولونية، وظلتا كذلك إحدى وثلاثين سنة، حتى قامت دولة الإخشيديين، فاستقلت بهما من جديد، وتولَّى «مصر» خلال هذه الفترة «محمد بن سليمان»، وبقى عليها أربعة أشهر، ثم خلفه عليها «عيسى النوشرى» ((292 – 297، ومن بعده «أبو منصور تكين» (297 – 302هـ)، وظلت «مصر» دون تطور ملموس فى الفترة ما بين حكم الطولونيين، وحكم الإخشيديين الذين ما إن تولوا حكم «مصر» والشام حتى دخلت البلاد فى دور جديد من أدوار التقدم والعمران.
" مظاهر حضارة الدولة الطولونية في مصر "
حكمت الدولة الطولونية قرابة ثمانٍ وثلاثين سنة، انتعشت فيها البلاد،واستردت قوتها وعظمتها، وراجت التجارة ونشطت الزراعة والصناعة، وقوى الجيش وأُنشئ له أسطول بحرى، فأصبحت الدولة الطولونية إمبراطورية تمتد من «العراق» إلى بلاد «برقة» بما فى ذلك «آسيا الصغرى» و «الشام» و «فلسطين»،
وكان عهد نهضة بفنون العمارة والزخرفة والنقش، كما كان عهد سلام ورخاء وعناية بالمرضى والضعفاء، وفيه نال العلم والعلماء تشجيعًا جعل «المقريزى» يذكر فى خططه عن القاضى «أبى عمرو النابلسى»، أنه رأى كتابًا لا يقل فى حجمه عن اثنتى عشرة كراسة، يحوى فهرست شعراء «أحمد بن طولون»، فإذا كانت أسماء الشعراء فى اثنتى عشرة كراسة، فكم يكون شعرهم؟.
ما دفع الشعراء – بعد ذلك إلي رثاء هذه الأسرة، وتذكر أيامها بالحزن والألم والحسرة،
فقد وضعت حقاً الأساس لمدنيات الأسر التى تلتها فى حكم «مصر»، خاصة المماليك والفاطميين.
*خلفت الدولة الطولونية عددًا من أهم مظاهر الحضارة العمرانية، مثل:
"مسجد أحمد بن طولون"
بنى الجامع من الآجر الأحمر بناء على طلب ابن طولون الذي كان يخطط لبناء مسجد لا تأتي عليه النيران أو تهدمه مياه الفيضان.
"مدينة القطائع"
أسسها أحمد بن طولون سنة 256 هـ/ 870 م على جبل يشكر بين الفسطاط وتلال المقطم.
"القناطر"
بُنيت القناطر في الجنوب الشرقي من المدينة في عهد أحمد بن طولون، وتقع في منطقة البساتين بحي مصر القديمة بمدينة القاهرة، ولم يتبق من هذه القناطر سوى برج المأخذ، وهو أكثر الأجزاء الباقية تماسكًا.
للحديث بقيه


















