انحراف الميول الرياضية عن مسارها ونصابها قد يقود إلى عواقب وخيمة
بقلم : طارق فتحي السعدني
باتت لعبة كرة القدم من الأنشطة الرياضية الحيوية ومظهر من مظاهر الرقي المجتمعي والحضاري, متى التزمت عشقها بآدابها ،
كنا في الماضي نري مظاهر الفرح من عيون مترقبة وأعصاب مشدودة صراخ وحماسة قد تصل الى درجة القفز والرقص، ذلك ما عهدنا رؤيته داخل و خلف مدرجات ملاعب كرة القدم، وفي المقاهي عند حضور المباريات، وما إن يفوز أحد الفرق حتى تظهر مراسم الاحتفال بتزيين السيارات، والتهليل بشعارات النادي الرابح في أرجاء المدينة. تلك هي مظاهر الفرح التي تبديها غالبية جماهير كرة القدم ,
لكن للأسف انحرفت الأهداف والميول الرياضية عن مسارها ونصابها، وبلغت ما بلغته الآن من مآس وأحزان وتعصب مقيت قتل ووأد الفرحة في مهدها , ففرح كل مشجعي فريق بفوز فريقهم يعد أمرا مقبولا ومستساغا، لكن أن يتطور الأمر إلى مظاهر مقيتة كالشتم، والسباب، والضرب، والتحشيد الطائفي والعرقي،
كل هذه مفرزات سيئة، للتعصب الرياضي، تخرج التنافس الرياضي، عن روحه الرياضية السمحة المشروعة، تتسب في انقلاب أفراح اللعب، والتنافس، إلى مآس، ومصائب تتقطع معها المودات، وتكثر من خلالها العداوات، فتمتد الأيدي نحو بعضها، وتتعارك الألسن، وتنثر البغضاء بذورها الخبيثة، تلك الروح التي تذيد سحب دخان العداوة , فكل هذه المظاهر لا تمت للروح الرياضية العالية الرفيعة بصلة، وتبعد الرياضة أصلا عن هدفها الحقيقي هدفا لها،.
بكل بساطة يمكن تجنب كل ذلك بالوعي، والتثقيف الإعلامي، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ، وكلما كان مشجعوا الفريقان على درجة من الوعي بأخلاقيات التنافس الرياضي فإن الرياضة حينها تكون أكثر متعة وأكثر جمالا، تتوثق بها العرى، ويقوى نسيج الترابط الاجتماعي والوئام، فتكون الرياضة محطة للتلاقي والتعارف، أكثر منها محطة للتنافس والصراع والتعصب.
فواجب أصحاب الفرق الرياضية، توعية مشجعيهم بأخلاق التنافس الرياضي، والروح الرياضية العالية
من خلال مقالي ووجهة نظري المتواضعة أطالب القائمين علي لإدارة اللعبة ومسئولي الأندية وجماهيرها قليلا من التعقل والاتزان يا عشاق الساحرة المستديرة، فقد وجدت الرياضة للترفيه والمتعة والمحافظة على الصحة وليس لأجل السباب والصراخ والقيل والقال وكثرة السؤال.


















