مناقب سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه
مناقب وفضائل الصحب الكرام ( سيدنا أبو بكر - 2) ومن هذا البيت العامر بالإيمان خرجت سيدتنا عائشة بنت الصديق - رضي الله عنها - وفيه ترعرعت على يد والدها، فقد كان صوَّامًا قوامًا، وإذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، في يوم واحد تبع جنازة، وأطعم مسكينًا، وعاد مريضًا، وهو أول مَن أوذي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندما تعرض سفهاءُ قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالبيت وآذَوْه، فلم يطق سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه - ذلك، ودخل يدفع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يضربون سيدنا أبا بكر، حتى ضربه عتبة بن ربيعة بنعلين مخصوفتين على وجهه، حتى ما يُعرَف أنفُ أبي بكر من وجهه ؛ من كثرة الدم وحلَف بنو تيم - قوم أبي بكر - إن مات ليقتلُنَّ به عتبة بن ربيعة، فلما أفاق أبو بكر - وكان مغشيًّا عليه، فحمله أهله إلى البيت - كان أول ما قال : ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ وأبى أن يأكل أو يشرب ، حتى يحملوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليطمئن عليه. أعتق رضي الله عنه عشرين من الصحابة الكرام من ربقة العبودية، الذين كانوا يعذَّبون بأشد أنواع العذاب وأقساه، وأنفق في ذلك أربعين ألف دينار قال له - صلى الله عليه وسلم -: ( يا أبا بكر، إن بلالاً يعذَّب في الله ) فعرف سيدنا أبو بكر الذي يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانصرف إلى منزله، فأخذ رطلاً من ذهب، فاشتراه فأعتقه، ولرأفته - رضي الله عنه - كان يُسمى " الأوَّاه ". وفي الهجرة، تقول سيدتنا عائشة - رضي الله عنها -: بينما نحن جلوس يومًا في حرِّ الظهيرة، وإذ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها أبدًا، فيقول أبو بكر: فداء له أبي وأمي، ما جاء إلا لأمر، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس على سرير أبي بكر، وقال: ( أخرِجْ مَن عندك يا أبا بكر )، قال : إنما هم أهلُك ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال : ( فإن الله قد أذِنَ لي في الهجرة ) قال سيدنا أبو بكر وهو يبكي من الفرح: الصحبةَ يا رسول الله، قال : ( الصحبة يا أبا بكر)، قالت سيدتنا عائشة: فوالله، ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرح ، حتى رأيت أبي يومئذٍ يبكي من الفرح وفي جبل أجرد، في غارٍ قفرٍ مخوف، فبلغ الروعُ صاحبَه، فقال : يا رسول الله، والله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو واثق بربه: ( يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما ؟ ! ) ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينًا أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - وحينًا خلفه ، وحينًا عن يمينه ، وحينًا عن شماله. رضي الله تعالى عنه وأرضاه
⇧


















