×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

شريف التازي يكتب : إشاعات..... إشاعات

شريف التازي يكتب : إشاعات..... إشاعات
شريف التازي يكتب : إشاعات..... إشاعات

بقلم : شريف التازي 

لعل من أبرز سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي الآن  الشائعات أو بمعنى أدق تسهيل ترويج الشائعات ، ولعلنا في البداية نود التعريف بمعنى كلمه ( شائعه ).

الشائعة : هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظنـًا منهم على صحتها .

دائمًا ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين ، وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار . وتمثل هذه الشائعات جُزءًا كبيرًا من المعلومات التي نتعامل معها.في إحصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلنا من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من متناولي المعلومة. 

الهدف من الشائعة:

قد يكون هدفًا ربحي مثلما يروج التجار بمعاونه مروجين لهم عن اختفاء سلعه ما مثل السكر بالسوق قريبًا ، فيبدأ الناس بشراء السلعة بكميات كبيره ومن ثم يزيد الطلب ، ومن ثم يزيد السعر ومن ثم يحقق التجار منفعتهم بتحقيق ثروات باهظه كان أساسها تزييف للواقع والضحية هي المستهلك الذى في نفس الوقت هو من ساعد على انتشار تلك الشائعة .

وقد يكون الهدف سياسي : مثل الترويج لشائعه أن (مونيكا ) استغلت علاقتها بـ (بكلينتون ) وسربت معلومات دقيقه عن خطه الحرب في العراق ...فبكل تأكيد سوف يستفيد منافسه في الانتخابات بتلك الشائعة حال أن يصدقها البعض أو على الأقل تضعف من شعبيته بنسبه كبيره والنتيجة قد يتولى من لا يصلح مكان الرجل للحكم والقيادة.

وقد يكون الهدف تجارى : مثل أن تشاع صور بأن منتج بطاطس معبأة وجد أحد الأطفال بداخله (ذيل فأر ) ومن ثم يسقط هذا المنتج تجاريًا ويقل الشراء والطلب عليه مقابل زياده الطلب على المنتج المنافس له وللأسف قد يكون في حقيقه الأمر أن المنتج التي تم حوله إثاره الشائعة أفضل جودة في الحقيقة.

لقد استغل الشائعات وترويجها الكثيرون في الفترة الماضية في أهداف عديدة وقد يصل الأمر إلى إسقاط الدول من قبل محاربيها وأعدائها ، فلقد بات أمر الحرب المباشرة في حقيقته مجالًا لا تود الدول اللجوء له لما فيه من خسائر بالأرواح والسلاح وغير مضمون نتائجه ، أما الحرب الباردة هي الملاذ الآمن والسهل والتي يتفرع منها ما يسمى بحرب العقول وتدمير المجتمع فكريًا ولعل من أهم فروع تلك الحرب هي ( إثاره الشائعات ) خاصة وأن أهم العوامل أصبحت متوفرة وبالأخص في مجتمعنا العربي. 

تداول الشائعات عن أخبار الفنانين مثل أخبار الموت أو المرض أو الزواج ، ونسينا أن هذا الفنان له أسرة وأصدقاء وأقارب قد يثير ترويج تلك الشائعات انفعالهم وغضبهم بل وقد يؤثر سلبًا على صحه هذا الفنان لو كان في مراحل عمر متقدمة أو أنه مريض فعلًا، فيزداد ذلك من سوء حالته الصحية.

ولقد استغلت المنظمات العدائية لفكره الدولة الشائعات خير استغلال مستخدمين التواصل الاجتماعي الإلكتروني وشبكاته وعلى رأسهم جماعه الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر، ومن منا لا يذكر شائعه أن الدولار سوف يصل إلى 200جنيه، وشائعه أن العاصمة الإدارية مشروع وهمى والكثير والكثير...

ولعل في آخر الأحداث شائعه انتشار مرض "كورونا في مصر " ومع الأسف إن مروجي الشائعات في الكثير من الحالات هم أشخاص عاديين ليس لهم توجه عدائي مع الدولة وهذا هو الأخطر من وجهه نظري لأن هذه هي الشريحة الأكبر ومن ثم سوف يكون تصديقها أسرع ...ولكن ما النتيجة دعونا ننظر إلى عدة دول وضعت مصر على قوائم الدول المحظور قدوم طائرات منها والتشديد على التأشيرات منها، لقد كنا السبب في إلحاق الضرر بسمعه بلادنا بغير حق ..أليس المستفيد من ذلك هم أعداء البلاد ولكن بأيدي أبناء الوطن!

ماهي الحلول للتعامل مع الشائعات؟ 

دور الدولة : 

على الدولة السعي لبناء جسر الثقة مع المواطن وتعزيز ذلك وإشعاره بالمشاركة في القرارات ، فلا يمنع من استغلال أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي للمراسلة فورًا مع المسئولين بالدولة حال رأوا  شيئًا مخالفًا بالشارع وتصويره وتسجيله ، ولا يمنع من تفعيل خطوط الشكاوى الفعالة مع المواطن.

المنابر الإعلامية : 

لابد أن تتولى المنابر الإعلامية أي حدث سريعًا وبالتوثيق ، وعلى الدولة التعاون السريع مع الوسائل الإعلامية لتوثيق الأحداث على طبيعتها وحقيقتها وفى أسرع وقت للتصدي للشائعات لأن الوقت كلما زاد كلما كان تخوف المواطن من الشائعة أكثر وبالتالي ترويج الأخبار الكاذبة حولها أكبر. 

الوعي الاجتماعي حول نتائج الشائعات :

على الإعلام نشر النتائج السلبية لترويج الشائعات وترسيخ فكره أن المتضرر الأول من ترويج الشائعة هو المواطن نفسه فمثلًا حال الترويج لشائعه أن كيلو الليمون وصل إلى 120 جنيه ، فبكل تأكيد سوف يستغل التجار تلك الشائعة ويبيعونه بالفعل بهذا السعر والمتضرر هنا هو المواطن.

المسئولية المجتمعية :

علينا جميعًا ألا نقوم بنشر خبر أو معلومة قبل التأكد من مصدرها بل وأنه حتى في بعض الأحيان أن نتأكد من مصدرها ، وإن كان في نشرها ضرر على المجتمع فلنتوقف عن النشر لأنه في النهاية مسئوليه إعلاميه وليست مسئوليتنا.

وأخيرًا هل عانت الأمه الإسلامية من الشائعات في تاريخ الإسلام قديمًا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ 

نعم : ومن منا لا يتذكر حادثه الإفك التي كانت في مجملها نشرًا إعلاميًا بين أوساط المسلمين لأكذوبة كبرى عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ، وكيف كان لترويج تلك الشائعة الأثر النفسي السيء على رسول الله وعلى الأمة الإسلامية حتى إن أعداء الإسلام استغلوا تلك الشائعة ضد الإسلام إلى أن جاءت البراءة من رب العالمين في كتابه العزيز بسوره النور الآية رقم 9 ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ) . والإفك هو أشد الكذب ولاحظ أن القرآن قال ( عصبه منكم ) وهذا ما يحدث اليوم حيث إن مروجي الشائعات مع الأسف هم من بيننا ومن مجتمعنا.

إن لترويج الشائعات أبعادًا دينيه وأخلاقية كما تحدثنا، ولنعلم أننا في النهاية نضر أنفسنا بأيدينا وأكرر على الدولة والإعلام وعلينا جميعًا أن نعيد النظر في كيفية نشر الخبر وتولي مسئوليته وعليك أن تتذكر دومًا أنك المتضرر الأول من الشائعة على الأغلب.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:49 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17