هذا هو الإسلام
كتب : التميمي الحبال
إن الدين الحقيقى هو الإسلام لقول الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وقوله جل وعلا (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه).
إن الإسلام الحقيقي استسلام وطاعة ، وانقياد لله عز وجل ومحبة واتباع واقتداء بسيدنا رسول الله، وحسن خلق وخشوع وخضوع ، وطيب نفس ، وطلاقة وجه فى التعامل مع الناس جميعًا ، ورأفة ورحمة وجمال مع الكون كله ، وبناء وتشييد وحضارة وعمران .
إن الإسلام منهج حياة يعيشه أتباعه فى حركاتهم وسكناتهم وجميع افعالهم ، إن الإسلام دين يدعو إلى الصلاح والإصلاح ، واعمار الدنيا بالدين ، وليس التخريب باسم الدين.
إن الإسلام دين يدعو إلى الرحمة والأمن والاستقرار والأمان والسلام للعالم كله ، حيث يقول ربنا الرحيم مادحًا نبيه الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
إن المتدبر لأركان الإسلام ـ والتى جاءت فى حديث سيدنا جبريل حين سأل النبى عن الإسلام ( أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا) ـ يدرك أنها تسهم فى بناء شخصية سوية ، فحين يعتقد الإنسان بأن الله واحد لا شريك له ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، يسعى بهمه لتحقيق هذه الشهادة ، طاعة ومراقبة لله رب العالمين ، فيلتزم أوامره ، ويتجنب نواهيه،ويقف عند حدوده ، فلا يقصر فيما كلف به ، ولا يطلب ما ليس له،كما أنه يجتهد فى حسن اتباعه للنبى ، ويعامل الناس برأفة ورحمة ولين وتواضع .
إن الصلاة لهي أعظم أركان الإسلام ، تعود ثمارها على العبد ، نهيًا عن الفحشاء والمنكر والبغى، واستقامة على طريق الله ، ويعيش المسلم ويحيى فى سلم وسلام مع نفسه ومع المجتمع كله (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر).
والزكاة من الجوانب الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية ، تهذب النفس من التعلق بالماديات ، حتى إن الإنسان ليدرك أن المال وسيلة ، وليس غاية، كما أنه باب التعاون واالتراحم والشعور بالآخرين ، فالمجتمع المسلم لا يعرف أنانية ولا سلبية .
ديننا يدعو إلى العطاء والبذل ، والتضحية والفداء والإيثار ، لا الأثرية ، ولا الشح ، ولا البخل ، فالمؤمن سمح جواد كريم.
والصيام يضبط أخلاق المسلم ، بدوام مراقبة الله،ويروضه الصبر والتحمل والإرتقاء بالنفس والسمو بها عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، يقول الصادق الأمين (الصوم جنة).
ويقول صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه).
كما أن الصوم يجعل الغنى يشعر بالفقير ، ويسوى بين الجميع ، يمتنعون عن الطعام فى وقت واحد ويفطرون فى موعد واحد.
والحج التزام سلوكى وأخلاقي قبل الحج ، وفى أثنائه ، وبعد الانتهاء من مناسكه ، والحج مؤتمر إسلامي يضم كافة المسلمين من أنحاء العالم ، لا فرق بين عبد ورئيس ولا لأبيض على أسود ،الكل سواسية ، لباس واحد ، منسك واحد .
هكذا كل أركان الإسلام لها ٱثارها التى تعود على المجتمع بالخير ، والأمان ، والسلام ، وهذا هو ديننا دين المحبة والمودة والرأفة والتسامح، دين الخلق ، والأخلاق الحميدة السمحة.
إن رسالة الإسلام لهي رسالة الإنسانية، والحكمة ،والسماح ، والرحمة ، والسعة ، والمرونة ، رسالة تجمع ولا تفرق ، رسالة توحد ولا تشتت ، الإسلام عدل كله ، رحمة كله ، تيسير كله ، إنسانية كله.
