ناس ( تتباس ) وناس ( تنداس )
بقلم : د.محمد بدير الجلب
رئيس المجلس العربي للعلاقات العامة
هناك أشخاص تقابلهم فَتُعجب بهم ، وهناك آخرون تقابلهم فتكره رؤيتهم... أشخاص تسعد لأنك معهم، وتُعْجب بهم من أول تعارف ، وهذا الإعجاب يدفعك للحصول على أرقام جوالاتهم لتقترب منهم أكثر. وهناك آخرون تشقى معهم لدرجة أنك تكره مصاحبتهم أوالعمل معهم وتحذف أرقام هواتفهم ، وتتهرب منهم برغم ثرائهم وخبراتهم وممتلكاتهم ومراكزهم الاجتماعية.
الصنف الأول (ناس تتباس) ، أصحاب الطلة الجميلة، هم هؤلاء الناس الذين يتصفون غالبًا باللطافة والكياسة والتعامل الجميل مع من حولهم.أما الصنف الثاني (ناس تنداس) هم هؤلاء الذين يتصفون بثقل الظل والغلاسة والتعامل الفظ مع من حولهم.
الصنف الأول يمتلك مقومات حب الناس وثقتهم ، فهو شخصية تفكر في إسعاد من حولها، فتجده مديرًا يهتم بموظفيه، وزميلًا يتعاطف مع زميله، ورب أسره يحتضن زوجته وأبنائه ، وصديق تجده وقت الضيق، هو ذلك الشخص الذي يراعي مشاعر الآخرين وأحاسيسهم ومصالحهم ولا يفضل مصلحته الشخصية عن مصلحة الآخرين.
هذا الصنف الأول إذا كان مديرك فأنت محظوظ لأن كرسي الإدارة أو الرئاسة لم يزده إلا تواضعًا وتعاطفًا مع من هم أقل درجة ومرتبة ، وهو ذلك المدير الذي يقاتل الروتين لإعطاء الموظفين حقوقهم المادية والمعنوية، وهو ذلك المدير الذي يرفض وضع أبواب بينه وبين موظفيه ويطبق شعار الأبواب المفتوحه فيقابل موظفيه في كل وقت، ويكون قريبًا منهم في كل ظرف. هو ذلك المدير الذي يغرس الحماس والتحفيز في موظفيه ليصبحوا أكثر نجاحًا.
وإذا كان صديقك فأنت محظوظ في أيام اختفى فيها هذا الحظ ، فلا تفرط فيه مهما حدث، وتمسك به لأنه فصيلة نادرة من البشر ، فهو وفي ، صادق في مشاعره ، يحب نجاحك ، ويحفظ سرك وخصوصياتك، ولا يبخل عليك برأي، ولا يحسدك، تجده بجوارك ساعة الفرح والضيق... ويتمسك بك بصدق ولا يبيعك مهما كان الثمن (إياك أن تخسره لأنك لن تعوضه).
أما الصنف الآخر (ناس تنداس) يعيش في عالم خاص به فقط ، لايرى غير نفسه ولايهتم إلا بذاته ، ولا يفكر إلا في مصالحه. فإذا كان مديرك فأنت شقي ياصاحبي !! لن تجد منه غير الغطرسة والكبرياء ، ولن تجد منه غير لوائح وتعليمات تصنع جدارًا (عازل) بينك وبينه ، ولن ترى منه غير شعارات لامعة ، لايحترم موظفيه إلا بقدر خضوعهم له ، ولا يقدر إنجازاتهم ، لأنه يرى نفسة هو وحده صاحب كل الإنجازات ، ولا يهتم بمشاكل وخصوصيات موظفيه لأنه مشغول فقط بنفسه.
وإذا كان صديقك من هذا الصنف الأخير ابتعد عنه بسرعة (الصاروخ) ، واخسره بدون حسرة أو ندم ، وإذا قابلك في طريق غيّر طريقك ، لأنه صاحب مصلحته فقط ، لايعرفك إلا ليأخذ منك، ولا يجاملك إلا ليكسب منك ، ولا يحفظ مشاعرك وخصوصياتك وأسرارك ، وسوف يبيعك في أي لحظة( بعه قبل أن يبيعك) !!!.


















