العرب الحمر.... ونهاية التاريخ
بقلم : مصطفى كمال الأمير
هل تحققت نهاية التاريخ التي تنبأً بها المفكرين الأكاديميين صامويل هانتنجتون وفرانسيس فوكوياما؟
في ظل هذه الظروف العصيبة للعرب غير المسبوقة في تاريخهم الحديث ، ربما علينا التذكير بالأوضاع السياسيه في الأندلس أيام يعقوب المنصور وآل الأحمر وقصر الحمراء بمدينة غرناطة، ودولة عرب الطوائف الذين تناحروا في الأندلس لسنوات طويلة
بعدما أسسها عبدالرحمن الداخل" صقر قريش" ثم انهيار الدوله المركزيه الامويه في دمشق وقيام الدولة العباسية.
وانتهوا في الأندلس إلى أكثر من 20 ولاية متناحرة فيما بينها وتحالف بعضهم حتى مع أعدائهم الإسبانم ما أدي إلى سقوطهم تباعًا بين أنياب الأغواط والقشتاليين، بعد أن تحالفت الملكة إيزابيلا والملك فيرديناند للقضاء نهائيًا علي العرب ووجودهم الحضاري هناك لمده تقارب 800 عام في الأندلس جنوب أوروبا لم ترى فيها إرهابًا، بل وتزييف التاريخ وجعلهم مجرد غزاة برابرة سفاكين للدماء.
فيما حكم اليهود فلسطين 80 عامًا فقط أيام الملك داوود وابنه النبي سليمان الحكيم، فأصبحت فلسطين أرضهم الموعودة، ثم سقطت غرناطة كآخر القلاع العربيه الاسلامية وقهر الإسبان العرب والمسلمين هناك بالقتل أو التنصير أو النجاة بحياتهم بدون أبنائهم وأموالهم وهرب معهم من الأندلس اليهود إلى دول المغرب العربي ومصرخوفًا من الإضطهاد المسيحي لهم، بعدما تعايشوا هناك مع العرب والمسلمين في الأندلس لمئات السنين في سلام وتسامح بدون عنصرية أو تطهير ديني أو عرقي ضدهم، لكن اليهود قتلوا العرب بعدها وسرقوا أرضهم!!
الوضع اليوم للأسف يتشابه إلى حد كبير جدًا مع الوضع في الأندلس قبل سقوطها.
فبعد تحرر الدول العربيه من الاستعمار الغربي ـ خلال النصف الأخير من القرن العشرين بفضل الثورات وحركات التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي ـ تحققت نهاية التاريخ التي تنبأ بها الكتاب الأمريكان فرانسيس فوكوياما وصامويل هانتنجتون ونفذها بكل خبث اليهودي برنارد لويس في أمريكا وهنري ليفي في فرنسا.
إننا في عالم اليوم نزيد عن 22 دولة عربية يعيش معظمها في فتن وصراعات وحروب أهليه واحتلال للقدس وفلسطين وهضبة الجولان، فبعد العراق والصومال ولبنان وليبيا والسودان واليمن وسوريا وأفغانستان وباكستان إسلاميًا، جاء الآن الدور علي إيران، فهم مصممون علي أن يمصوا دمائنا حتي آخر قطره دم وآخر قطرة نفط في بلادنا الغنية بكل شيء لكنها تفتقد لعزم وهمم الرجال لرؤية استراتيجيه للمستقبل وبوصله واحدة للجميع مع رؤية للمسقبل تحدد الأهداف والأولويات للعمل علي هدف واحد وهو الوحدة العربية التي أصبحت قرارًا حتميًا ومصيريًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقي من الوطن العربي الكبيرالذي تحول الي أكبر رقعة للعب الشطرنج علي حساب بلادنا ومواردنا.
فقد تأخرنا كثيرًا، وأضعنا الكثير من الفرص والتاريخ لا يرحم ابدًا أصحاب الفرص الضائعة، ولابأس من سرد للتاريخ المعاصر فبعد أن فشل الغرب الإستعماري وأمريكا في تركيع العدو الأصفر وهو التنين الصيني علي مدار عقود طويلة بمختلف الطرق السياسية والعسكرية والإقتصادية، توجهوا بعدها إلى العدو الأحمر وهو الدُب الروسي والمعسكر الشيوعي لحلف وارسو عن طريق أوروبا الشرقية بداية بحركة تضامن البولنديه وزعيمها ليخ فاليسا وبالتعاون مع بابا روما يوحنا بول البولندي الذي أطلق الشرارة الأولي لتفكيك الإتحاد السوفييتي القوة العظمي الثانية في العالم حينها.
ومن ثم تساقطت دول المعسكر الشرقي وحلف وارسو وكان عام 1989 وسقوط جدار برلين الفاصل بين ألمانيا الغربية والشرقية منذ الحرب العالمية الثانية 1945 التي قام فيها أدولف هتلر المسيحي بإبادة اليهود علي أرض أوروبا، ثم تحالفوا بعدها "معًا " ضد العرب والمسلمين الذين دفعوا الثمن غاليًا من دمائهم وأرضهم في فلسطين في قارة آسيا لقيام دولة إسرائيل هناك للتكفير عن عقدة الذنب الذي ارتكبهً الأوربيين المسيحيين الذين تناسوا تمامًا ان يهوذا الإسخربوطي هو الذي باع السيد المسيح ووشي به للرومان ب30 درهم من الفضة.
بعدها توجهت أمريكا والغرب إلى العدو الأخضر العالم الإسلامي، فاستخدموا رئيس العراق السابق صدام حسين في إشعال الحرب العراقية الإيرانية وخسائرها البشرية بمئات الآلاف من الجنود والمدنيين طوال عقد كامل من القتال وحرب المدن وحرب الناقلات للقضاء علي بعضهم البعض بمزاعم تصدير الثورة الإيرانية لدول الخليج والمَد الفارسي إلى آخر تلك المزاعم الباطلة، ثم طمعوه بغزو الكويت فأكل الطعم كاملًا ثم حرب الخليج الأولي وفرض الحظر الجوي علي شمال وجنوب العراق والنفط مقابل الغذاء.
وبعد ذلك نشوب حرب الخليج الثانية بأكاذيب ودعاوي كاذبة وباطلة من إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وحتى سقوط بغداد في أبريل 2003 وتقسيم العراق إلى دول طائفية مهدت لاحقًا لظهور حركات أكثر تطرفًا من القاعدة وهي تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وماتلاها من تأليب الثورات في أوكرانيا وجورجيا لإضعاف وعزل روسيا التي انتصرت عليهما في حربها مع جورجيا ثم ضمها شبه جزيرة القيرم من أوكرانيا ثم أعادوا نفس المحاولة لكنها فشلت في اإران بزعامة مير حسين موسوي والإصلاحيين الذين اختفوا بعدها.
ثم سيناريو ثورات السراب العربي بنفس الطريقة التي تتخذ شعارات رنانة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات، وهو ما انتهى بنا إلى الوصول للسراب الكبير بعد قتل وتشريد الملايين من العرب وتدمير الجيوش العربية القوية في العراق وليبيا وسوريا واليمن. وكانت مصر العظيمة وجيشها الجائزة الكبري لهذه اللعبة الخبيثة بمقدرات ومصائر الشعوب والأوطان.
وكما نرى جميعًا فالأمريكان والغرب لايملون ولايكلون ويعملون بكل جديه وخبث علي تركيعنا وردنا إلى الباديه والصحراء لرعي الغنم والإبل كما فعلوا مع الهنود الحمر في أمريكا الذين سرقوا أرضهم ثم استعبدوا الزنوج الأفارقة لبناء حضارة أمريكا، وبعد تدمير الحضارات العريقة الآشورية والبابلية في العراق وحضارة تدمُر في سوريا وحضارة سبأ في اليمن.
الوطن العربي يواجه أكبر تحدي في تاريخه بعد الاستقلال عن الاستعمار الغربي، ٢٢ دولة عربية لابد لها من التحالف والاستقواء ببعضها البعض لمواجهة كافة التحديات القادمة.


















