فيروس كورونا... من الخاسر ؟.. ومن المستفيد ؟
كتب : د.محمد حجازي
وأنا أفكر في ڤيروس كورونا خطر ببالي جنون البقر وإنفلونزا الخنازير والطيور، وكذلك التنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها وأنواعها، قائمة طويلة عاصرناها من الڤيروسات البشرية وغير البشرية بجميع مشاهدها في آخر ٢٠ سنة مرت بنا.
غير أن كورونا قد احتل الموقع الأهم ضمن مفردات الخطاب الرسمي وغير الرسمي في كل بقاع العالم ، وأثيرت حولها العديد من التساؤلات المفغمة بالتخوفات وسط قليل من الأصوات العاقلة التي ترى أن الأخطر من الفيروس هو الخوف والهلع منه.
والشاهد أن كل دول العالم ـ على اختلاف تقدمها وتخلفها ـ قد أصابها الهلع والفزع في التعامل مع الأزمة الحالية فالجميع
يقف الآن مرعوبًا أمام هذا الوباء الذي عطل العالم وقلب الموازين.
الأزمة الحالية أزمة ڤيروس كورونا ، وباء مخيف يتعلق بالصحة العامة ، وفي كل أزمة نجد من يطفىء النيران وهناك من يزيد النار حطب، وهناك من يحاول إيجاد حلول للخروج من الأزمات، وهناك من يخشى الأزمات، وهناك من لا يكترث بالأزمات.
المصيبة فيمن يحاول الإستفادة من تلك الأزمات من خلال التدخل في شئون الدول واستغلال مواردها، والضغط على الحكومات، و مص دماء الشعوب عن طريق إثارة الرعب والهلع، كل ذلك لأجل لمصالح دنيوية رخيصة.
أعتقد أننا في وسط تداعيات فيروس كورونا اتضح لنا أن أغلب الدول المتقدمة لا تفقه أبجديات " إدارة الأزمة "، وقد ثبت ذلك جليًا خلال القترة التي مررنا بها ! دول العالم لا تعرف " إدارة الأزمة " ولذلك تعاني من " أزمة الإدارة " ، كنا نجلد أنفسنا بوصف بلادنا بأنها لا تفقه إدارة الأزمة حتى أفقنا علي واقع مرير ألا وهو أن الدول المتقدمة لا تفقه إدارة الأزمة شأنهم شأننا.
غير أن هناك دولة بعينها نجحت في افتعال الأزمة فيما يسمى (الإدارة بالأزمة) لتحقيق أكبر استفادة من تداعيات فيروس مستجد.
تعالوا نبحث معـًا عن المستفيد من هذه الأزمة، ولكن بعد أن نتعرف في مقارنة إحصائية عن حجم ضحايا كورونا مقارنة بحجم ضحايا أمراض وأوبئة أخرى.
وفقًا لتقرير جامعة هامبورغ :
عدد الوفيات في العالم في أول شهرين لسنة 2020 على النحو التالي :
2360 : فيروس الكورونا.
69602 : نزلة البرد العادية.
140 584 : الملاريا.
153,696 : الانتحار.
193,479 : حوادث الطرق.
240,950 : فقدان المناعة المكتسبة HIV.
358,471 : الكحول.
716,498 : التدخين.
1,177,141 : السرطان..!!!
هذه الإحصائية تكشف عن تدني وفيات الكورورنا مقارنة بغيرها من الأمراض العادية اليومية التي يتعرض لها الإنسان في كاقة بقاع العالم .
إن الهدف من نشر الإحصائية المنسوبة لجامعة هامبورغ ، هو الإسراع في نشر الوعي حول الأمراض والحوادث والسلوكيات التي تؤدي إلى الموت ( حفظنا الله وإياكم من كل شر ) ومعرفة الحقيقة المرة لمأساة كثير من بني الإنسان حتى في الأحوال العادية ( غير الحروب والكوارث ).
والجدير بالذكر أنه قبل أسبوعين وفي مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي ترامب ومعه وزير الصحة الأمريكي وكبار الفريق الطبي صرح : (الوفيات بسبب الإنفلونزا فقط في أمريكا يتراوح بين ٣٥ ألف إلى ٧٠ ألف سنويًا ).
لو أخذنا هذه النسبه من ٤٠٠ مليون أمريكي وهي نسبه أقل من باقي دول العالم سيعني 1.2 مليون في العالم سنويًا ، وفي تصوري أن هذا الرقم منطقي لو حسبنا عدد السكان في العالم قرابة ٧ مليار ومعدل عمر ٧٢ عام ومعدل نمو سكاني 2.2 % عندئذٍ يصبح معدل الوفيات بالعام قرابة21 مليون و 3.5 مليون بالشهرين وهو رقم مقارب للإحصاءات.
هذه الأرقام تكشف تناقضات إدارة ترامب في التعامل مع أزمة كورونا، اعتقد أنه اتضح للعيان من هو المستفيد من افتعال أزمة كورونا.
كورونا من المستفيد ومن الخاسر؟
لقد صاحب الازمة (هبوط أسعار البترول ـ إرتفاع سعر الدولار ـ هبوط سعر سهم أرامكو)
من الخاسر الأكبر ؟
- دول مصدرة للبترول يعتمد اقتصادها على عائدات النفط (فنزويلا، دول الخليج).
- شركات الطيران والفنادق.
- السياحة العالمية بأنواعها.
- بعض شركات السيارات التي تُصنع في الصين.
من المستفيد ؟
- دول يعتمد تشغيل اقتصادها على استيراد البترول .
- شركات الإتصالات والإنترنت.
- شركات التجارة الإلكترونية.
- شركات الأفلام (Netflix).
- شركات الأدوية واللوازم الطبية وأدوات التنظيف والمطارات.
- المستهلك الأمريكي.
من المستفيد الأكبر؟
المستفيد الأكبر هو الولايات المتحدة الأمريكية بارتفاع سعر الدولار وانخفاض أسعار النفط ودخول الصين دائرة الركود الاقتصادي وتعطل مسيرة الإتحاد الأوروبي.. وانتقال الكساد الاقتصادي الأمريكي إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا.
لو سلمنا جدلًا أن عدوى كورونا مؤامرة ومرض مدبر، فحتمًا من صنعه قد صنع العلاج قبل إطلاق سراحه للعالم، وحل الموضوع سيكون مسألة وقت فقط ولحظة مناسبة للصانع يستغلها سياسيًا وماديًا، يستغلها سياسيًا حيث سينظر إليه على أنه (منقذ البشرية) ويستغلها ماديًا حيث سيربح مئات المليارات من الدولارات حصيلة بيع المصل.
