رسالة من العالم الأخر
محمد المليجي لا أدري مالذي حدث بالضبط وكيف حدث ذلك بهذه السرعة كان مجرد دور برد وسعال عادي نقلوني على أثره الى المستشفي كيف اصبحت بسرعة سجينة حجرة الرعاية المركزة في هذا المستشفي الذي أبغضه منذ وفاة زوجي فيه، ولكن لماذا يخاف أقربائي وأصدقائي من الاقتراب منى وكأني مريضة بالجزام أو بالطاعون. مالذي جعلهم يلوحون لى من بعيد ومن خلف زجاج سميك والدموع تطل من اعينهم. لماذا أصبحت أتنفس بصعوبة وتكاد رئتي ان تنفجر من الألم يارب أعني على هذا البلاء كيف أصبحت فجأة أرقد عاجزة على أعتاب العالم الآخر ولا اري من دنياي إلى طيف ابنتي يمر أحيانًا من خلف الزجاج السميك الذي اعتمت شفافيته احزان البشر الذين مروا بهذا المكان. أين ابني ولماذا لا أراه. لا أستطيع الكلام ولا أحد يجيب على صمتي لا اتذكر الكثير من أحداث حياتي الآن ولكنى اتذكر بصعوبة تلك المناقشة الحادة بينى وبين ابني الذي أصر على الخروج للقاء أصدقاءه في النادي و القهوة. حذرته كثيرا من هذا الفيروس الخطير ولكنه لم يسمع … لم يسمع لا بد انه عاد إلينا بالفيروس اللعين وهذا ما اصابني. يارب ساعدني على التقاط أنفاسي فانا اشعر كأن جبل يطبق على صدري ويخنقني. ولكن اين ابني ولماذا لا أراه مع أخته. يا إلهي لماذا جاء الأطباء والممرضين ليلتفوا حولي بملابسهم العجيبة وكأنهم من رواد الفضاء ولماذا لا يعطوننى دواء يخفف من آلامي المبرحة. سيدي الطبيب لماذا لا تعالجوني ولماذا تنظر إلي بشفقة ولا تجيب على تساؤلاتي، أين مهارة طبكم وأين علمكم لتقفون عاجزين أمام ما اصابني. ارجوكم خففوا من آلامي أو اوقفوا هذه الآلة لينتهي عذابي. اين ابني هل أصيب أيضا … يارب لا تفجعنى فيه. حدثني عن ابني يا دكتور أين هوا الآن صمتك يقلقني ونظراتك تزيد آلامي، لقد كان ابني متمردا لا يقبل النصيحة بسهولة ويظن انه قوي لا يقهر، ولكنه ابني في كل الظروف. كلما طلبت منه أن لا يخرج للشارع في هذه الظروف يقول ان الأعمار بيد الله ظلت تحدث الأطباء عن ابنها وتسأل عنه حتى غابت عن الوعي وتوقفت كل الأجهزة وصمتت كل مؤشرات الحياة لم تعرف ان ابنها الذي أتي لها بالفيروس من القهوة والنادي قد سبقها إلى العالم الآخر بساعات وأن ابنتها التى كانت تلوح لها من خلف الزجاج المعتم قد اصيبت هي الأخرى وتصارع الفيروس فى حجرة مجاورة.
⇧


















