نحن وكورونا والصراع الخفي
بقلم : د.أحمد سماحه
لم يعد العالم يتحدث عن قضايا كبرى كالصراع الإقتصادي وأسلحة الدمارالشامل والصراع السياسي ، والتفوق الذري والإلكتروني، وغيرها في ظل تلك المأساة التي أحاطت بنا شرقًا وغربًا إذ يواصل وباء الكورونا انتشاره بسرعة في العالم حيث عجزت كل القوي البشرية عن إيقاف مده المخيف وانتشاره المرعب الذي تعمل علي تقويته وإيجابيته كل القوي التي تزعم أنها تتصارع من أجل البحث عن علاج ومخرج من فيروس لايري حتى بالمجهر الابصعوبه متفوقًا علي كل أسلحة الدمار الشامل الذي يتماس والحضارات والتمدن والقتل ، في زمن ضاعت فيه الإنسانية والرحمة والشفقة .
وتظهر وتبرز قصص عديده تتهم خلالها دول الصراعات بعضها البعض بتخليق الفيروس ونشره من أجل أهداف مادية ولا إنسانية تنشد السيطره اقتصاديًا وسياسيًا علي العالم.
ولقد تشتت العالم في روايات عديده سياسية تحمل في مضمونها أبعاد الصراع الخفي بين قوي تحاول الهيمنة علي العالم اقتصاديًا.. وقوى تهيمن فعلًا وهنا يبرز سؤال مهم : هل توقع هؤلاء مايحدث في العالم من خوف وتمزق وألم وتخريب اقتصادي حتي داخل الدولة الواحدة؟
ولعل الأمر الذي اتفق عليه الجميع عن من بث أوقام بتخليق هذا الكائن الجرثومي الخفي هو الإجابة علي سؤال : كيف المخرج؟ خاصة بعد أن عزلت كل دول العالم مجتمعاتها عن بعضها البعض حتى داخل الكيان الواحد وتوقف الإنتاج والتعليم وطرق التواصل إلا عن بعد وبوسائل أخذت تبرز مثل الإنترنت والتواصل اللاسلكي والهواتف النقالة وغيرها وهي جميعًا من صنع واختراع دول الصراع.
قصص عديدة وسؤال مؤلم عن من صنع ذلك بالعالم وكيف المخرج؟ والمؤلم هو فقدان الرحمة وضياع الإنسانية في ظل ظروف صعبة جدًا تفتقد يدًا حنونة تؤازر بعيدًا عن أيادي تقتل وتمحو.
نعم هناك الخالق وهو الذي دعانا إلى رحمة وحب وود وأمانه وعدم اعتداء وقتل ونهب..ومبادئ عديدة نحاها هؤلاء جانبًا.وترابط عالمنا اليوم وانفتاحه المتزايد بعضه على بعض يسرّع بانتشار الفيروسات بسرعة (هل توقع هؤلاء ذلك..؟) لقد شهدنا خلال السنوات الماضية انتشار العديد من الأوبئة؛ مثل "الكوليرا"و«إيبولا»، و«سارس»، و«زيكا»، و«نيباه» وتعاونت العديد من البلدان في إيقاف نموها وانتشارها في الكثير من المناطق. فهل سيحدث ذلك الآن خاصة أن دول العالم لم تنجو واحدة منها من هذا الداء؟
إن مرض الكورونا الذي ينتشر هذه الأيام كفيروس جديد مجهول لا توجد معلومات مسبقة عنه جعل دول العالم حتى الكبرى منها تتخبط في الفوضى مما دفع الكثير من الدول لدقّ نواقيس الخطر اقتصاديًا واجتماعيًا مخافة المخاطر الكبيرة التي بات يفرضها هذا الوباء ، نتيجة ترابط عالمنا واتصاله الوثيق أكثر من أي وقتٍ مضى وهناك أخطار أخرى تحدق بالصحة وتحمل على استباق الأمور قبل أن تتحول إلى كارثة وما يحدث يكشف عن القصور الشامل للنُظم الدولية التي تحكم طريقة التفاعل بين الدول وسكانها. وهي مؤشرات على فشل لم يسبق لها مثيل من حيث الترابط السائد بين المجتمعات والحكومات تلك التي تبنت السياسات الخرقاء. ووقوع هذه الفوضى، والأخطاء التي ارتكبتها باتت شديدة المساوئ على البشرية جمعاء.
إنّ القطاع الصحي العالمي كان يجب أن يضع في صميمه حماية المصالح البشرية العليا لضمان الأمن الصحي والغذائي والوظيفي وإنتاج الأدوية المعالجة والحصول عليها بسهولة ويسر وفق الأسس العلمية والتجارب لخدمة الإنسانية في ظل هذه الظروف التي تسود .
إننا الآن في كل دول العالم حتى التي تشير إليها يد الاتهام في تخليق الفيروس نعيش مأساه أرى أنها ستتسبب في كوارث وتغيرات اقتصاديه وسياسيه واجتماعيه وربما تقوم بما لم تستطع أن تقوم به ثلاث حروب عالمية من قبل.
هل سنعي ونعمل كما أمرنا الخالق ( وقل اعملوا....) حتى نخرج من هذا المأزق المريب والمؤلم ؟


















