سبيل وكتاب نفيسة البيضاء
تقرير :سامح طلعت
يقع السبيل في شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة التاريخية، ويرجع تاريخ الإنشاء إلى (1211 هـ، 1796م)، ويُنسب اسم الوكالة والسبيل إلى صاحبتهما نفيسة البيضاء.
هي جارية شركسية اشتهرت باسم نفيسة البيضاء نسبة إلى لون بشرتها، وجمالها الذي أخضع علي بك الكبير فتزوجها، وبعد وفاته تزوجها مراد بك، وعاشت معه ما يقرب من 20 عامًا. ينسب "سبيل وكتاب نفيسة البيضاء" إلى السيدة "نفيسة قادن بنت عبد الله البيضاء" صاحبة السبيل والكتاب الملقبة بأم المماليك، وكذلك أطلق عليها البعض اسم "نفيسة المرادية" نسبة إلى زوجها الثاني مراد بك ، وكانت من أغني أغنياء مصر، وقد أنفقت الكثير من أموالها على أعمال الخير، فقد قامت بإنشاء وكالة تجارية يجاورها مكان لسكن فقراء الحرفيين، وألحقت بهما سبيلا للماء يعلوه كتاب لتعليم الأطفال اليتامى القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة.
وكان الغرض من بناء هذا السبيل هو توفير وتقديم مياه الشرب للمارة كعمل خيري، حيث كان العاملون بالسبيل يقومون بملأ الأكواب من أحواض رخامية ويقدمونها للناس المارين في الخارج، حيث كان الماء يأتي من صهريج تحت الأرض مليء بماء النيل الذي كانت تجلبه الجمال، ويختلف هذا السبيل عن باقية الأسبلة في أن صهريجه لا يوجد أسفله وإنما أسفل مبنى مجاور.
يطل "سبيل نفيسة البيضاء" على الطريق العام، وتقع واجهة السبيل والكُتاب على القصبة العظمى للقاهرة، ويتكون السبيل من الصهريج، الذي تعلوه حجرة التسبيل التي تحوي أحواضًا رخامية لتسبيل المياه، ويغلق على واجهة الحجرة ثلاثة شبابيك معدنية نحاسية مقوسة يتقدمها رف رخامي لوضع كيزان الشرب عليه لسقاية المارة،
ويوجد على جانب السبيل لوحة رخامية مصاصة تم تخصيصها لشرب الأطفال وكبار السن عليها كتابات نصها "يا وارد الماء الزلال الصافي، اشرب هنيئا صحة وعوافي".
و"تزخر واجهة السبيل والكتاب بروائع وجماليات الزخارف الحجرية والرخامية والنحاسية والخشبية من الوحدات الهندسية والنباتية المجسمة التي انتشرت في العصر العثماني التركي بمصر والمتأثرة بالطرز الأوروبية الفنية في عصر النهضة بالقرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين"،
كان السبيل قد تعرض لأعمال ترميم استغرقت نحو ثلاث سنوات تقريبا، في إطار مشروع لترميم عدد من المواقع الهامة في القاهرة التاريخية.
والسبيل منقوشة عليه بعض الأبيات الشعرية، حيث نُقشت على واجهته كلمات تمتدح فضائل نفيسة البيضاء، جاء فيها:
سبيلُ سعادةٍ ومرادٌ عزٍ وإقبال لمحسنة رئيسة
يُسرُك منظرٌ وصنع بديع وتَعجبُ من محاسنِه الأنيسة
جري سلساله عذبٌ فرات فكم أحيت به مهجا بئيسة
نؤرخه سبيل هدى وحسُنَ لوجه الله ما صنعت نفيسة
يتمثل السبيل في واجهة نصف دائرية، ويطل على الشارع بثلاثة شبابيك معقودة ومشغولة بزخارف نباتية معدنية، وهو أحد المكونات المعمارية لمجموعة خيرية أنشأتها السيدة نفسية البيضا، وتتكون من سبيل يعلوه كتاب ووكالة تجارية بها محلات كان يعمل بها تُجار من مختلف الأجناس، وكانت تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكتاب، وحمامين يُسْتَغل ريعهما لأوجه الخير، ويعلو الوكالة والحمامين ريع لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ زهيدة. يعتبر هذا السبيل نموذجًا رائعا للطراز المعماري العثماني.
وتزخر واجهة السبيل والكتاب بروائع وجماليات الزخارف الحجرية والرخامية والنحاسية والخشبية من الوحدات الهندسية والنباتية المجسمة التي انتشرت في العصر العثماني التركي بمصر والمتأثرة بالطرز الأوروبية الفنية في عصر النهضة بالقرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.


















