عاصفة
شعر سيد فاروق
راود سيزيف الذنب وأتبعه مكرا
وتلاه دهاءا إفكا
أورده نفيًا في الوادي وعذابًا حِمْلا
بئس الإثم
وسحقًا سحقا
سننٌ في الأكون مواعظ
علَّك تأخذ بالأسباب
****
عاصفةٌ
هزت قلب الأفق الشاخص سمعًا
أعمت بصر الرؤيا
ريحٌ ثارت
ثمَّ توارت
خلف دخانٍ
هاجت فجأة
عصفت قلب الوادي هشيمًا
صار الشجر الأخضر نارًا
فاض الكون غبار العتمة
يقطر غضبًا
ظلم البشر الغافلِ
أصبح شرعًا
أضحى سفهًا
يفجر كل الأرض عيون خرابْ
***
شؤم الإثم يصارع في الملكوت
ليدحض ضوء
يطمس فجرًا بات رهين إنابة عقلٍ
صحوة قلبٍ
تبع الضوء دليل طريقٍ يعرف ربه
هذا الذنب جحيم ظلام
أشعل رأس الحلم
ببابك شيبا محض سرابْ
***
هل تعلم أن رياحك جند مرسلة
ونذيرك
غيم
برق
رعد
خوفٌ
رعبٌ
عم جميع الأرض
الجو
البر
البحر
الثائر خلف الريح
يلملم كل دموع المزن
بعين سحابْ
***
من قال بأنَّ الصعلوك تَشرذُم فقرا
أو يحمل هم عشيرته
قهرا
عذرا يا ( كومبارس ) المشهد
عذرا
أخذوك الساسة كبش فداء
والفتنة هائت للقوم
تراودهم
وتقض مواضع مرقدهم
ووباء طائر عم الكون
بظلم المعصية
رياحٌ تحصد
في الأرواح
على عجل
( فيروس ) الفتنة مستفحل طودًا
( كورونا )
أنجب
( هنتا )
برزخ أمنيات الدمع
المنساب على الأعتابْ
***
( كورونا )
جنديٌّ مجهولٌ من جند الله
تطاير شذرًا
أغلقَ بارًا ظَلَّ عقودا يعتق خمرًا
غيَّب عقل الزمن قرونًا
ثمَّ تسلل
في الأسواق وأوصد
في الأنحاء مقاهي
سَكَّرَ كل ملاهي الليل العربيد القوَّاد
وأُغْلِقَتِ الأبواب
***
انكشح الناس من المحراب
كأنَّ الله يطرَّدهم من رحمته
من دور معابد بلدتنا
تحذيرٌ أمنيٌّ
منع الناس صلاة جماعتهم
وكأن القربان الشائب
لم يقبل منهم
وانطرد الجمع من البلد الطيَّب
وانفضُّوا من ساحة كعبتهم
قهرا عمدا
حرمٌ أصبح فيه التطواف حراما
واستبدل ربك بالبشر الملعون
ملائكة طوَّافين
وركَّع بالبيت المعمور
صلاة من نور ضياه
وللأرض عذابٌ ورياحٌ مرسلة
وأبابيل تقذف نارًا عاصفة
وحميم وشهاب
***
من يدرك أن الطاعة
حرزا حافظ نور يطفئ
غضْبة ذنب
ترفع قدْر العبد
وترأب صدع بلاء طاغٍ
في الأنحاءِ
بفعل سفيه
أو من سيواري سوءة تيه
في زمنٍ يتصارع فيه الموت
على استحياءٍ
خاب القوم الخاسر سيَّدهم
إن لم يعرف
ستر العورة تحت الأرض
كمثل غراب
***
من يدري
أن جنود الله كثير جدا
لا يعجزه مكر السلطة
والملأ الطاغي
الباغي في الأرض
ابابيل عذاب
***
حسبك
من رأس الفتنة إثمٌ
أعرض عن شرعتنا
جَلَبَ الطاعون
وأوبئةٌ تترا
عاقبة المكر بوادي الظلم
جحيمًا ضنكا
طغيان ذنوب القوم سيوردهم نارًا
وجهنَّم مأوى
يا عبد الله
على رسلك مهلا
فالموت يحلق فوق هضاب ضباب
***
فلتمكر يا سيزيف الآن كما شئت
ولكن كن حذرًا
فالمكر لديهن عظيم جدًّا ؛
وانظر في أتون المشهد
من أحوال القوم ستَعْجَبَ
من شرعتهم ...
غانيةٌ تلبس ثوب العفة
حمقاء شمطاء
سيزيف يراود عفتها
مكرت
والصخرة ناءت بدهاءٍ جنحتْ
في قبة أهوال المشهد أضداد
صبت غضب الرب علينا
لص يحرس أموالًا
وبتولٍ في الظاهر تنضح طهرًا
في الباطن عاهرة السمعة
تتوارى
من خلف حجابْ
***
من يكشف سر الفتنة خلسه
ويفك طلاسم أحرفها
هل يصعد فوق المنبر محتال
يعظ القوم
أمينٌ خائنُ
صدِّيقٌ كذابْ
***
والعدل المصلوب الرأس
على الأفق الآن رهين دعاء
المظلوم
المحروم
المكلوم
المتهجَّد في جوفِ الليلِ
على الأبواب
***
من يصبأ عن ذنب
يأتيكم متيمم صدق النية طوعا
ليقيم شعائر توبته
ينفلج الهمُّ ويخسأ ( فيروس ) الفتنةِ
إن خرَّ العبد لربِّ العزَّةِ
ثمَّ أناب
***
من سدرةِ نورٍ قام ( المصل ) مبتهلا
أفمن سيكون على بينةٍ
من عظم الأمر
فلا ريب
أم من سيظل سنين العمر
على وجلٍ
في بحر الشكِّ المرتابْ
***
أومن سيكون مهابًا مجبورًا
في زمن الفتن العظمى
يأمن مكر الجند المرسل
يخلع نعليه بباب التوبة مبتهلا
فلعلَّ دعاء الروح يردّ الأقدار
ويرفعها
ولعلَّ القلب اطَّلع الآن
إلى الأسباب
*************


















