شريف التازي يكتب : فيها حاجة حلوة.... فلانخفيها
بقلم : شريف التازي
أتذكر منذ سنوات عند مشاهدتي لفيلم " عسل أسود "، عند سماعي أغنيه " فيها حاجه حلوة " بكيت بكاء شديدًا لا يفقه إلا من ذاق مرارة الغربة والبعد عن مصر، ومن وقتها مهما تكرر مشاهدتي لهذا الفيلم عند سماع تلك الأغنية، ونفس الشعور يأتيني وتنتابني عاصفة بكاء، فلن تشعر بلمه رمضان وأنواره مثلما تشعر به فى مصر ، وفرحة العيد والعيدية وصلاة ركعتين بالأضرحة والمشى على ضفاف النيل كل ذلك يجعل فيها حاجة حلوة.
وعندما نقول فيها حاجة حلوة بصيغة المفرد بلفظ ( حاجة ) فهو يدل في أعماقنا أن هناك الكثير مما نراه ليس بحاجة حلوة والتي طمست ما فيها من ( حاجة حلوة ) فالحاجة الحلوة في مصر تشعر بها من نفس الشعب عند الشدائد والمصائب، وترى التناقد بما ليس متوقع وتقول لك لازال فيها أمل ( فيها حاجة حلوة ) .
خلال الثلاثين يومًا الماضية وقت إعصار التنين وجدت فيها (حاجة حلوة) عندما يتطوع شباب من الطبقة الميسورة بسياراتهم الفارهة من الدفع الرباعي لعمل جماعي عظيم وهو مساعدة السيارات العالقة فى الأمطار دون التفكير فيما سوف يضرهم ماديًا من خسائر لسياراتهم فعندها تقول (فيها حاجة حلوة ) ولتأتي فاجعة الفيروس العالمي ( كوفيد 19 ـ كورونا ) لتجد من الطبقة المتوسطة بل والأقل إلى أعلى الطبقات يتلاحم الجميع للوقوف جانب المحتاجين وأصحاب الأجور اليومية، وتجد رغم أننا لازلنا اقتصاديًا على بداية طريق التصحيح ما تم تقديمه من دعم من الدولة ووزاره التضامن بتوجيهات قائد إنسان بحق الكلمة فلا تملك نفسك إلا وأن تقول ( فيها حاجة حلوة ) وكيف لا ؟ ونحن رأينا الدول العظمى تتخلى عن رعياها وتغلق أبواب المصحات والحجر الصحي أمام عنصرية وجحود أوهمونا أنهم خالين منها .
ستظل مصر ( فيها حاجة حلوة ) فلا تجعلوا فيها ما يطمس الحاجة الحلوة ، تنحوا جانبًا عن الجشع والاستغلال، اسقوا من جديد بذرة الرقى الأخلاقى فى الشارع المصري، تنصلوا من نوبات اللامبالاة، ابحثوا عن مابداخلكم من حماس للعمل والابتكار، ربوا أبناءكم على حب الغير والإيثار بالنفس كي تظل مصر (فيها حاجه حلوة ) بدون طمس .


















