حرب الكورونا
بقلم / أبو العز المشوادى
كان العالم المتقدم يبهرنا بقوته وعلمه وحضارته واختراعاته ونظم التأمين الصحي وغيره والتخطيط العمراني وتنظيم الطرق وسبل التحصيل العلمي والتقدم التكنولوجي والثروات الإقتصادية الضخمة ومعدل دخل الفرد المرتفعة والكثير من الأشياء التي تبهرنا فيه .
وكان حلم كثير من شباب الشرق الهجرة إلى الغرب المتقدم لما فيه من حياة رغدة .
وجاء كاشف الغمامة التي كانت تغطي أعيننا وأظهر الغرب على حقيقته تعرى أمام الجميع .
كورونا مفرق الجماعات ومشتت الفرق والأحباب ...
والناس ينادون متى تأتي قوافل النجاة ؟
هذا الوباء المسمى كورونا الذي حل ضيفا ثقيلا على الكون بأسره عبارة عن فيروس لا يرى بالعين المجردة حاصر الكون أوقف الحركة في كل مكان .
أظهر عجز الدول في مواجهته والدول المأججه بالسلاح المتقدم تعلن حالة التأهب القصوى في مواجهة الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة .
توقفت الحياة وأصبح بعض قادتهم يقول لشعبه ودعوا بعضكم فالموت قادم يبشر شعبة بالفناء .
أين القوة واين السلاح الذي كنتم تتباهون به بين الأمم ؟
أين قوتكم التي استخدمتموها في الفتك بالدول الفقيرة الضعيفة واستنزفتم مواردها وجربتم أسلحتكم فيهم ؟
أين أنتم الآن من هذا الفيروس الشرس المغوار الذي لا يرى بالعين المجردة ؟
لا أنكر أن الخوف والهلع يعم الكون لا اخصص ولا احدد دولة دون أخرى ولكن في الغرب اشد وطأة من جميع الدول ...
لا نعرف متى تنزاح هذه الغمة ولكننا نؤمن أن لهذا الكون إله قادر على أن يحفظنا ويكرمنا ويرحمنا من هذا الفيروس وغيره ...
ولا ينكر أحد منا أن هذا الفيروس جاء يفتك ويقتل الإنسان وكذلك جاء منقذ لمن كانوا يقتلون من الضعفاء في أنحاء العالم الذين لم يكن لهم نصير .
انشغل العالم بنفسه وألهاهم هذا الفيروس عن الضعفاء فرفعوا أيديهم عنهم .
جاء الفيروس قاتلًا مهلكًا وجاء ملاذا ومنقذًا للإنسانية سبحان الله الخالق .
ومن الغريب فعلا أننا نرى أصحاب رؤوس الأموال قابعون في بلدانهم لم يغادروها لكي ينجوا من هذا البلاء ولكن لا ملاذ آمن في الكون كما في بلادهم ربما في هذه الآونة بالذات ...
وكثير ممن هاجر وترك بلاده يود العودة في ظل ما يجوب الكون من بلاء ما كان قبل ذلك يفكر في العودة إلى بلاده ...
كم أنت ضعيف أيها الإنسان .


















