ماذا بعد كورونا ؟
بقلم : شيرين عبدالجواد
يتسابق العالم الآن للوصول إلى مصل ودواء فعال لفيروس كوفيد ١٩ حيث تخطي عدد المصابين المليون شخص وأصبحت الوفيات بالآف يوميًا.
وفي نفس الوقت تتصارع الدول علي اقتناص أي شحنات من الكمامات أو أي معدات أو أجهزة طبية تستخدم في الوقاية ومحاولات علاج المصابين من الفيروس اللعين..إنها حرب القراصنة.
١ ـ قامت أميركا بتفعيل قانون الصناعات عندها في فترات الأزمات والذي يعطيها الحق في الاستحواذ علي أي مصنعات تحتاجها في أي وقت وأي مكان ، وهو قانون أميركي ولكنها تطبقه عالميًا بالعافية.
وبدأت أميركا بالاستيلاء علي شحنة من الأقنعة استوردتها ألمانيا من الصين وذلك بالقوة من علي السفينة الشاحنة بحجة أن الشركة المصنعة هي أميركية وموجودة في الصين.
٢ ـ بنفس المنطق استولت أميركا علي شحنة كانت في طريقها إلى فرنسا ولكن في هذه المرة قامت أميركا برفع الثمن المدفوع فيها ولذلك رسى البيع عليها.
٣ ـ قامت تركيا بالاستيلاء علي شحنة أجهزة تنفس صناعي كانت في طريقها إلى إيطاليا وأدعت أنها لم تستول عليها بل ستتعطل بعض الوقت ثم ترسلها إلى إيطاليا.
٤ـ أعلنت شركة ألمانية توصلها إلى لقاح لهذا الفيروس ولكن لم يمر على اعلان الشركة الألمانية عن هذا الاكتشاف الكثير قبل أن نرى وزير الاقتصاد الألماني يوجه رساله لأمريكا على خلفية الخلاف بينهما بشأن حقوق الملكية الفكرية لهذا اللقاح الألماني وإن الحكومة على اتصال دائم مع الشركة التي اكتشفت وطورت اللقاح. وصرح وزير الخارجية الألماني ان ألمانيا "لن تسمح للآخرين بالحصول على نتائج أبحاثهم حصريًا"وهذا نتيجة عرض أمريكا على الشركة الألمانية الخاصة مبلغ مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية وبراءة الاختراع.
وهكذا كشفت كورونا الوجه القبيح للدول المتحضرة التي تتشدق بالأخلاق وحقوق الإنسان ولكنها في الحقيقة تفعل ما هو لصالحها فقط بكل أنانية.
وفي نفس الوقت كانت مصر الحضارة والتاريخ تتصرف بهدوء وسبقت دول كثيرة في الاستعداد لهذا الفيروس القاتل، وقدمت الحكومة المصرية أداء عالي في تنظيم كل إمكانيات الدولة لاستيعاب الموقف علي مراحل ، والحمد لله لم يظهر أي خلل أو نقص في أي منظومة أو خدمات أو سلع تموينية علي كافة الأصعدة.
وقام الجيش المصري كعادته بملحمة عظيمة حيث استعد مبكرًا بتجهيز مستشفيات عسكرية وميدانية علي مستوي الجمهورية وأيضًا أماكن للعزل الصحي في حالة تفاقم الموقف.
وقامت وزارة الإنتاج الحربي وجهاز الخدمة الوطنية بتصنيع الكمامات بمعدل عالي يوميًا بالإضافة الي أجهزة التنفس الصناعي والمطهرات وكل ما يلزم للسيطرة علي الأمور وتحسبًا لأي موقف.
ولذلك تمكنت مصر من إرسال المعونات الطبية لكلا من الصين وإيطاليا في أحلك أوقاتهما، ولم يتم إرسال هذه المعونات علي سفن أو طائرات شحن بل من خلال الطائرات الحربية المصرية وبرفقتها وزيرة الصحة د.هالة زايد وذلك للاطمئنان علي وصولها للمتضررين فعلًا .
وفي تضارب واضح مع تصرفات الغرب ، وضح للعالم كله كيف تتصرف مصر بأخلاق الفرسان، وحتي البروتوكول المبدئي للعلاج الذي أعلنته مصر وأقرته منظمة الصحة العالمية(والذي لم تجري عليه التجارب السريرية بعد ) فقد نجح في هذه المرحلة من إنقاذ عدد كبير من المصابين من الموت.
إنها مصر التي قامت بحماية المسيح عليه السلام طفلًا ، وتجلي الله سبحانه وتعالي علي سيدنا موسي فيها، وتربع سيدنا يوسف عليه السلام علي خزائنها لتكون عونًا للعالم كله، وآوي إليها آل البيت الشريف للعيش والاستقرار فيها.
شكرًا للجيش الأبيض في مصر والعالم، شكرًا للقوات المسلحة والشرطة المصرية، شكرًا للحكومة المصرية الواقعية، شكرًا للقيادة السياسية التي أنعم الله بها علينا في هذه السنوات الصعبة لتكون خير ممثل لنا أمام العالم ، وأفضل من يراعي ربه و ضميره في شعبه.
حفظ الله مصرنا الحبيبة دومًا وكل أبنائها المخلصين.


















