ربما أكون مخطئًا... ولكن هذا ماسيحدث
بقلم : د.أحمد سماحه
ثمة أزمه إقتصادية وثقافية وسياسيه عنيفه سيكشف عنها الوباء الذي يجتاح العالم الآن دون تفريق بين الأغنياء والفقراء ،فهناك مساواة عادلة لم نرها من قبل في العلاقات الدولية ولا حتى في الحربين العالميتين الأولي والثانية،من توقف العديد من المؤسسات الإقتصادية والطيران والسياحة إلى بطالة العاملين في كل مجالات العمل .
عدالة توازي عدالة الموت الذي يطال كل البشر، الكل يقف عاجزًا مهما كان موقعه الإجتماعي أو وضعه الوظيفي فكورونا لم يفرق بين الأمير تشارلز وعامل نظافة في أحد شوارع القاهرة.
العالم بتمامه يقف عاجزًا وكل الاجتهادات والصراعات حول إيجاد علاج أو لقاح أو مانع ما يحول بين الوباء وبين البشر، يختفي وراءه صراع اقتصادي ،وسياسي، وقوة خفية ، ويبقي السؤال المُلِح قائمًا إذا افترضنا أن العالم أوقف زحف هذا الفيض القاتل..فماذا بعد كورونا؟.
جهات وتكهنات عديدة حاولت الإجابة على هذا السؤال وسأجتهد أنا وأشير إلى أن إجابة هذا السؤال تبدأ من المنزل وتمتد إلى الدولة ثم العلاقات الدولية ،فالوضع لن يعود إلى ماكان عليه قبل كورونا، فثمة ثورات ستحدث ،وكساد وبطالة وصراعات على السلطة، وثقافة جديده ستطال كل مناحي الحياة بما فيها الفن بكل أنواعه .
لقد كشف الفيروس عن خبايا لم يفكر فيها أحد سواء من اتهموا بتخليقه أو من ساهموا في انتشاره ، هذه الخبايا بدأت بوادرها تبدو بوضوح فها نحن نشهد تخبط دولي وانهيارات لإتحادات مثل الإتحاد الأوربي ومنظمة أوبك إضافة إلى بوادر علاقات دولية مغايره، فهاهي وروسيا رغم تفشي الفيروس فيها تسارع بالوقوف إلى جانب دول بعينها في الإتحاد الاوربي مثل إيطاليا وأسبانيا، ومن جانب آخرالصين تقف إلى جانب المنافس العنيف لها وهي أمريكا ولا يخفي علي أحد ماذا وراء ذلك من أهداف سياسية او اقتصادية تمهد للتغيرات التي ستطال العالم بعد كورونا.
بوضوح كشف الفيروس عن خفايا كثيرة ومنها عجز المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومجلس الأمن وغيرهما،ولكن هناك ماهو أكثر، يبدأ من داخل الدولة الواحدة، فثمة ارتبكات كثيرة في دول عديده في العالم ستتشكل وتتبلور بعد أن ينقشع الذهول المربك جراء ماتتخذه الدول من وضع رعاياها داخل عزل إجباري إما أن يطبق وإما الموت الغامض.
وإذا اتجهنا إلى العلاقات الإجتماعية والإنسانية نجد أن كثيرًا من الأمورفي العالم لن تكون كما كانت عليه قبل كورونا، فثمة ثقافة أخرى ستسود كل شيء وتطال كل شيء، فها نحن نشهد تحول العمل والدراسه إلى المنزل الذي يمكن أن يضحي حل دائم للدول.
وكذلك لمسنا الإتجاه إلى الدين في محاولة للنجاة، ورغم أن علامة الاستفهام الكبري عن ماهية هذا القاتل الخفي ،كيف يعيش وينتشر مجهولة والمدي الزمني للسيطرة علي انتشاره غير واضح ،فملامح تغيير الواقع تنمو وتتجه إلى التبلور لنشهدها بعد تلك الحرب أمرًا مذهلًا سيوقف البشر أمامه طويلًا.
ولعلي هنا أقول مازحًا ونحن نعيش في سجن كورونا أن العالم سيشهد بعد رحيلها زيادة مهولة في عدد السكان وزيادة مهولة في تعداد أصحاب الأوزان الثقيلة.


















