أعراض مرض (الإخوان)... ورسالة إلى شباب الإخوان
كتب : د.محمد حجازي
تمر السنوات وتتسارع وتيرة الأحداث بشكل مطرد يدفع الجميع إلى إعمال العقل ومراجعة القرارات المصيرية تداركًا لآثارها السلبية.. ومع الأخطاء المتكررة من قيادات جماعة الإخوان والتي دفع شباب الجماعة ثمنًا باهظًا لها حتى الآن ، لم يخرج علينا واحدًا من قيادات الجماعة يقول : نعم أخطأنا ونعتذر، ولم يخرج علينا واحدًا من شباب الجماعة يقول : نعم أخطات القيادات ونحن الآن نرفض هذه الأخطاء .
سنتناول في هذا المقال أعراض مرض الإخوان ثم نبعث برسالة إلى شباب الجماعة.
أولًا : أعراض مرض الإخوان
كي نعرف منطلقات الآخر في تبرير مواقفه يجب أن نضع أنفسنا ضمن نطاق المبادئ التي يؤمن بها ونقيم موقفه استنادًا إلى المبادئ العامة في قربه أو بعده عنها .
لذلك دعونا نضع أنفسنا ضمن نطاق النظرة الإخوانية للأمور ونقيمها على هذا الأساس وليس على ما نؤمن به نحن ممن لا ينتمون إلى هذا التيار .
بعد دراسة متأنية لسلوك وتصرفات ومواقف قيادات وكوادر وطلائع جماعة الإخوان ، نستطيع أن نتعرف على أعراض مرض الإخوان ...وهى :
1- الإخوان كتنظيم وأفراد لا يملكون بحكم التربية موهبة الخيال والابتكار والتفكير، فهم رجل واحد وصوت واحد يؤمنون بالسمع والطاعة، جماعه ليس بها معارضة و تلفظ مخالفيها ، يحكمهم قاعدة ( إذا فكر اعترض ، وإذا اعترض انطرد) ...فهم منتجات سابقة التجهيز ومعدة سلفًا لأهداف محددة ولا يسمح لأفرادها بالتفكير المستقل وبناء الشخصية المعتمد على الذات.
2- تبرير جميع الأخطاء والدفاع المطلق بأن هناك حكمة من ورائها، فالجماعة على مدى عمرها الطويل والذى يقترب من القرن لم تعترف بأى خطأ حدث منها ..بل إنهم يعتبرون أي خطأ حدث ـ إن كان هناك خطأ ـ هو نتيجة ممارسات وأخطاء فردية.
3- البرجماتية "النفعية" فى سلوكياتهم وتحالفاتهم والتى تصل إلى حد "الميكافيلية" إتساقًا مع المثل الشائع "اللى تغلب به إلعب به" واتساقًا مع مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ).
4-الإستعلاء الشديد وإعتبارهم لإنفسهم أنهم (كائنات نورانية تمشى على قدمين )...وما عداهم رجس مضطرون للتعامل معهم لتحقيق غاياتهم الكبرى.
5- التلون فى التعامل إلى حد "التقية"وتعبيرهم الأشهر"أنا مش إخوان"وإختلاف طريقة التعامل بين زمن الاستضعاف والمحن وزمن السلطة والحكم.
6- إدعاء المظلومية والاستشهاد وأنهم مقهورين مقموعين دائمًا، يتظاهرون دائمًا بأن جميع العهود وكل القوى تقف ضدهم ولا يكفون عن الحديث عن سنوات السجن والتعذيب وأهوال السجن الحربى وزبانية التعذيب، لكنهم فى الواقع يتصرفون بخبث ودهاء ويتسللون من بين الأصابع كالثعبان حتى يتمكنوا من ضخ سمومهم.
7- ليس فيهم واحد يقول : نعم أخطانا ونعتذر أو حتى يقول: لم نخطىء حينها ونحن ضد موقف القيادات الآن، فمذهبهم أنه لا يجوز لك مخالفة المسير ولو كان في إتجاه الهاوية.
8- طريقتهم في ممارسة السياسة :( طابت.. لا الإتنين عور)
9- رغم أنهم يسكنون وادي النيل فقد ملأت الصحراء عقولهم وافئدتهم.. وليتهم تعلموا حكمة الصحراء عندما تشف عن الحقيقة فلايكره الحقيقة إلا المغيبون.
10- عدم المفاصلة والصيد في المياه العكرة.
هنا تتجلى مصارع الإخوان وسياستهم الانتهازية التي أحاطت بكل شيء طوال تاريخهم الحركي. فشل في التوقعات والسياسات والتخطيط التي تغلب عليها العاطفة وحب الذات، لقد ضيعوا الفرصة تلو الفرصة، ولكن أين يكمن الخلل والدعاء في هذه الجماعة أهو في القيادة أم أشياء أخرى؟
نستطيع القول إن فشل الإخوان في تجربتهم في حكم مصر وحتى الآن يرجع إلى ممارساتهم الخاطئة والتي كشف عنها :
1- الأخطاء في المبادرات.
2- الزيع في الشخصيات.
3-التجاوز في الأساسيات.
4- التناقض في التفصيلات.
بالإضافة إلى :
- التطرف في الفكر.
- الفساد في الرؤية.
هذه هى أعراض مرض الإخوان ...والتي قادتهم إلى فشل تجربتهم فى حكم مصر.
ثانيًا : رسالة إلى شباب الإخوان :
الخوف يكمن في أن قيادات الإخوان قد فقدت ضمائرها بعد الإطاحة بكرسي حكم مصر ،وهي على استعداد لفعل كل شيء للذود عن أنفسها ولو بالتضحية بدماء شباب الجماعة في سبيل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة .
ولذا نبعث برسالة إلى شباب الجماعة وهذا مضمونها :
يا أخى : أعلم أنك تعتقد أن تربيتك فوق أي تربية ، وأن أخلاقك فوق كل خلق ، وأنك النموذج في الإنسانية ، والنموذج في الإسلام . وأن غاية غاياتك أن تموت إخوانيًا (كما عبر السيد.صبحى صالح القيادى بالجماعة )، وأن تبعث يوم القيامة إخوانيًا، وأنه لولا الإخوان ما كان الإسلام ، وأن علاقة الإخوان بالإسلام علاقة الوجود والعدم ، فالإسلام بالإخوان يحيا ، ودونهم يصبح وجوده علي المحك ، ولذا فإن الإعتداء علي الإخوان هو اعتداء مباشر علي الإسلام .
يا أخى أعلم أنك تعتقد هذا وتؤمن به ، وتلتزم بقواعد السمع والطاعة ، ولزوم الجماعة ، فمن شذ عن الجماعة شذ في النار ، (وأنك بين يدي مرشدك كالميت بين يدي مغسله يقلبه كيف يشاء) وأن من فوقك في التنظيم لابد وأنه حتمًا يعلم ما لا تعلم ، ومن هنا وجبت طاعته ولزومه ، هذا مما يحفظ عليك دينك ، ويحفظ علي الجماعة وجودها . وكل هذه الأمور يا أخي في حاجة إلي مراجعة ليس لأنها خطأ في جملتها ولكن لأنها تخضع للتقييم شأنها شأن أي فكر بشري.
ولك أن تعلم أن هناك عوالم أخري بخلاف عالمك الخاص داخل بوتقة الجماعة، وأن الإسلام موجود خارج تلك الدائرة الضيقة ، وأن هناك مسلم مثلك يعيش في كنف مجتمعه ومتصالح معه ومتصالح مع دينه ومتصالح مع شركاء الوطن.
وأخيرًا راجعوا مواقف قياداتكم وسياساتهم منذ نشاتهم وحتى الآن لتكتشفوا أنهم مبدعون في الخداع والتضليل وعقد الصفقات من أجل شيء واحد هو الوصول للسلطة.
ليعلم الجميع أن جماعة الاخوان قد صارت خارج الزمان والمكان، تعيش أوهاماً وتعتمد على أوهام،.فى ( زمن الاستحقاقات ) .


















