أنا سفير مصر
بقلم : صباح أبوغزالة
أظهرت جائحة الكورونا التي ضربت العالم ومست أركانه، أنه لايوجد أرقى ولا أسمى من قيمة التعاون بين الشعوب والدول، وأن فلسفة صدام الحضارات كما نظر لها الغلاة والمتعصبون فلسفة متهافتة تنهار عند الأزمات وأنها لا تفيد الشعوب في شيء، كما أنها تغلق مجالات التعاون والتكامل.
فقد أكبرنا مواقف الكثير من الشعوب عندما رأيناها تتبادل الخبرات الطبية وتمد يد العون لغيرها وتحتضن جاليات شعوب أخرى.
والشعب المصري العظيم كغيره من الشعوب لديه مواطنين في كل دول العالم مستهم جائحة الكورونا كما مست شعوب الدول التي يقيمون فيها، وقد أظهر أبناء الشعب المصري في كثير من الدول التي يقيمون فيها المستوى الحضاري الراقي الذي يعبر عن تاريخهم وحضارتهم، وتحولوا بحق إلى سفراء لبلادهم،ممثلين شعبهم ومعبرين عن أصالته وعراقته وجذوره الضاربة في أعماق التاريخ.
وفي هذا الإطار وضمن هذا التوجه فإننا ندعو وبعمق المواطن المصري أينما حل وحيثما تواجد إلى أن يتحول لـ "سفير مفوض فوق العادة" يمثل شعب مصر الأصيل وتاريخ مصر العظيم يحمل التاريخ والأصالة، والرقي والحضارة، والنظام والعراقة، والاحترام والشهامة.
فمصر صاحبة أقدم حضارة إنسانية تضرب في أعماق المد الزماني الممتد إلى سبعة آلاف سنة ،فهي التي صدرت الحضارة والمدنية والزراعة والكتابة والطب والفن والعطر والآلات والتربية قديمًا وحديثًا إلى كل مكان، وهي التي تعتز بوجود اأنائها في كل زاوية من زوايا العالم عمالًا ومهندسين أطباء وفنيين ،خبراء وتقنيين ،كتابًا ومنظرين حاملين لقيم شعبهم وتاريخ أمتهم وعظمة وطنهم.
ولذلك فإنك يا أخي المواطن المصري الصميم سفيرًا لأهلك وعائلتك و جيرانك وحارتك ونجعك وقريتك التي تمثل عظمة مصر بكل ما في كلمة عظمة من معنى.
فحافظ على سمعة مصر من خلال سلوكك الحضاري وعبر احترامك التام لقوانين وأعراف البلاد التي تقيم فيها وضمن تمسكك بقيم المواطنة الحقة التي تربيت عليها، وإذا تجاوزت أو اسأت لا قدر الله في بعض سلوكايتك فإنك في الحقيقة لم تسيء لنفسك فقط إنما تسيئ لمائة مليون مصري ،تسيئ لتاريخ عريق هو تاريخ مصر المتفرد والمتميز عطاء وتضحية وعظمة.
أخي المواطن قد تعذر بالنسيان ولكن إياك أن تنس أن وطنك الغالي حمل اسم "أم الدنيا" باستحقاق وجدارة لأن مصر العظمى عبر كل تاريخها كانت أمًا لكل الشعوب العربية بل ولكل شعوب الدنيا.
ولن أسوق لك مئات وآلاف الأدلة الموثقة التي تعبر عن عظمة مصر شعبًا وتاريخًا وجغرافية وعطاءً، إنما أسوق لك نموذجًا اذكره على سبيل المثال لا الحصر وإلا فإن عشرات الأسفار والمجلدات والحصص والبرامج لا تحيط بهذه الأمثلة، فقد أصابت مجاعة أرض الحجاز قبل اكتشاف النفط أيام تولي توفيق نسيم رئاسة وزراء مصر ،فكتب إليه توفيق ذياب ـ رئيس تحرير جريدة الجهاد المصرية وقتها في صدر جريدته ـ عنوانًا يقول فيه "من توفيق إلى توفيق في أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع وفي مصر نسيم" وما أن قرأ توفيق نسيم العنوان حتى أصدر أوامره فورًا بالإسراع في عبور المراكب إلى الحجاز تحمل الدقيق والمواد الغذائية والأموال وكان الجنيه المصري يومها أغلى من الإسترليني نفسه.
لم تفعل مصر ذلك تباهيًا أو تفاخرًا آو منًا إنما فعلته واجبًا وأخوة وإنسانية وكيف لا تفعل وهي معلمة الإنسانية لقيم الإنسانية؟!
أخي المواطن المصري حافظ على سمعة هذا البلد العظيم بالتزامك بأرقى السلوكات، فمصر يا أخي المواطن هي بلد "الشمس وضحاها والقمر إذا تلاها" وهي قلب العروبة النابض وحصن الإسلام الصامد وأرض المواطنة الصادقة، هي التي أبدعت في المساواة بين أبنائها عبر شعارها الخالد "الدين لله والوطن للجميع" عبر كل مساراتها.
مصركنانة الرحمن،وركن الغلبان وجنة الإنسان، مصر كل ذلك وأكثر...، فلا تتجاوز في حقها ولا تغطي نورها، إنما بشر بنبئها واشع مناقبها بخلقك السمح وأدبك الجم واحترامك للبلد الذي يأويك؛ بذلك وبذلك فقط تصبح السفير الناطق والممثل الصادق الذي يحمل عراقة شعبه المصري، والذي حيثما تواجد فهو رمز الطيبة والنبل والسمو.
فحافظ على ما حُمِلت من مسؤوليات حتى تكرم بالعودة الآمنة الغانمة وأنت فخور بأدائك لأمانة السفارة الراقية والعهد السامي، مصر فخورة بك فكن الأكثر فخرًا بها، عاشت مصر مرفوعة الرأس مرهوبة الجانب تحت ظل قيادتها الرشيدة ممثلة في قائدها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن هنا قل"أنا سفير مصر في كل مكان".


















