النظرات..والحظرات
بقلم / شريف محمد
مرّ ما يربو على الخمس وتسعين سنة على وفاة الأديب المصري ( مصطفى لطفي المنفلوطي) ،
مبدع كتابي ( النظرات) و( العبرات) ،ولقد تميّز هذا المبدع ذو الأسلوب الرشيق بترجمته لعدد من الروايات غير العربية خاصةً الفرنسية، بطريقة فريدة من نوعها، حيث كان يستمع القصص أثناء اجتماعه والأصدقاء خلال فترات الحظر نتيجة الإحتلال البريطاني لمصر في ذلك الوقت ، فإذا ما أتم أحدهم سرد قصته، خاصةً من الأدب الفرنسي، حتى يسرع المنفلوطي معالجاً ، فناشراً،أو ممصراً، فكأنه وصُحبته الواعية يستغلون بطش الاحتلال ، وفرض المحتل للحظر للاستفادة من ذلك الوقت، لتنشط حركة الترجمة والتمصير ثم التأليف، وكأن حظر التجوال أيام الاحتلال هو أحد داعمي الثقافة...وما المحتل( الكوروني) عنّا ببعيد،فساعات الحظر بسبب الخوف من تفشي الكورونا، قد تكون هي الأخرى داعمة للثقافة.....فليتنا نحن أيضاً نستغل الأوقات الطوال في ساعات الحظر فنسرد للأبناء ما قرأنا من قصص وروايات، وما تثقفنا به من تجارب ، فنتبادلها مع الأصدقاء، مُستفيدين بإمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي وطرائقه المتعددة، وكما شاركناهم ( Tik Tok) وابدعه منّا الكثير،.. فلعلنا نُبدع في أوقات الحظركما أبدع صاحب النظرات، ومايُدريك فقد يكون بيننا أو بين أولادنا مبدع كمؤلف النظرات، ولكنه هذه المرة مبدع ( الحظرات)..!!!


















