رمضان الحزين "مصر وحشها أهلها ولمة رمضان"
بقلم : د.هدى بسيوني
لا مفر من الاعتراف بأننا نحيا أيام غريبة علينا لم نسمعها ولم نشهدها من قبل ولم يحكي لنا أباءنا وأجدادنا عنها ، إنها أيام غريبة ، وكأننا قد هبطنا على عالم آخر أو انتقلنا لمرحلةزمنية مختلفة على كوكب جديد، ولكن يأتيهم رمضان مثل ماكان يأتينا.، ولكن عندهم رمضان الحزين بلا أصوات القرآن وأنوار المآذن وزحام المساجد وشوادر البيع الرمضاني، وموائد الرحمن التي كانت تنور الأيام وتفتح أبواب الخير علينا.
الشوارع حزينة، الأيام حزينة، المساجد أراها حزينة، المآذن حزينة أين اضوائها أين روادها أين انوارها؟ المشاعر حزينة.. حتى الوجوه بالشوارع أراها حزينة! نتبادل التهاني رمضان كريم. الله أكرم. ولكنا حزانى القلوب والعيون والمشاعر، نصوم..ونفطر نصلي وندعي.ذ، ولكنا حزانى القلوب.
إن كنا قد حرمنا بهجة ورورحانيات رمضان بسبب اخطائنا وذنوبنا فها نحن نستغفر عنها ونتوب إلى الله عله يرفع عنا الوباء والابتلاء، إضافة إلى هذا نجد أن هناك من لا يقدر ولا يهتم بجهود الدولة للحد من انتشار الوباء وحماية النفوس والأرواح من شر هذا الفيروس الخفي، فنجد كل التجاوزات والاستهزاء بكل التحذيرات من الشباب الذي يرفض الانصياع لمواعيد الحظر، وكذلك التجار الذين يتعمدون جذب الزحام من الناس إليهم من أجل ترويج بضائعهم، كذلك الناس التي تنزل إلى الشارع بلا ضرورة ولاداعي من أجل التسوق والمزاحمة والزحام بكل الأسواق فنجد الشوارع قبل الخامسه وكأنها محطة قطارات من كثرة السباق المحموم.
الحظر كشف حقائق ووجوه لم نكن نعرفها ، الحظر بدأ يظهر الحقيقة التى حاولنا تفاديها والتي ظلت حبيسة داخل زحمة الحياة والروتين اليومي ، الحظر جعلك ترى مبادئ و علاقات مبنية على كلام بتنهار.
ندم سنين على قرارات أخذناها، ناس غريبة وخلق بتتغير وحقيقي الأحوال ليست مستقرة ، لم تعرف كيف تحب نفسك لأنك لما تعرفها حق المعرفة، لم تسأل نفسك من أنت؟ وماذا تريد؟ جل ماتريده حياة مختلفة، ومخدر لشعورك بأنك ممكن تكون على خطأولم توفق ولو لحظة!
غير قادر على حب نفسك لأن مايوجد بداخلك معظمه كراهية و حقد تجاه الناس و تجاه قراراتك و تجاه مشاعرك والتي لم تفهمها ولم تحاول فهمهما، نحن بشر ضعاف لا نملك شيئ و لا لنا حيلة ولا قوة ، فقط قبلنا الأمانة الكبيرة التي عُرِضَت فأبى الكل أن يحملها، فدعونا نتوسل الي الله أن يكشف عنا الغمه ويعيد إلينا بهجة وفرح ونقاء وشفاعة ولمه رمضان المبارك ، وأن يرفع عنا عبء رمضان الحزين.


















