×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

بداية قصة الحمل بعيسى عليه السلام (الجزء الثاني)

بداية قصة الحمل بعيسى عليه السلام (الجزء الثاني)
بداية قصة الحمل بعيسى عليه السلام (الجزء الثاني)

ظلت مريم ساجدة، وظلت مريم راكعة حتى أراد الله جل وعلا أن يمنحها تلك المكانة الرفيعة بين أمهات الدنيا،

فنفخ فيها جل وعلا من روحه؛ لتنجب عيسى عليه السلام، فبين الله للخلق عظيم قدرته، فكما أنه خلق آدم من غير أب ومن غير أم، خلق عيسى من أم دون أب، وخلق سائر الخلق من أم وأب؛ وليعلم الناس جميعاً أن الله على كل شيء قدير.

بداية قصة الحمل بعيسى عليه السلام

في يوم من الأيام خلت مريم بنفسها لقضاء شأن من شئون العذراء الخاصة، وفجأة انحبس صوتها وشخص بصرها، إنها مفاجأة مذهلة تأخذ العقول!

بل وتصدع الأفئدة، ما هذا؟! بشر سويٌ في خلوة العذراء البتول الطاهرة؟!

وسرعان ما استغاثت بالله، ولجأت إلى الله، ونظرت إليه وقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا [مريم:18]، أي: إن كنت ممن يتقي الله وممن يخشى الله فإني أعوذ بالرحمن منك، ولم تقل: فإني أعوذ بالجبار منك، ولم تقل: فإني أعوذ بالغفار منك، وإنما استجاشت الرحمة في قلبه بذكر اسم الرحمن، فقالت: إني أعوذ بالرحمن منك، أي: ارحم ضعفي! وارحم أنوثتي! وارحم خلوتي!! وكانت المفاجأة الأخرى أن نطق هذا البشر السوي في خلوة العذراء البتول الطاهرة قائلاً لها: 

لا تخافي ولا تحزني، فأنا رسول من الله إليك: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [مريم:19-20]، فهي لا تتصور وسيلة أخرى مطلقاً للإنجاب إلا بهذه الوسيلة: أن يلتقي الرجل مع المرأة، وهي لم تتزوج بعد، ولم تفكر في الرذيلة من ناحية أخرى: قَالَتْ ????????

أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [مريم:20]. وهنا يأتي هذا الرد الحاسم القاطع، فيقول هذا الملك والرسول الكريم: قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا [مريم:21].

عظيم قدرة الله تعالى
إنها قدرة الله، يا إخوة! إن من يحاول أن يصل بعقله إلى حدود قدرة الله كمن يحاول أن يكلف نملة أن تنقل جبلاً من مكان إلى آخر، إن قدرة الله لا حدود لها: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]،

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59] فلا تفكر بعقلك لتصل إلى منتهى قدرة الملك، فإن قدرة الله لا تحدها حدود، ولا يعجز الله شيء في الأرض ولا في السماء،

فمن الذي خلق السماء بغير عمد ترونها؟! من الذي خلق الأرض، وشق فيها البحار والأنهار، وزينها بالأشجار؟! من الذي خلق الإنسان بهذا الإبداع والجمال؟!

يد من التي امتدت إلى عينيك وأنفك وأذنك، فجعلت ماء الأذن مراً، وماء العين مالحاً، وماء الأنف حامضاً، وماء الفم حلواً، وأصل هذا الماء واحد وهو رأسك أيها الإنسان؟!

يد من التي امتدت إلى سنبلة القمح فغلفتها بهذه الأغلفة الحصينة المكينة، وجعلت فوق كل حبة شوكة؛ لأن الله قد قدر أن تكون هذه الحبة طعاماً لك -أيها الإنسان- ولم يقدر أن تكون طعاماً للطيور أو غير ذلك؟! يد من التي امتدت إلى كوز الذرة فرصت على قولحته هذه الحبات اللؤلؤية البيضاء بهذا الإتقان والجمال والإبداع؟!

يد من التي نجت يوسف من غيابة الجب؟! يد من التي نجت يونس من بطن الحوت؟! يد من التي نجت الحبيب المصطفى ليلة الهجرة؟! يد من التي نجت الخليل إبراهيم من وسط النيران؟!

إنه الله، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:22-23].

قل للطبيب تخطفتـه يـد الـردى يا زاعماً شفا الأمراض من أرداك قل للمريض نجا وعوفي بعدمـا عجزت فنون الطـب من عافاك قل للصحيح يموت لا مـن عـلة من بالمنايا يـا صـحيح دهـاك قل للبصير كـان يحـذر حفـرةً فهوى بها من ذا الـذي أهـواك بل سائل الأعمى خطاً وسط الزحا م بلا اصطدام من يقود خطاك وسـل الجنيـن يعيش معـزولاً بـلا راع ومرعى ما الذي يرعاك وسل الوليد بكى وأجهش بالبكا ء لدى الولادة ما الذي أبكاك وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فسله من ذا بالسموم حـشاك واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يـملأ فاك واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاك إنه الله!!

قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا [مريم:21]، انتهى الأمر وقدره الله عز وجل. كن عن همومك معرضاً ودع الأمور إلى القضا وانعم بطول سلامـة تسـليك عما قد مضى فلـربما اتـسع المضيق وربـما ضـاق الفضا الله يفـعل مـا يشاء فـلا تـكن مـتعرضا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ [مريم:21] فهو الذي خلق الخلق، خلق آدم يوم خلقه بلا ذكر أو أنثى، بلا أب أو أم!! الأمر لا يحتاج إلى تفلسف أو تعمق على الإطلاق: قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا [مريم:21]، لا جدال فيه ولا نقاش ولا نزاع، فاطمأنت العذراء الطاهرة، وانشرح صدرها، واطمأنت نفسها وسكن فؤادها، وعلى الفور نفخ جبريل في جيب درعها -أي: في أعلى القميص- فحملت بأمر ربها: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:12].

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:14 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17