المصريين بالخارج تنفرد بالحوار مع المصريين العالقين العائدين من ضبا
الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتدادً وامتدادًا، أقرب ما تكون انقشاعًا وانفراجًا، فيأتي العون عند ذروة الشدة، وهكذا فنهاية كل ليل غاسق فجر صادق، فما هي إلا ساعة ثم تنقض، فمن رحم الألم والمعاناة يأتي الفرج.
المصريين بالخارج تنفرد بكشف تفاصيل أزمة العالقين المصريين بداية من وصولهم إلى ميناء ضبا حتى عودتهم إلى أرض الوطن بعد استقبال ميناء سفاجا البحري عن طريق عبارة القاهرة قادمة من ميناء ضبا السعودي والتي تقل علي متنها قرابة 151 راكبًا مصريًا عالقًا بميناء ضبا بعد توقف الحركة الملاحية، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد .
تواصلت المصريين بالخارج مع عدد من الأشخاص ممن تواجدوا في خضم الأزمة حتى انتهائها.
فى البداية تحدث معنا طاهر عبد الرحيم سالم محمد وهو مقيم بمنطقة الرياض وأحد العالقين قائلًا :" لقد توجهت بصحبة عشرات المصريين إلى ميناء ضبا بعد مكالمة هاتفية مع الوكيل الملاحي بتوفر حجز على عبارة متجه إلى أرض الوطن ، وبعد الوصول إلى الميناء الجمعة الموافق 4/1/2020 فوجئنا بإبلاغنا بنفاذ التذاكر، وتصادف ذلك مع إصدار المملكة العربية السعودية قرار بمنع الأفراد من التنقل بين مدن المملكة وبعضها البعض ، وهنا بدأت المعاناة فلا نستطيع الرجوع إلى مدن إقامتنا والعودة إلى عملنا ولا نستطيع السفر إلى مصر ، واضطر بعضنا لحجز فندق ، وتم نشر المشكلة على صفحات التواصل الاجتماعي وتم إيصال صوتنا إلى المسؤولين بالدولة المصرية حتى انتهت المشكلة بتوفير عبارة لنقلنا إلى مصر.
ويضيف " أحمد بركات " أحد العالقين بميناء ضبا بأنه تم مناشدة السفارة المصرية للتدخل وإنهاء الوضع القائم ولكن صعوبة التنقل بين المدن والإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا أعاقت إكمال جهودهم على الوجه الأمثل.
ويتابع "بركات " قائلًا " يجب ألا ننسى دور القيادة الوطنية في سرعة الاستجابة لأولادها ، فالرئيس عبدالفتاح السيسي أب لكل المصريين وزعيم الأمة ، كما أتوجه بالشكر لسيادة الفريق مهندس كامل الوزير ـ وزير النقل ، الذي تابع كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عودتنا ، كما وجه قيادات هيئة موانئ البحر الأحمر باتخاذ كافة التدابير وذلك بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر والحجر الصحي وكافة الجهات المعنية حيث تواجد فريق حجر صحي لإنهاء إجراءات الفحص الطبي على متن السفينة، وتم توفير عدد كاف من ضباط الجوازات لإنهاء الإجراءات في أقصر وقت ممكن، كما تم تركيب بوابة تعقيم للأفراد بالميناء لمرور العائدين من خلالها، وكذلك تجهيز أتوبيسات خاصة لنقلنا من الرصيف إلى مكان العزل المحدد بمعرفة وزارة الصحة.
كما أكد لنا "عمر علي عبد الله " أحد العالقين آيضًا أنه تم التنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية لتوفير الإحتياجات الغذائية الضرورية في ظل قرار منع التنقل وتكفل بعض الأفراد بحجز فندق لنا كما عرض أحد الإخوة تقديم مساعدة مادية لبعضنا.
وأضاف "عمر " قائلًا : " أود التوجه بالشكر للنائبة غادة عجمي والمستشار محمد علوان عن تواصلهم بشكل يومي معنا ومتابعنا كافة أحوالنا وإيصال صوتنا للسادة المسؤولين حتى كللت جهودهم بالنجاح، كما أتوجه بالشكر لوزارة الهجرة لرفع المعاناة عن كاهلنا".
وأشار " عمر "إلى أن استقبال الجهات المصرية للأفراد العائدين كان يدعو للفخر فقد حرص محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي على استقبالنا بنفسه وتم نقلنا مجانًا وبشكل سريع إلى بيوت الطلبة المغتربين التابعة لجامعة جنوب الوادي (المدينة الجامعية) بمدينة الغردقة لقضاء 14 يومًا في الحجر الصحي ، كما كلف سيادته مديرية التضامن بتوفير الطعام والشراب وتسليمه يوميًا وبشكل مجاني وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بتوفير كافة سبل الراحة وتقديم الخدمات وتوفير الإقامة على نفقة الدولة لأبنائها العائدين من الخارج.
ومن خلال متابعتنا لملف العالقين المصريين بضبا نتوجه بالشكر لكل المؤسسات والوزارت التي عالجت هذه المشكلة وعملت على سرعة إنهائها متمثلة في وزارة الخارجية ووزارة الهجرة وكذلك وزارة النقل ،لاهتمامهم وسعيهم لحل تلك الأزمة، كما نتوجه بالشكر لكٍل من النائبة غادة عجمي ورجال الجالية المصرية بالسعودية لكلا من المستشار محمد علوان والأستاذ جمال الشوربجي و الأستاذ حسام حافظ والأستاذ مصطفي ابو انس والاستاذ محمد النبوي والمستشار محمد عبدالعليم لتواصلهم مع العالقين ونشر قضيتهم وإيصال صوتهم للسادة المسؤولين ، كذلك الشكر لكل من قدم يد العون لإخوانه العالقين بضبا ولم يرد اسمه بالتقرير .
إن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على أبنائها في الخارج، ولن تدخر أي جهد في سبيل حل مشاكلهم وضمان رجوعهم بشكل منظم وسريع لوطنهم بما يكفل الحفاظ على كرامتهم والحفاظ على مصريين الداخل من انتشار الوباء.


















