رامي علم الدين يكتب : نحن على الحق المبين
بقلم : رامي علم الدين
تتواكب هذه الأيام المباركة والذكرى العطرة، تاريخ أمجاد انتصارتنا على إسرائيل والصهيونية العالمية، 46 عامًا على ذكرى العبور وتحرير أرض الزيتون «سيناء» ،العاشر من رمضان 1973م، والتي راح ضحيتها أنبل شهداء الوطن من صفوف الجيش المصري ، وباستقراء التاريخ يظل دائما في داخلي إيمان لايتزعزع بأن مصر الحضارة والقوة والأصالة وحصن المنطقة العربية، كونها كانت ولازالت مقبرة الغزاه على مر العصور والتاريخ شاهد على بطولات الأجداد، كانت دومًا الصخرة التي تكسرت عليها مطامع الغزاه .
هو قدر الله ـ عزوجل ـ دورها الذي رسم لها منذ بدأ الخليقة، فأصبح جنودها في رباط الي يوم الدين، حصن العروبة، وصمام الأمان ضد أطماع الأعداء.
لن أعود الي التاريخ السحيق بإنتصار«أحمس » على الهكسوس، «رمسيس الثاني»على الحيثيين، لكن سوف أتوقف عند معارك فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية القديمة:
- حروب الصليبين على بلاد الشرق، وسقوط بلاد الرافدين، ثم الشام ثم بيت المقدس، احتلوا الأرض وسرقوا الثروات ودمروا الأخضر واليابس، وعندما أرادوا الفوز بالجائزة الكبرى مصر؟
دك جنود مصر أعناقهم وأذاقوهم مرارة الهزيمة، استطاعت مصر بخيرة جنودها بقيادة صلاح الدين في معركة حطين، أن يعيدوا مجد العرب وتحرير بيت المقدس.
- جاء التتار بهمجية واستعلاء واحتلوا العراق وبلاد الشام وصولًا إلى حدود مصر، احتلوا الأرض وأقاموا عليها بجيوشهم ونهبوا الثروات وأخذوا يعيثون فيها فسادًا، قام جنود مصر بقيادة سيف الدين قطز بتلقينهم درسًا، في معركة عين جالتوت، حيث جعلوهم يرون الجحيم على الأرض، وجعلوا جثثهم طعاماً للجوارح، والكلاب الضاله، وهزموهم شر هزيمة.
- توطين اليهود والسطو على أرض فلسطين، على أعقاب وعد بلفور 1907، وعد ما لا يملك لمن لا يستحق، وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وما تلاها من حروب مصرية ، أعقبت تأميم قناة السويس، حرب 1965، و1967، بالعهد الناصري، ثم استطاعت مصر أن تلحقهم شر هزيمة وخسارة في المال والعتاد والأرواح ، وتقهر أسطورة الجيش الذي لايقهر، وتستعيد سيناء في حرب الكرامة 1973«العاشر من رمضان» في عهد الراحل الزعيم السادات، إتفاقية السلام 1979، ورفع العلم المصري على كامل الأراضي المصرية في عهد مبارك «طابا» 1984.
وما زالت الإرادة المصرية عصية على الإعاقة، وصامدة في وجه مخططات الغرب واطماع الغزاه، وأهل الشر، يعودوا بأشكال وتحديات ومخططات مختلفة، ولعلي أذكر لكم في عجالة ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي حينها ، والتي بدت كطوق النجاه والخلاص وتغنت بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة بداية العام 2011 من تونس، ثم مصر، البحرين، اليمن، ثم دخلت على بلاد الشام(سوريا)، ثم اتجهت للغرب في ليبيا، سيطروا على قطر ، واستغلوا تركيا الطامعة في إستعادة أمجاد الماضي وأحلام الخلافة (بعملاءهم)، نجحت مصر في إيقاف مخططاتهم وألحقت بهم شر هزيمة في ٣٠ يونية 2013 ، بفضل إدراك ووعي شعبها، وعقيدة قواتها المسلحة الوطنية، التي رفضت انقضاض الحكم الإسلامي المتطرف على مكتسبات ثورة الشعب 25 يناير 2011، وأجهضت المشروع الغربي وأوقفت تمدده وسقطوا في كمين الفشل، ونسمع حتى الآن نباحهم في كل مكان مستغلين منابر إعلامية مأجورة .
بعد الانتصار المصري، تقود مصر وأشقاؤها العرب حربًا مقدسة لتنظيف المنطقة العربية من ذيولهم والقضاء على عملائهم، وخونتم ، فنري سوريا تتحرر من تنظيمات داعش، ولن أنسي من رفعوا العلم المصري يوم تحرير حلب، وفي الطريق تحرير العراق وليبيا، وقريبا فلسطين أرض الميعاد وأولى القبلة ، لتعيش المنطقه في سلام وتعود إلى أزهى عصورها إن شاء الله .
إذن التاريخ يقول أننا سننتصر والتاريخ لا يكذب.. ! أعطى الله لبني إسرائيل المال، وأمرهم بالإحسان، لكنهم طغوا في الأرض وبغوا، وظلموا، وعاثوا في الأرض فساداً، الدين والتاريخ يشهد لمصر.
لذلك دائمًا المصريين الحقيقيين من الذين يجيدوا قراءة المعطيات ومحبي الاستقراء، يربطوا الأحداث ويستجمعوا النتائج، يؤكدوا أن مصر ستحقق ماتصبو إليه ... لماذا ؟
لأن الآخرون يرون قوة فقط قوة الغرب ومخططاتهم ونحن نري ونؤمن بقوة وقدرة الله ودروس التاريخ وجسارة قادة مصر وجنودها، وذكاء وبراعة صقورها.
أخيراً ..«جندنا الغالبون»
الجندي المصري الصائم الذي حرر مصر من المعتدي الإسرائيلى في العاشر من رمضان هو نفسه الذي يواصل انتصاراته في معارك الوطن ويحقق اليوم النصر علي الإرهاب وأعوانه، الجيش المصري يمتلك عقيدة وإيمان حديدية، يتساقط أمامها كافة الأعداء مع إختلاف أشكلهم ومسمياتهم وزمنهم، فالهدف واحد وهو الحفاظ علي تراب مصر المقدس من دنس الطامعين، وسرقة الأوطان.
نحن المصريون في معية المولي وحفظه صامدون دفاعًا عن الوطن، والعروبة، لأن الله لا يخلف وعده، ولأنهم يمكرون لأنفسهم والله يمكر لنا، ولأنهم بلا تاريخ ونحن من كتبنا التاريخ، تفاءلوا بنو وطني ..فنحن على الحق المبين.


















