قطر في خطر
بقلم : د.محمد حجازي
شهدت الساحة القطرية تجاذبات وتوترات سريعة ومتلاحقة وبشكل كاشف عن صدام بين معسكرين ، الحرس القديم ( نظام الحمدين) والحرس الجديد ( تميم و الشيخة موزة) ....كيف ؟
رؤية نظام الحمدين :
بذل الشيخ حمد بن جاسم والشيخ حمد بن خليفة جهدًا كبيرًا لتحويل قطر إلى ما هي عليه اليوم، ملؤوها بمراكز القوى والعقد المخابراتية والقواعد العسكرية مقابل نهضة تنموية من خلال الغاز وسمعة عالمية من خلال الجزيرة وكأس العالم وريادة إقليمية من خلال المشاريع السياسية، لذلك يشعرون أن لهم الفضل الأكبر على قطر حكومةً وشعبًا وأن أي قانون أو مصلحة يجب أن لا تطبق عليهم ولا على مصالحهم ، وهذا أدى إلى خلق تجاذبات متكررة بين هذه الأطراف وبين الشيخ تميم والشيخة موزة.
رؤية (تميم ـ موزة) :
يرون أن الجناح الآخر أصغر من المساس بهم أو الإضرار بمصالحهم وأنهم ليسوا سوى أدوات في لعبة دولية كبيرة أكبر من أن ينخرطوا فيها، هذه التجاذبات ليست سرًا وتترددت كثيرًا في المجالس الخاصة داخل قطر والتقارير الصحفية خارجها ، لذلك يتضح أن أزمة كورونا وانهيار أسعار الغاز وتراجع مشاريع كأس العالم وتسريح أعداد كبيرة من موظفي أكبر الشركات العاملة في الاقتصاد القطري ، بالإضافة إلى ضعف التأثير الإعلامي لقناة الجزيرة على دول المقاطعة والدول العربية مقارنة بتأثيرها قبل المقاطعة، جميعها بلا شك تضع حكومة قطر على المحك إذ لا يمكن تجاوزها بلا حلول جذرية تاريخية تضمن لها الاستمرار في رغد عيشها حتى لو أدى ذلك لإنهاء المقاطعة والتضحية بقناة الجزيرة وطواقمها.
قطر أمام تحد كبير وشائك لا يمكن حله بالمال ولا بالعلاقات الاستراتيجية مع تركيا وإسرائيل وأمريكا وإيران، فالكل عالق في مشاكله.
كان واضحًا هذا المآل منذ بدايته من خلال التعاطي الأهوج من الحكومة القطرية مع أزمة كورونا حتى احتلت قطر المرتبة الثانية عالميًا في نسبة الإصابات لكل ألف فرد.
لدى النظام في الدوحه مرض يسمى ( عقدة الصغير ) الذي ينتفض يمينًا و يسارًا و يحاول لفت الإنتباه بشتى الطرق والتمرد على الواقع بمشاريع راديكالية غير موجوده سوى في أحلامهم ، لذلك لن يتغير من وضعهم شيء سوى بتغير النظام هناك بحذافيره والذي كان يتعين عليه انتهاج سياسة المواجهة وليس الهروب إلى الأمام برمي التهم وتوجيه الشتائم ضد الآخرين، العالم يرصد تصرفات الحكومات والمنظمات ومدى جاهزيتها ومؤشرات موثوقيتها، حتمًا ليس من ضمن هذه المؤشرات القدرة على كيل الشتائم والفبركات، المتضرر الوحيد من هذا الموقف الانهزامي هي قطر ومؤشراتها.
مؤسف ماوصل إليه الحال في قطر من تراجعات على كافة الأصعدة، ولكن طالما أنهم يقرأون مثل هذا الكلام سواءً مني أو من مراكز الدراسات والصحفيين في سياق الهجوم لن يخرجوا من أزمتهم بلا كارثة.
وأخيرًا يجب أن يعي الشيخ تميم أن قطر وشعبها ومستقبله أهم من الشيخ حمد وقناة الجزيرة وبقية مشاريعه الفاشلة.
بالتأكيد مايجري في قطر من صراع بين مراكز القوى سيظهر على السطح قريبًا في ظل شخصية تميم الضعيفة وما أحداث الوكرة إلا بداية لصراعات الأجنحة القوية في نظام الدوحة.


















