بين عدالة كورونا وسطوة الفساد
بقلم : د.أحمد سماحه
ماذا يحدث لو أننا وعدنا بجنة ولم يرد وصفها؟..لك أن تتخيل كم التكهنات والتخيلات والتوافقات والإختلافات التي ستحدث ، ولذا كانت وعود الخالق لنا موثقة بالوصف وكل ماعلينا هو أن نتمناها وان نعمل من أجل أن نكون من أهلها.
وقد جاءت الثورات في العالم بوعودها الخلابه لتصف الجنات والعدالة التي ستقدمها من أجل الرخاء والتقدم والمساواة.. ولن أتوقف عند ما تحقق ومالم يتحقق فالشعب يدرك أبعاد ذلك ويعرف جيدًا ماذا حدث وماذا لم يحدث.
لكني فقط سأتوقف عتد شعار حمل في مضمونه مصطلحات مثل الحرية والعدالة والمساواة التي سادت وانتشرت كشعار طوباوي أدرك الجميع استحالته، ولا أملك أن أجيب لماذا ؟
ولكني سأتوقف عند مصطلح ينتشر في صمت يدركه الجميع ويتغاضى المنتفعين من انتشاره ، فأضحي كوباء بلا رادع يمنح القوة والقدرة الثروة في صمت دون حياء.
ولأجل المصداقية والظن الحسن يمكن التأكيد علي سيادته في الكثير من دول العالم الثالث، ينتشر دون اهتمام أو رادع من قانون أو سلطة، وهذا أمر متفق عليه، وكم شهدنا من مآسي يخلفها لنا مصطلح الفساد والذي تتبدي مظاهره لدينا في النيل من المال العام والرشاوي والمجاملات المغرضه وغيرها.سيقول البعض مالذي دفعني الي تناول أمر متفق عليه ضمنيًا ويشهده عامة الشعب من البسطاء وغيرهم..؟
ستبدو الإجابة غريبة عندما أقارن بين عدالة وباء الكورونا وبين عدالة أصحاب النفوذ والمتحكمين في الشعوب فوباء كورونا يصيب الأثرياء وأصحاب المناصب كما يصيب العمال والفقراء والبسطاء بينما يصيب الفساد أبناء الشعب البسطاء وأملاك الدولة وتراها. فأي عدالة تلك؟
إن وباء الفساد الذي لايمكن لأحد أن يغفله والذي يعمل رئيس مصر علي التقليل منه أو ردعه نراه مستشريًا في مظاهر عديدة ليس أولها الاستيلاء علي أراضي الدولة وليس آخرها الرشاوي التي أضحت كما يقول البسطاء (مثل السلام عليكم) وإنما طال بعض الجهات التي تتعامل مع الشعب في مجالات عدة ومختلفة.
وهنا أتوقف لأشير إلى أمر شاهدته وعايشته بنفسي تمثل
قي هدم فيلا مقابل سكننا (ومعروف قانون هدم وبناء هذا النوع الذي يعد تراثًا) هدمت فيلا مكونه من دورين وأقيم مكانها بناء من ستة أدوار تم هدم دور منه وفجأه وبعد أسابيع قليله وجدنا ناطحة سحاب تقترب من 20 طابق ولم تكن تلك البداية بل سبقها في شارع طوله لايتعدي300 متر 10 ناطحات علي مرأى ومسمع من القائمين على الأمر بمحافظة بالأسكندرية.
أنا هنا أعدد ظواهر قليلة ولكن هناك الكثير فأنت عندما تذهب من الإسكندريه إلى القاهره بالقطار أو السيارة تشهد العجب!! فلم يعد هناك متر واحد علي الأرض الزراعيه بلا مبنى، ومن أجل الخداع سوف تجد عشرات بل مئات المساجد الصغيره للتمويه
و تتساءل : أين المحليات..؟ أين الضمير..؟ أين ..أين..؟.
لن أكون طوباويًا لأطالب بعدالة شاملة أو حرب مثل الحرب ضد كورونا بعدالتها، ولكن فقط أقول فلتكن مصر في قلوبكم فلا تفسدوها وحتي لا يأتي الوقت الذي يندم فيه الجميع.


















