سفر مع وقف التنفيذ
بقلم : أمل السبيعي ـ السعودية
الأيام باتت ثقيلة إن كانت بساعاتها أو مواقفها،وبوجوه كثيرة،لاتعلم إن كانت موجودة معك أو أنها حاضرة في ضيافة الغياب.
يتحرك يمينًا ويسارًا، ليته يميت نفسة ساعات قليلة كي يرتاح ويهرب من فوضى أحاديث محشوة في روحه، صوت اهتزاز السرير يزداد علواً كأنه يقول كفى صراعًا مع النفس، يستسلم زيد إلى نور الصباح الذي يتسلل خفية من وراء الستار.
وإذا بجابر يدخل المنزل ويسقط على الكنبة مثل مهزوم خرج لتوه من حرب طاحنة. بينما يحضر زيد القهوة ، يبحث عن السكر ، لم يجد حتى حفنة تحلي مرارة الروح ،فلم يكترث زيد ،أعد القهوة وبدأ يحتسيها فلم ترق له.
أخذ يهدئ نفسه قائلاً : لن تكون أقسى من أيّام عشتها فيما مضى ، أخذ رشفة على عجل ، تذكر موعده اليوم، والذي خطط له منذ ثلاثة شهور، أوصله جابر إلى المحطة وقت الظهيرة ظنًا منه أن الرحلة في المساء، ولما سأل الموظف أخبره أن رقم رحلته في الصباح ، وأن القطار قد غادر.
جلس زيد يشعر بالغليان والنقمة على الموقف أم على الحياة ،إنها في كل مرة تخذله، ولاتنتظره سكة الأيام ، عاد إلى البيت وبناتت أفكاره تتراقص أمام عينيه وكأنها استعراضات على المسرح المعاصر، قال لجابر : أفلا نذهب إلى إحدى الدول العربية رخيصة المعيشة؟
يحضر زيد الطعام حين رأى على الجدار وزغًا صغيرًا ينظر إليه ، بادله النظرة وقال : أنا الآن هش ضعيف لدرجة لا أستطيع سحقكك، جميعنا نستحق الحياة الأدباء الكادحون في الحياة وحتى الحيوانات هي ليست ملكًا للنبلاء فقط.
يأتي المساء تجتاحه مشاعر خاملة/متبلدة لا رغبة في الخروج ...لادافع لمحادثة أختة هدى، يحمل الهاتف، ينظر إليه كما لو يرى لوحة فنية ،يحاول تفسير ألغازها أو خطوط قصته، في الطائرة ينزل البلد فيقول لجابر لماذا في بلادهم حياة أكثر منا ،حميمية الناس أو جمال وبساطة الشوارع؟! يجلس في مطعم يطل على اليهود يتفرج على المنظر ولايعلم ماهذه البيوت أو المنطقة قال جابر : هذه غزة المحتلة، وقف على المرتفع ينظر بدهشة حتى انخرط في بكاء عميق ، أقبل علية يهزه، مابك؟ شعر وكأنهاهتزاز أعاد له توازن حياته بعد فوضى إحساس كان يعاني منة منذ سنوات اهتزاز مثلما من رمي الحجر وحرك المياة الراكة بداخلة، لماذا نحن هكذا ؟!
انظر إلى البيوت وهي مكبلة بالحديد وكأنها فتاة مسجونة من فعل العار ،كل يراها ويصمت خوفًا من الفضيحة ،كفتاة ترتهن لحظر اجتماعي متعمد.
نحن المكبلون ياجابر نحن من سجن أنفسنا بأنفسنا وليس اليهود.


















