كورونا بين التهوين والتهويل ...... بقلم هبة البنا
بقلم هبه البنا
كورونا بين التهوين والتهويل انقسمت الخواطر الانسانيه الي جبهتين من التفكير لمحاربه هذا الفيروس الهمجي ولكن بهطط فاشله ومعدات فاسده فوجدنا من يهون الازمه بأكملها ويسخر منها فأغمض عينيه واصم أذنيه عما يدور من حوله عن عدد الموتي والمصابين عن الحوادث المرعبه والمشاكل الصحيه في المراكز الطبيه واعتبرها كأنها سراب في صحراء بعيده لم ولن تصل إليه ابدا وتقبل خيانه عقله الباطن لذكائه في وسيله للحد من شعوره بالخوف الذي يهدد امانه النفسي واستقراره الداخلي ويعتبر اخصائي علم النفس والصحه النفسيه هذا التفكير الخاطئ هو الأكثر شيوعا عندما يتعرض الإنسان لصدمات عديده تفوق حجم تحمله لها .وعلي العكس تماما القطب الآخر من التهوين بالازمات يأتي الخطأ الاكبر الا وهو التهويل لها .فوجدنا الكثير من الناس سجنت أنفسها وراء قضبان منازلها خائفين من النظر خلف نوافذهم رافضين التعامل مع أي كائن حي يتنفس الهواء برأتيين تحمموا بالكحول وتعقموا بالسترليوم واغرقوا بيوتهم بالمطهرات حتي تشققت أيديهم وجدران منازلهم . ويأتي قول الله تعالي "وكذلك جعلناكم أمه وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " آل عمران ١٤٣.اين هي الوسطيه يا امه الوسطيه ؟اين الوسكيه التي جعلها الله شرعا ومنهاجاودستورا من دساتير الحياه المستقره. كثيرا ما ينتابني شعورا بالحزن والاسي علي هذا الجيل الجديد الناشئ بين هؤلاء المستهترين وهؤلاء المتشددين، بين الازدواجيه والطرفيه ولماذا لا نستطيع أن نذكر انفسنا واولادنا بهذا الفكر الوسطي الجميل ليجدوا الهروب من وحشه خواطرهم المربكه وينعموا بالاتزان الفكري في الاجابه علي تساؤلاتهم الدنيويه المحيره .دعونا ندرب أنفسنا واولادنا علي كيفيه الثبات الانفعالي عند التعرض للأزمات والتي تتسم بالايجابيه والوسطيه في حل المشاكل المحيطه بنا.تطبيقا لهذه القاعده نجد أنه يلزم علينا التعامل بالقليل من القلق والكثير من الحيطه والانتباه مع وحشيه هذا الفيروس اللعين .يجب علينا الأخذ بالاسباب والمحافظه علي التعليمات الطبيه وتوجيهات المسؤولين وتجنب الاختلاط والالتزام بالمنزل علي قدر الإمكان وبعد ذلك يرجع الأمر الي الخالق سبحانه يفعل ما يشاء أنه سبحانه علي كل شئ قدير .وبذلك تدخل الاطمئنان والسكينه والثبات الي قلبك وفكرك .قال تعالي "يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك" سوره الانفطار٦،٧. فالله سبحانه وتعالي لا ير بنا الا كل الخير ولعل هذا الوباء أن يأتي بالخير كله بحكمه لا يعلمها الا الله وحده فمثلا يقول الدكتور عائض القرني في كتابه لا تحزن من فوائد المصائب استخراج مكنون عبوديه الدعاء فسبحان من استخرج الدعاء بالبلاء .الكون بأسره توجه الي الخالق في اسرع وإذلال لرفع الوباء لانه هو وحده القادر علي ذلك .واخيرا احرصوا علي تعليم أولادكم وجاهدوا علي ذلك كما قال عالمنا الجليل الدكتور مصطفي محمود لا صيحه الا صيحه العلم ولا خلاص لنا من هذا الوباء الهمجي الا بالعلم .ولنتيقن جميعا أن الموت الذي نختبئ منه ونتغيب عن ذكره ونتغافل عن وجوده هو الحقيقه الوحيده المؤكده في عالمنا هذا وعلي ذلك فليتنافس المتنافسون ففروا الي الله بقلوبكم واعمالكم عسي الله أن ينجينا بدعائنا وصالح أعمالنا .فاللهم رحمتك ارجو اصلح لنا احوالنا جميعا ولا تكلنا الي أنفسنا طرفه عين
