حديث الغرباء
بقلم : د.هدى بسيوني
تأخذنا حروف الكلمات والهمسات والأمسيات في الغوص في بحور الأحاديث وتبقى الكلمات الدافئة محفوره في ذاكره القلوب وثنايا العقول فالعقل مثل كارت الميموري يحتفط بالذكريات والأحاديث محفوره ومخزنه بصندوقنا الخاص داخل عقولنا نسترجعها ونبتسم.
نعم نبتسم فعاده نحتفظ بالكلمات الحلوه التي تسعدنا منذ الطفوله، ونحتفظ أيضًا بما يجرحنا ويوجعنا لكن هذا الأخير ندفنه بداخلنا فلا نريد تذكره لذلك نخفي كلمات الألم داخل مناطق اللا اهتمام، على عكس الذي يسعدنا نحتفظ به في بؤرة الشعور والاهتمام لنلجأ اليه اذا ضاقت بنا الدنيا فنتذكر مايفرح قلوبنا وعلى سبيل المثال حديث الغرباء هو دوما حديث ممتع خالي من أي ألم أو شجن أوخبرات سابقه أو توقعات ممن يسمعك فقط الغريب هو من تحكي له بلا تحفظ بلا خوف بلا شك.. كيف ذلك؟؟.. ببساطه حين نلتقي رفيق سفر يجلس على الكرسي المجاور لنا بالقطار بالطائرة باي وسيله مواصلات تسمح بالحديث.. تجد نفسك تتحدث بلاقيود بلا رتوش بلا مونتاج.. بلا حرج... لماذا؟
لأننا نعلم مسبقًا أن أحدنا سينزل المحطه القادمه إما أنا.. أو المستمع أحدنا سيرحل بأسرار الآخر دون خوف أن يفشيها فهو لايعرف من الذي يحكي ويفضفض ولكنه يرد عليك بحياديه وهو يرى الحكايه من بعيد.. على الرغم أنني لا أدعم فكره حديث الغرباء ابداََ.. لكني خضتها مره واحده فقط بحياتي وكان للحديث راحه وثقه لأني تحدثت من قلبي .. راحه يصعب أن تجدها مع من حولك أحيانا لأننا نكون اسري الظروف والناس والاشاعات والمجتمع.. الكثير والكثير من المعوقات التي تمنعك تحكي بارتياح وصدق. لذلك يصنع كل منا دواير من الناس يستطيع فقط البوح لهم والفضفضه وإلقاء الهموم بين أيديهم.
فالعبرة ليست بزحام من حولك ولا بعدد من يسأل عنك بغيابك أو حضورك وإنما العبرة بمن يحتفظ لك بركن دافئ في ثنايا روحه بمن تلجأ إليه مسرعاََ فرحا"أو حزنا" أو خوفا ..بمن تهرب اليه من زحام الناس عندما يوجعك العالم حزنا وألما" عندها تشتاق الروح لمن يطمئن الروح.
كانت أمهاتنا قديما كُلّمــا اشتقاــت وضعــت يــديها على قلبــها. لأنّـــهُ المكــان الوحيد الــذي يطمئن الروح .. وتتأكـــد أنــنابخير فالقلوب لا تنبــض بدون الأحباب وطله الأحباب لذا نحتاج جميعا أن نكون بجوار أصحاب الكلمات المطمئنة والأحاديث الطيبه.. فالقلوب تشعر ببعضها حتى لو من بعيد... حتى بدون لقاء فالقلوب تشعر بنبض القلوب والنبض حياه. لذلك كان هناك حصر لكل الوعود الإنسانيه وقدسيتها في كل لغات العالم ومن أهمها :-
أعدك ان أكون لك ملجأ عندما تشعر بعدم الأمان
أعدك أن أكون سببًا لك لتستعيدافراحك
أعدك أن أكون بجانبك إذا كان العالم ضدك
أعدك أن أحميك من الوحدة ،الحزن والأرق
أعدك ألا اغيب عن حياتك حتى لو غابت الشمس
أعدك أنأاكون نور الفجر في ليل حياتك
أعدك أن اجعلك تبتسم ولا تتخلى عنك السعادة
لنأمل أن يأتي لنا الغد بكل ألوان الراحه والآمان للبشريه جمعاء بكل الأطياف والأديان.
