×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

أسنان الدب

أسنان الدب
أسنان الدب

بقلم : د.صلاح شفيع

النجاح ليس وليد نفسه ، النجاح خطوة تسبقها خطوات  ، النجاح هو الدور الأخير في العمارة ، فلا تظن أنك ستصل لهذا الدور بدون الأدوار التي قبلها.هل يمكن للطعام أن يصل إلى بطنك وأنت لم تفتح له فمك ؟؟ 
نجاحك سفينة مغلقة ، لا يمكنك أن تدخل إليها إلا بمفتاح، العاقل من انتبه لذلك، وامتلك المفتاح ، وانتظر حتى جاء وقت تزاحم الناس أمام السفينة هربا من الطوفان ، وقيل لهم : البيت أمامكم ... ليس لأحد حق الدخول إلا لمن يملك المفتاح، سيلفت كثيرون حول أنفسهم ، وواحد فحسب سيتقدم بثقة ويقف أمام البيت ، وفي لحظة يصبح هو بالداخل ، وينطلق بالسفينة والناس تنظر له بحسرة.

عندما خلق عبد العزيز جاويش حلم السفر إلى فرنسا في نفس طه حسين ، كانت أولى خطوات طه حسبن أن يتعلم الفرنسية ، فبدأ محاولات تعلمها ، قبل أن تعلن الجامعة عن بعثة للسفر إلى فرنسا ، وبالفعل عندما أعلنت البعثة  أحكم طه حسن قبضته على الفرصة لأنه استعد لها قبلها ، وتعلم الفرنسية فاجتاز الامتحان وسافر إلى فرنسا . 

ولهذا لم يمكن عجيباً أن يجلس دب تحت شجرة ويشحذ أسنانه في حكايات أيسوب ، فسأله الثعلب : لماذا تفعل هذا ولا يوجد خطر؟ قال الدب: لو تهددني خطر فلن يكون عندي الوقت لشحذها ، بل عليها أن تكون مستعدة للعمل.

تعجبت خنفساء من النملة لأنها قضت الصيف تخزن حبات القمح والشعير ، لكنها لم تلبث أن تبينت أن النملة كانت على صواب عندما احتاجت في الشتاء إلى طعام ، فلم تجد إلا عند النملة .

لما أراد عبد الناصر تأميم قناة السويس ، جهز مفتاح السفينة ، وفي اللحظة المناسبة قال : ديلسبس ، وكانت كلمة السر لرجاله : لقد تم تأميم القناة فخذوا أماكنكم مكان الغرباء .  تعجب الناس أن يكون عنده تلك الجرأة في تأميم القناة وتحدي قوى كبرى ، لكنهم لم يدروا أنه لم يقل إلا بعد أن فعل فعلاً ،  ويبدو أن السادات كان طيلة حكم عبد الناصر يتأمل ، فتعلم الدرس، فلما وصل إلى الحكم كان يعلم أنهم يستضعفونه، ولا يأبهون له ، وأنهم في اللحظة المناسبة سيتخلصون منه ، لا يقيمون وزناً لقوته ، تركهم على عماهم ، وكان يستعد ، اهتم فحسب أن يستميل إلى جانبه قائد الحرس الجمهوري ،  فلما قرروا أن يسددوا ضربتهم إليه فوجئوا بأنفسهم في السجن ، وقد قبض عليهم. 

محمد علي كلاي استعد لمنافسة بطل العالم فتغلب عليه ، لأن المباراة كانت بين بطل يرى نفسه كبيرا ، فلا يعرف شيئا عن خصمه ، وبين صغير ذاكر خصمه البطل ، وانتصر الصغير ليصبح أسطورة الملاكمة ، والعجيب أن التاريخ يعيد نفسه ، فلما أصبح محمد علي البطل والتقى بلاعب كان يتدرب عليه بدلاً من كيس الرمل ذاكر البطل جيداً ، وانتصر أيضاً الصغير على أسطورة الملاكمة . 

وهذا قطز جمع المماليك ليطلب منهم التبرع لتجهيز الجيش وهو يدري أنهم لن يستجيبوا ، وسأل نفسه كيف يقنعهم أن  يستجيبوا ؟ وهكذا قبل أن يحضروا كانت الإجابة جاهزة، القوات عند قصورهم ، فإذا رفضوا استأذنهم تاركاً لهم فرصة ليعاودوا التفكير فيما بينهم ، بينما يخرج هو ليعطي الإشارة ، هذا مفتاح السفينة احملوا إليه ما كنزوه من الذهب والفضة ، ثم رجع إلى قادة المماليك  وسألهم : ماذا قررتم؟ قالوا : لا يا خوند ، أنت في النهاية منا ، كنت مملوكاً مثلنا ، فكان يجب أن تعطينا أضعاف ما كانت الملوك تعطينا لا أن تأخذ منا.

لكنها الحرب ، والعدو أن احتل بلادنا لن تستمتعوا بكنوزكم ، ستموتون وأنتكم تحتضونها ، لكن إن تبرعتم بها لبلدكم جهزنا الجيش وانتصرنا ، وتجمعت الغنائم بين أيدينا ألواناً وأخذ كل منكم أضعاف ما دفع .. فحكِّموا عقولكم .

ـ أمرك عجيب يا خوند ، بدلاً أن تضاعف لنا العطاء تريد أن تأخذ ما عندنا؟؟!
 وهكذا أبوا أن يفرطوا في أموالهم ، وهذا نفسه ماكان يتوقعه منهم ، سألهم : أهذا قراركم النهائي.,؟ فلما قالوا : نعم ، قال لهم : إذن انصرفوا فلست بحاجة لما معكم ، لأنه لم يعد معكم شيء!

 كان المتنبي يعلم أن أبا علي الآمدي اللغوي سيكون حاضراً عند الوزير ابن الفرات ، وأنه يقف عند اللغويات ، واستعاد المتنبي قصيدته التي سيلقيها ، وعرف أين سينتقده الآمدي ، وبالفعل أنشد المتنبي : إنما التهنئات للأكفاء ولمن يدني من البعداء ، وبالفعل وقف الآمدي على التهنئات ، وقال له : كيف جمعت التهنئة وهي مصدر ، والمصادر لا تجمع ؟  فما كان من المتنبى إلا أن التفت عنه ، ومال إلى من بجواره في الناحية الأخرى ، وسأله بصوت مسموع ؟  ـ أمسلم هذا ؟ قيل له : سبحان الله هذا أبو علي الأستاذ تقول فيه مثل هذا ؟ فقال  المتنبي : أليس يصلي ، فيقول التحيات لله ؟وهي مثل التهنئات ، فأخجل الأستاذ . وكان ذلك لأنه استعد له . 
عندما حفظ ابن المعتز سورة النازعات ، قال له مؤدبه لو سألك أبوك أمير المؤمنين في أي شيء أنت؟ فقل له في السورة التي تلي عبس ولا تقل أنا في النازعات فلما سأله أبوه وأجابه تلك الإجابة قال له: من علَّمك هذا ؟ قال مؤدبي ، فأمر الخليفة للمؤدِّب بعشرة آلاف درهم.
ثمة رجل دفن ذهباً في مكان وترك عليه طابقاً وتراباً كثيراً، ثم ترك فوق ذلك خرقة فيها عشرون ديناراً، وترك عليها تراباً كثيراً ، فعل ذلك خوفاً أن يكون أحد من بعيد قد رآه ، فإذا انصرف وبحث ، وأزاح التراب سيجد العشرين ديناراً فيأخذها وينصرف ، ولا يطلب ما تحتها ، وهكذا لما احتاج الذهب كشف عن العشرين فلم يجدها ، فكشف عن الباقي فوجده ، ذلك لأنه كما توقع ، كان ثمة من رآه ، فلما جاء ووجد العشرين أخذها ،  ولم يعتقد أن هناك شيئاً آخر. وسلم له المال بحسن الاستعداد .  ولله در أعمى مضى بجرة من الماء في الليل ، فأمسك بسراج ، ليس من أجل نفسه ، بل من أجل القادم ، حتى يمنعه من الاصطدام به .

ثمة رسام دخل مسابقة المواهب للرسم بالزيت، كان أمامه تسعون ثانية فحسب ، بدأ الرسم بسرعة على لوحة سوداء ، بلونين برتقالي وأبيض ، لكن ألوان الزيت صعبة ، كان يسابق الزمن ، وأين الزمن في تلك الثواني ، لما أصبح الوقت المتبقي ثماني ثواني كان يتابعون بلا مبالاة لأنه بدا عاجزا أن يرسم شيئاً ما، الوقت لم يسعفه، انتهى الوقت ووضع الريشة ، لكن فجأة قلب اللوحة ، ليري الجمهوري ولجنة الحكام صورة دقيقة لرئيس لجنة الحكام، ووقف الجميع ، يصفقون منبهرين ، هل كنوا يصفقون للرسم ؟ وماذا في رسم  وجه ، فعله قبله كثيرون ، هم يصفقون اعتذاراً لسوء ظنهم فيه ، يصفقون للمفاجأة ،  فلو كان يرسم اللوحة بطريقة مستقيمة وتابعوا الرسم لقالوا أنه رئيس اللجنة، وحتى لو فاز فلن يفوز بالجائزة الأولى، إنما هو الانبهار لأنه أوصلهم إلى اليأس منه ثم فاجأهم بموهبته.

هذا الرسام تدرب كثيراً على رسم الصورة بالمقلوب ، ليصنع المفاجأة بعد اليأس منه، لو رسم الرجل بطريقة معتدلة ما حقق الهدف المرجو ، والتدريب على رسم الرجل بطريقة معتدلة تجعله يتقن رسم الرجل ، وكذلك التدريب على رسمه بالمقلوب تجعله يتقن الرسم أيضاً ، لكن الأولى لن تُحدث أثراً كبيراً، أما الثانية فستوقف لك الجمهور ولجنة التحكيم ،  يصفقون لك بشكل متواصل ، لا يصفق وهو جالس في مكانه ، الإبهار يجعله يقف ويصفر وهو غير مصدق تلك الروعة، فهل هي روعة الرسم ؟ إنهم ما كانوا ليفعلوا ذلك لو قال لهم أيضاً لو علموا أنه يرسم لوحة بالمقلوب  ، إنما هي المفاجأة المبهرة التي لم يتوقعوها.!

لما دخل مدرس اللغة العربية الجديد لأول مرة المدرسة الثانوية التي تعلمت فيها، كان أساتذته كلهم مازالوا فيها ، انضم إليهم وهم يتعاملون معه كأن الزمن يمضي بهم فيزدادون خبرات ، بينما يقف به عند المكان الذي كان يجلس فيه على التختة أمامهم ،  دخل الفصل مكان أحدهم، كان نحيلاً حجمه ربما أصغر من بعض تلاميذه ، كان المشرف على الطرقة دوماً يخلط بينه وبين الطلاب ، ويصده كما يصد الطلاب ، حتى لو تبينه ، لأنه يريد أن يقول له الرسالة نفسها ، مازلت تلميذاً ، أنت كنت مثلهم في يوم من الأيام ، ماذا يفعل هذا الأستاذ الصغير الذي يدخل بعد أستاذ قديم شهير متمكن في المادة ؟ غالياً في مثل هذه المواقف : الخوف يجعله يلعب في صالح الأستاذ الغائب ، أليس الصمت كلاماً أحياناً ، كذلك لو ظل لم ينجح في هذا الحصة كأنه يقسم على قوة أستاذهم الغائب . 

قبل المهمة وهو ينتوي ألا يكون أبداً كذلك ، لأنه كان وهو صغير يردد بيت ابي العلاء: إني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم يأت به الأوائل ، كان الدرس اسمه المفعول معه ، وهو درس نحوي ، ولا سبيل إلا بطريقة مبهرة تنجز في وقت أقل ما ينجزه الآخر في وقت طويل ، لم يكتب اسم الدرس على السبورة ، بل رسم دائرة وكتب فيها الفعل (مشيت ) وكتب حرف الواو ثم دائرة أخرى ، وكتب فيها الاسم ( الميت ) دائرتان بينهما واو .. ثم التفت إلى الطلاب وقال لهم .. ما العلاقة بين الكلمتين في الدائرتين .. ؟؟ لا علاقة .. قال لهم : هذا هو المفعول معه .. كل اسم واوي ( بعد واو)  لا علاقة له بفعله .. يسمي المفعول معه ، الميت لا علاقة له بالمشي .. هذا هو درسكم ..   في لحظات انتهى من الدرس ، ووصل رسالة : لست الصغير الذي دخلت عليكم .. 

ثمة تلميذ لي استشارني أن يذهب للعمل في القاهرة في مدرسة خاصة فأشرت عليه أن يفعل ، كانت مدرسة شهيرة تنتخب المدرسين باختبارات شديدة، فخلال شهري الصيف يأتي المدرس الذي ترى المدرسة التعاقد معه ويشرح درساً ، ويقوم بدور الطلاب :  مدرسو المدرسة في  كل المواد ، وترى الإدارة مدى تأثيره في المستمعين من المدرسين مختلفي الميول، ويظل خلال الشهرين يقوم بعمله، فإن ثبت أنه جيد اعتمدوه معلماً عنده، سألته ماذا أعددت لهم ، قال لي : جهزت أصعب دروس النحو في منهج الصف الثالث الإعدادي   ، قلت له : لماذا أصعب الدروس ؟؟ بل العكس ما  يجب عليك أن تفعله... اختر أسهل درس، فإن سمعه مدرسو المواد فهموه في لحظة ، دون إجهاد ذهني ، أما اختيار الدرس الصعب فلن يعرف قدرتك إلا زملاء المهنة ، وهؤلاء أقرب إلى  كتم إعجابهم بك ، فالدرس الصعب لن يعود عليك إلا بانصراف مدرسي المواد الأخرى عن الاستماع . ورشحت له أسهل الدروس ، وهو الاستفهام المنفي، إنه درس بسيط جداً ، تقول : ألم تسافر إلى أسوان؟ فالإجابة عند الإثبات : بلى سافرت ، وعند النفي: نعم لم أسافر ، هذا هو الدرس ، وأمامك ساعة كاملة تعيد وتزيد وتتفاعل مع الطلاب الكبار الذين سيسعدهم أنهم فهموا شيئاً في مادة ليست تخصصهم ، وربما يتشجعون لدراسة العربية، لأنهم يهجرونها ظناً منهم أنهم لن يفهموها ، وها قد فهموا ، قلت له : فقط زملاء المهنة من سيفهمون أنك لم تختر موضوعاً صعباً ، وهؤلاء لو اعترضوا فقد أفصحوا عن ضيقهم الطبيعي من زميل جديد يدخل عليهم، وسيفهم الآخرون أن اعتراضهم في سياق التنافس بين أصحاب المهنة الواحدة ، هؤلاء التنافس معهم لما تنجح وتكون معهم ، لو أرادوا معرفة قدرك فأهلاً بالمباراة .. لكن لا تصنع مباراة يكسبونها دون لعب ..  أنت الآن محكوم عليك من جمهور غير متخصص ،  لذلك لابد من إبهاره ، والإبهار لا يتم بالدرس الصعب بل يتم بالسرعة ، إن الفرق بين الناس وبعضها إن تساووا في العلم بالشيء هو السرعة في أداءه ، الناقة والطائران كلاهما يوصلان إلى المكان البعيد ، لكن الطائرة أفضل لأنها توصل في وقت أقل ، واستجاب الابن العزيز للنصيحة ، وعاودني متهللاً ، لقد تعاقدوا معي بعد الحصة الأولى ، وأعفوني من باقي الاختبارات.
وهذا عبد الله بن سلام أحد أحبار اليهود ، كان يعرف رأي قومه فيه ، من التقدير والاحترام ، لما اقتنع أن الإسلام حق ، وأراد الإسلام  ، فطن أنه لو أسلم مباشرة لشتمه اليهود بأسوأ الشتائم ، ولقالوا فيه عكس رأيهم الحقيقي الذي يحتفظون به الآن ،  لذلك أسلم سراً ، وأحضر  رسول الله صلي الله عليه وسلم  اليهود ،  وسألهم عن حبرهم  ابن سلام، فأجابوا عنه بافتخار انطلاقا أنه منهم، وقالوا عالمنا وحبرنا وابن عالمنا وحبرنا، فخرج عليهم عبد الله  ونطق بالشهادتين أمامهم ، فنالوا منه وشتموه وجردوه من العلم ، لكنها كانت ضربة معلم أن يعلن إسلامه بتلك الطريقة التي تجعل شتائمهم سهاماً طائشة حتى في نظر من يطلقها . 

أبو حنيفة النعمان نموذج للمخطط المثالي الذي يخطط لأفعاله ، وكأنه يتوقع ما سيقال له، فيستعد له ، كان يدري بالسؤال ويستعد له بالإجابة قبل أن يُسأل ، فكان يضع إناء من الفخار يشرب منه ، ولما  جاءه رجل من المشككين يقول له: كيف يعذب إبليس المخلوق من نار بالنار؟ هنا يضرب المشكك بإناء الفخار في رأسه فيشجها، قيل له: لماذا ضربته ولم تجب عن سؤاله؟  قال : بل أجبت لقد خُلق هذا المضروب من طين، وقد ضربته بطين أكثر كثافة فعذبه الطين ، فإبليس خُلق من نار ، لذلك يمكن تعذيبه  بالنار إن ازدادت كثافاتها ، لا أرى في هذه القصة ما يراه الكثيرون : سرعة بديهة من الإمام الأعظم ، ثمة شيء آخر أراه ربما لم ينتبه له الكثيرون ، هذه الفخارة لماذا هي موجودة بجوار أبي حنيفة في ذلك التوقيت؟ أليس من الممكن ألا تكون موجودة؟

في الحقيقة إن نظرية الاحتمالات تقطع بأن الفخارة يمكن أن تكون موجودة أو غير موجودة، فماذا لو كانت غير موجودة لن يحسم النزال بتلك الطريقة الرائعة، فهذه الروعة تقتضي  ، ولذلك  أكاد أقطع أن أبا حنيفة يتوقع السؤال في أي وقت، ولذلك حرص أن يضع الفخارة بجانبه فإذا تعرض للسؤال كانت الإجابة بجواره ، وإن تأخر السؤال فلا ضرر من وجودها فهي تؤدي وظائف أخرى.

وإذا لم تكن قوياً فعليك بالتخطط لهزيمة الآخر ، أن تستخدم  أسلوب الجودو ، الذي يساعدك أن تستخدم قوة الخصم ضده ، الشيخ أحمد ديدات كان ينتصر في مناظراته في مقارنة الأديان مهما كان خصمه ، كان ينطلق من فكرة محددة هي قوله تعالى : قل هاتوا برهانكم ، فهو يرى أن تلك القولة تعني أن الله يقرر أنهم لا يملكون برهاناً ، لكنه أبداً لا يدخل هكذا ، إنه يخطط يحفر الحفرة ويغطيها ويشد خصمه إليها .

أكان أحمد ديدات يدخل للمناظرة مستعداً بالحجة فحسب ؟ لا ، بل كان يصنع لحجته الجو المناسب، أراد أن يقول في مناظرته للقس ستانلي أن ثمة جزءاً في الكتاب المقدس مكرراً بعينه في مكان آخر ، فلم يقل له ذلك هكذا ، بل رفع نسختين من الكتاب المقدس متشابهتين ، وقال له سأقرأ لك من نسخة وعليك أن تتابعني من النسخة الني معك، لقد طلب من مناظره ذلك ، وفتح مناظره سفر أشعياء وبدأ ديدات يقرأ ، والآخر يوافقه ، ولسان حاله يقول له : هكذا لا تغيير ، السفران متشابهان ، شعر الرجل أنه قد انتصر على ديدات في تلك الخطوة لأنه برغم طول الوقت الذي قرأ فيه ، ليس إلا التطابق ، لا اختلاف ،  لكن ديدات يعاجله :  لكني يا سيدي لا أقرأ من سفر أشعياء ، أنا أقرأ من سفر الملوك ، وقف الرجل لا يدري ماذا يفعل ، هلل أنصار ديدات  ، مضي الرجل خجلاً ، ورجع إلى مكانه ، إن ديدات لا يوجه نقده فحسب بل يعرف كيف يبرز هذا النقد في ثوبه الساطع .

إن الانتصار المخطط له ، بمعنى استدراج الآخر لفخ ، يشبه تحقيق هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع ، إن للفوز في اللحظة الأخيرة مذاقاً مختلفاً ، وفرحة لا تساويها أي فرحة ، هل ينسى جمهور برشلونة هدف أنيستا في الدقيقة الأخيرة ضد تشيلسي ، مع أهداف برشلونة الكثيرة لا ينسى الجمهور هذا الهدف أبدا، لأنهم استيأسوا من النصر ، فجاء الهدف في الثانية الأخيرة. إنها عبقرية الفرحة ، لأنه يشبه بزوغ الأمل من أرض اليأس الصلبة ، فيكون أشبه بالكتابة على الصخر ، كذلك عندما تخطط لهدفك بطريقة مفاجئة لا يتوقعها الآخر منك ، فإن فوزك يشبه هذا الفوز الرائع في الدقيقة الأخيرة ، فإن أردت فوزاً مبهراً لا ينسى ، فعليك بالتخطيط الذي يفاجئ الآخرين. بأن تكون كالدب شاحذاً أسنانه .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:01 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17