إعلان القاهرة : عودة الثقل السياسي لمصر
بقلم : د.محمد حجازي
جاء إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية في مواجهة تحالف الغرب وروسيا وتركيا وإيران لمشروع تقسيم العالم العربي في ظل قراءة جيدة من قبل الرئيس السيسي للمشهد إقليميًا ودوليًا، لذا جاءت مفردات بيانه في إعلان القاهرة حاسمة وحازمة وذات دلالات تؤكد استعادة مصر لثقلها السياسي والاستراتيجي في المنطقة العربية ، المنطقة الأكثر سخونة من بين كافة مناطق العالم.
وبعد انقضاء مهلة الـ 48 ساعة ، والدخول في تنفيذ مقررات إعلان القاهرة ، استوقفني خبرين :
خبر مفاده : عدة مقاطع فيديو متداولة لتحركات عسكرية مصرية تدفع بالمزيد من مدرعات المشاة والدبابات المجنزرة - حتى الآن لا يمكن التأكيد على نية الدخول في الصراع الليبي إنما المؤكد سببين :
1- حماية الحدود المصرية غربًا.
2- إظهار الجدية التامة في حماية وفرض بنود المبادرة التي تضمنها إعلان القاهرة.
هذا التحرك العسكري المصري يبعث برسالة حاسمة إلي الجميع بجدية موقف القيادة السياسية.
وخبر مفاده أن : مصر ترفض السماح لطائرة روسية متجهة من سوريا إلى ليبيا ـ في إشارة يمكن فهمها في سياق التطبيق الجاد لمبادرة القاهرة ومنع وصول أي تعزيزات خارجية.
وقد يفهم من هذا الخبر أن هناك خلاف بين مصر وروسيا ، فمصر أدركت أن روسيا تبحث عن مصالحها وأن بوادر تقاسم المصالح بين روسيا وتركيا باتت واضحه خاصة بعد سحب مليشيات الفاجنر الروسية الداعمة لحفتر من طرابلس.
روسيا بدأت المرحلة الثانية من أهدافها في ليبيا ، سيتوقف النزاع عند سرت الشرق لروسيا والغرب لتركيا. والبدء في مشروع تقاسم الثروات من النفط والغاز ، مصر فهمت اللعبة بين روسيا وتركيا وتبادل الأدوار بينهم في ليبيا وسوريا، روسيا تريد أن تلعب في ليبيا كما لعبت في سوريا من دمار وخراب ولا تستبعد أن هناك تحالف تركي روسي بالخفاء في ليبيا ، ومصر وقفت لهم بالمرصاد .
نعم هي روسيا عميدة هذا اللغز الكبير والجرأة المفاجئة للعصملي وذئبه السراج وقومه وغلمانه من أهل الشر المطلق
ارتباط صريح للملف السوري والليبي وهناك بيع وشراء ومصالح ضربت مع بعض بإشراف ودراية مباشرة من بعض القوى العالمية أيضًا، قبل ستة أيام أكد الرئيس التركي أردوغان أن بلاده تطمح للاستفادة من عقود إعادة الإعمار في ليبيا وتشغيل مصافي النفط.
مصر فطنت لهذه اللعبة الخبيث، تركيا وروسيا إخوة في الخفاء أعداء في العلن ..نظريه تسويقية بحتة إذا ما عرفت لخصمك اصنع خصم وهمي تقاسم معه السوق الليبي روسيا وتركيا وجهان لعملة واحدة.
في الظاهر يدعون العداء وفي الباطن يبحثون عن مصالحهم المشتركه فما يحصل هو تكرار لتقسيم الحصص كما تقاسموها في سوريا، تركيا تدخلت في سوريا بدون غطاء شرعي وهي تريد حماية أمنها القومي بسبب الحدود، ومصر لابد أن تتدخل ليبيا لحماية أمنها القومي ، وللأسف هناك لعبة في الخفاء بين روسيا وتركيا من أجل الإطاحة بحفتر في ليبيا. مصر لها الحق في الدفاع عن أمنها القومي و يكفي أنها تململت لتقلب المعادلة تمامًا فتمت محاصرة أردوغان والسراج في سرت.
ترك ليبيا لقمةسائغة للترك والإخوان هو تهديد للأمن المصري. ومصر لن تقبل بهذا الأمر وستقضي على الخطر خارج حدودها قبل أن يصل إليها، مصر قالت كلمتها وأعادت هيبتها وثقلها السياسي، مصر بدأت تستفيق وتعود لموقعها الطبيعي، قوة مصر قوة وعز للعرب، مصر قادرة بإذن الله على إخراج تركيا وغيرها من ليبيا وبشرط وقوف دول الخليج إلي جوارها وتوافر الإرادة السياسية لديهم.


















