حكاوي البحر
بقلم / رامي فؤاد
الليل في الغردقه عند مَرسي اليخوت
حدوته تانيه ، مبيعرفهاش غير ناس معينه واللي بيعرف المكان ده ويروحه مبيفهموش بسهوله ، لأنه صعب يتفهم فعلا ، نقدر نشبهه كده بعلوم الفيزياء و الفيزياء الكميه وهو اصلا المكان ده مليان بطاقات مش بس نادر وجودها في اي مكان لأ ده مستحيل تلاقيها اصلا ، حتي الشاي بالنعناع طعم عمرنا ما هنلاقيه غير هنا في المكان ده ، ريحة الهوا وصدي صوت الموج ، انعكاس الضوء علي وش المياه ، حتي الناس اللي قاعده تحسهم كلهم وحده متكامله ، مفيش اختلاف في التصرفات ولا النظرات ولا اسلوب الكلام ، في بساطه بمفهوم سهل ، مفهوم جميل مليان بالإنسانيه وحسن السلوك ، اغلب اللي هنا صيادين والزوار كلهم ناس طيبه و عندهم اخلاق ، ناس مبيلاقوش نفسهم في وسط الزيف البشري اللي حواليهم وعشان كده بييجوا هنا لإن هنا كل حاجه حقيقيه ، مفيش زيف ولا شر ولا كدب ولا مظاهر تخدع ، كله هنا علي فطرته اللي اتخلق عليها زيه زي البحر والرمل والسما ، كلنا بنبتسم في وش بعض والكراسي كلها جنب بعضها ، روح لوحدك وقول سلام عليكم وشد كرسي واقعد و الشاي هينزلك قبل ما تطلب و هتلاقي ترحيب طيب قوي ، هتحس انك متونس جدا هنا والليل ليه زاويه تانيه يتشاف منها .
اول ما الساعه تيجي عشره هتلاقي عم ' ساجد ' خارج من البحر ومعاه السناره والغزل ، يروح علي الدِكه بتاعته اللي قدام الفرن بتاعه و يبدأ يفضي السمك في العده بتاعته و يجهزه وبعدين يشوي ، تشم اجمل ريحة شوي في الدنيا ، تروح تاخد سمكتك في ورقه بيضه بسيطه جدا وتحاسبه
" كل واحد ليه سمكه واحده " ولما يخلص يقعد معانا يحكي اي حاجه غريبه بتحصله او بيشوفها في لياليه وهو بيصطاد بالليل من عند الجزيره اللي في وسط البحر ، عم ساجد من اصحاب النظرات الثابته وملامحه كلها سكون و مش بيدخل في نقاشات الا نادرا جدا ، هو بيحكي وبس .


















