ورقة الجميز تزعزع معاقل أردوغان في الداخل التركي
تقرير:
علاء حلمي
يعتبر الصراع الذي بلغ أشدة هذة الأيام بين رجب طيب أردوغان وأحمد داود أغلو ليس وليد اللحظه ولكنه يعيدنا إلي ما فعلة أغلوا علي خلفية الخلاف الذي حدث بينه وبين أردوغان عام 2016 حين دعا إلي عقد جمعية إستثنائية لحزب العدالة والتنمية التركي وقرر بعدها تقديم إستقالته من الحكومه التي كان يترأسها .
لم يقف الصراع عند هذا الحد بل قام "أحمد داود أوغلو"، رئيس وزراء تركيا السابق بتأسس حزب سياسي، بعد مرور أربعة أشهر على إستقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، في نهاية العام ٢٠١٩، ويحمل اسم (حزب المستقبل)، وشعاره "ورقة شجر الجميز"، وفي وقت قليل جداً إستطاع حزب المستقبل أن يكون هو الحزب المعارض الأقوي رغم حداثة نشأته ولم يكتفي بقوة المعارضه فقط بل وألحق أوائل العام الحالي هزائم قاسية بحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البلدية ليسيطر على إدارة العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، المركز التجاري للبلاد، بعد أكثر من عقدين يسيطر عليهما حزب العدال والتنمية.
وقد نقلت صحيفة"زمان" التركية عن "اوغلو": أن"(أكاديميو السلام)، هي مجموعة من الأكاديميين الأكراد والأتراك، كانوا وقعوا في العام 2015 على عريضة طالبوا فيها الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية وأردوغان، باستئناف مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني لتسوية القضية الكردية".
وذكر أوغلو: أن "أردوغان أطاح بطاولة مفاوضات السلام الكردي بعد أن اتجه المواطنون الأكراد إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي بدلا من حزب العدالة والتنمية". مشيراً إلى أن "موضوع أكاديمي السلام واعتقالهم ومعاقبتهم كان أحد أهم نقاط الخلاف الرئيسية مع رئيس الجمهورية أردوغان، وهذا التصرف لا يتوافق مع مبادئ حرية التعبير".
ويضيف رئيس حزب المستقبل المعارض "أوغلو" في حوار صحفي : "طوال حياتي دافعت عن ضرورة التوازن بين الأمن والحريات، ولكن في السياسة التركية اليوم تجاوزت التدابير الأمنية الحريات، الكلمات التي تعبر عن الوضع السياسي الحالي هي: الأمن، والتضييق، والظلم، والفساد". مشيراً إلى أن "رئيس الجمهورية أردوغان الذي دفع بالبلاد نحو الديمقراطية في أول الألفينات، اليوم هو نفسه يتعاون مع القوى التي تحاول إدارة تركيا بأساليب ديكتاتورية".
ورأى الحليف القوي السابق للرئيس التركي، أن أردوغان يعتبر "كل من يطالبه بالعودة إلى طاولة مفاوضات السلام الكردي إرهابيا أو داعما للإرهاب، ما أسفر عن اعتقال عدد كبير من الأكاديميين منذ العام 2015 وحتى اليوم". مؤكداً أن "أردوغان نفسه هو الشخص الذي يمثل التصرفات المعادية للديمقراطية في السياسة التركية".
المسؤول التركي السابق الرفيع، تطرق إلى قضية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية في نوفمبر 2015، مشيرا إلى أنه أكد "على رئيس أركان الجيش عندما أخطرني بالأمر، على ضرورة التواصل مع الجانب الروسي قبل إعلان الخبر على الرأي العام التركي.
وأضاف "آوغلو": كان يجب التواصل مع الرئيس الروسي بوتين بشكل خاص، لأنني كنت أعرف أهمية تفعيل الدبلوماسية في هذه الحالات، ولكن لم يتم تنفيذ هذه التعليمات، وصدر بيان من رئاسة الجمهورية يعلن إسقاط القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية. موضحاً أن البيان خاطئا، لأنه لو لم يتم إعلان الأمر بهذا الشكل لن يكون من الممكن السيطرة على الأمر بالطرق الدبلوماسية، كما حدث بالفعل".
ونجد بأن ورقة الجميز قد تلعب دوراً مختلفا في الفترة القادمة والتي معها ستتغير نظرة ااسياسة التركية برمتها والتي تحاول أن تأكل علي كل الموائد وتعبث في مقدرات الشعوب بعثا عن الزعامة الزائفة.


















